الجزائر تشهد موجة حر جديدة وألسنة النيران تلتهم الغابات

تشهد الجزائر موجة حر جديدة، وفاقت درجة الحرارة في بعض المحافظات 48 درجة مئوية تحت الظل، وعاش الجزائريون الاثنين يوم قائض، واتخذت السلطات الجزائرية الطابع الانذاري، بسبب اشتداد الحر. ودعت المديرية العامة للحماية المدنية، المواطنين إلى الالتزام بقواعد وقائية لتفادي ضربات الشمس، بسبب ارتفاع درجات الحرارة المرتقبة خلال الأيام المقبلة، وأوصتهم بعدم التعرض لأشعة الشمس خاصة الأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال وتجنب الخروج والتنقل خلال هذه الفترة، إلا في حالات الضرورة كما يجب الخروج في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء خاصة في الولايات الداخلية والبقاء تحت الظل قدر المستطاع, ودعت إلى إغلاق النوافذ والستائر وواجهات الشرفات التي تتعرض لأشعة الشمس طوال النهار، وترك النوافذ مغلقة ما دامت درجة الحرارة الخارجية أعلى من درجة الحرارة في داخل المنزل.

وعادت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء موجة الحرائق لتجتاح من جديد الغابات والجبال، والتهمت ألسنة النيران أجزاء كبيرة من غابات محافظة جيجل وبجاية والطارف والبويرة وتيزي وزو، وأتت النيران على عدد كبير من الأشجار المُثمرة والحُرجية، خاصة في محافظة جيجل التي تحول ليليها إلى نهار ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، وهو ما دفع بالسلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ.

وتم تسجيل خسائر مادية معتبرة في منطقة تاكسنة وتحديدا بمشتى اولاد خيرون، وذلك جرّاء حريق مهول تسبب في إتلاف أكثر من 3000 هكتار من الغابات والأشجار المثمرة والزيتون وصناديق النحل، إضافة إلى ما يُناهز 2000  دجاجة، وذلك في حصيلة أولية، في الوقت الذي تستمر فيه مُحاولات الإنقاذ حتّى الساعة. والتهمت ألسنة النيران لحد الساعة أكثر من 1200 هكتار من الغابات و الأشجار المثمرة ( الزيتون - البلوط - التين ) كحصيلة أولية، والنيران الآن تحاصر حاليا مناطق واسعة من محافظة جيجل.

وعاش سكان الجنوب الجزائري وحتى في محافظات أخرى، ظروفا صعبة بسبب الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، ودام الانقطاع ساعات طويلة من ليلة الاثنين، وقال أحد مواطني محافظة ورقلة أقصى جنوب الجزائر، رفض الكشف عن هويته، في تصريحات لـ " العرب اليوم " إن التيار الكهربائي انقطع الاثنين في حدود منتصف النهار، تحت درجة حرارة عالية لامست الـ 50 درجة مئوية، ولدى اتصالهم بفريق المناوبة لإصلاح الخلل، باءت كل محاولتهم بالفشل، فمكاتب استقبال الشكاوي والتبليغات كانت خاوية عن عروشها ما عدا عون الأمن الذي كان واقفا أمام الباب.

وتابع المتحدث قائلا إن بعض الأولياء وبسبب قلقهم على أبنائهم، بحثوا عن الثلج وقاموا بوضعه في الماء ووضعوا الأطفال فيه لحين إصلاح الكهرباء، وهو نفس الوضع الذي شهدته مناطق متفرقة من أنحاء البلاد كمنطقة مفتاح التابعة لمحافظة البليدة غرب الجزائر ومحافظة بومرداس وغيرها.

وحسب بيان صادر عن مديرية الكهرباء والغاز فإن سجل الاستهلاك الوطني للطاقة الكهربائية البارحة، رقما قياسيا جديدا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. وجاء في البيان " سجل عامل النظام الكهربائي هذه الذروة للقوة الكهربائية يوم  30 يوليو / تموز على الساعة الثالثة (3) زوالا حيث بلغت 13.881 ميغا وات، اي ارتفاعا  يعادل 8,1 في المائة بالنسبة للذروة التي سجلتها في السنة 2016 و التي بلغت  12.839 ميغا وات في الفاتح من آب / أغسطس، وذكر المتحدث أن الاستهلاك الكهربائي له علاقة وطيدة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وجددت مديرية الكهرباء والغاز ندائها للمستهلكين بعقلنة استهلاكهم للطاقة الكهربائية، خصوصا بين 13سا00 و 16سا00 و كذلك بين 20سا00 و 23سا00.