الجفاف يجمد الحياة في مناطق الواحات
آخر تحديث GMT 10:09:18
المغرب اليوم -

الجفاف يجمد الحياة في مناطق الواحات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجفاف يجمد الحياة في مناطق الواحات

الريف
الرباط ـ المغرب اليوم

يبدو أن غالبية ساكنة واحات الجنوب الشرقي للمغرب بدأت تفكر في النزوح أو الهجرة إلى المدن الداخلية، بسبب الجفاف الذي يهدد المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل تراجع في الموارد المائية، بالرغم من الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل مختلف القطاعات العمومية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، لإنهاء هذه الأزمة.وبات واضحا أن سكان الواحات بالجنوب الشرقي للبلاد لا يشعرون بالاطمئنان بخصوص مستقبل المياه في هذه المناطق، الأمر الذي دفع بالمئات من الأسر إلى طرح ممتلكاتها وأراضيها للبيع والهروب نحو مدن الداخل لضمان شربة ماء ومستقبل لأبنائها تتمنى أن يكون أفضل.

في تصريحات استقتها هسبريس من بعض المسؤولين في القطاعات المعنية بالماء بأقاليم جهة درعة تافيلالت، فإن الوضع المائي في الجنوب الشرقي ما زال إلى حد الساعة تحت السيطرة، لكنهم لم يخفوا تخوفهم من اشتداد الأزمة في الشهور المقبلة، خاصة مع تسجيل شح الأمطار واستمرار الجفاف وتراجع الموارد المائية

وأكدت الجهات ذاتها أنه بتعليمات ملكية، اتخذت القطاعات المكلفة بالماء، على رأسها وزارة الداخلية، مجموعة من التدابير والإجراءات والخطوات من أجل تجاوز مشكلة المياه في الجنوب الشرقي، متوقعة حل الأزمة بشكل نهائي خلال السنوات الأربع المقبلة.تواجه واحات الجنوب الشرقي للمغرب (من طاطا إلى فجيج) خطر الزوال بسبب الجفاف الذي تتعرض له خلال السنوات الأخيرة وازدياد الكوارث الطبيعية، ما يتطلب تحركا سريعا لنجدتها.

وخلال إعداد هسبريس هذا الربورتاج، عبرت ساكنة الواحات عن مخاوفها من المستقبل المجهول، مؤكدة أن خطر الجفاف حقيقي لا مبالغة فيه، وأن نسبة الواحات في الجنوب الشرقي بدأت تتقلص تدريجيا سنة بعد سنة، وهناك آلاف الهكتارات من الواحات اختفت بشكل مفاجئ في السنوات الثلاث الماضية.عبد العالي آيت إبراهيم، من ساكنة واحة درعة (إقليم زاكورة)، قال إن مجموعة من العوامل تساهم في التهديدات التي تواجه واحات الجنوب الشرقي، منها ما هو يتعلق بالجفاف والتغيرات المناخية، ومنها ما يرتبط بالعامل البشري الذي ساهم في وقت سابق في ضياع ملايين المترات المكعبة من المياه في زراعات موسمية.

ولفت المتحدث لهسبريس إلى أن ارتفاع الحرارة أيضا يهدد ما تبقى من الواحات بالزوال، لما له من تأثير كبير على الموارد المائية، مشيرا إلى أن الوضع الفلاحي والمائي وحتى الواحي بالجنوب الشرقي جد مقلق وخطير، لا يمكن الاختلاف في ذلك، داعيا “القطاعات المركزية إلى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان”.من جهته، أكد جمال بن يشو، فاعل بيئي بإقليم الرشيدية، أن واحات الجنوب الشرقي، وخاصة بالرشيدية وورزازات وزاكورة، مهددة بالزوال في غضون السنوات المقبلة بسبب موجة جفاف غير مسبوقة، مضيفا أن “أزمة الجفاف والتصحر وانعكاساتها الخطيرة على ساكنة الواحات تدفع المئات من الأهالي إلى النزوح عن أراضيهم، فارين من ندرة المياه التي تهدد الحياة والتنمية في مناطق الواحات بشكل عام”.

من بين المشاكل الكبيرة التي تواجه بعض الواحات في الجنوب الشرقي للبلاد، نضوب مياه الأودية، وخاصة وادي درعة الذي يخترق عددا من جماعات إقليم زاكورة، انطلاقا من سد المنصور الذهبي بورزازات وسد أكدز، حيث لم تعد حتى الطيور تجد ما تروي به ظمأها، وهو ما تبينه عدد من الصور التي التقطتها جريدة هسبريس الإلكترونية لهذا الواد بالتصوير الجوي.في هذا الإطار، قال زايد، فلاح بتانسيخت، إن الوادي قد جف بسبب توالي سنوات غياب المطر، مضيفا أن الوادي حاليا “يشبه صحراء قاحلة، والفلاحين بدورهم يواجهون أخطر موجة جفاف لم تسجل المنطقة مثيلا لها في عقود”.

وأردف زايد، في تصريح ، أن “الدولة كانت في السنوات الماضية تبادر إلى إطلاق بعض الحمولات من سد المنصور الذهبي لتوفير المياه في هذا الوادي، لكن بسبب تراجع منسوب السد وتوالي الجفاف، توقف ذلك، مما أثر بشكل كبير على الموارد المائية وعلى المحاصيل الفلاحية”.يثير نقص الموارد المائية قلقا في مناطق الواحات بالمملكة المغربية، وذلك في ظل شح الأمطار الناجم عن آثار تغير المناخ، بيمنا يدعو خبراء إلى “حوكمة” استهلاك هذه المادة الحيوية حتى لا يزداد الوضع سوءا.

مسؤولون ببعض وكالات الأحواض المائية بالجنوب الشرقي ومسؤولو وزارتي الداخلية والفلاحية أكدوا جميعا، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أنه من أجل تطويق أزمة الماء، وبتعليمات ملكية، تم اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات، وهناك مجهودات كبيرة في هذا الصدد.وطالب هؤلاء المسؤولون المواطنين بـ”ترشيد استعمال المياه أمام الوضعية المائية الراهنة والمقلقة التي تعرفها البلاد بشكل عام”، ودعوا الجمعيات إلى “القيام بدورها من خلال إطلاق حملات تحسيسية واسعة لتوعية المواطنات والمواطنين بضرورة الحفاظ على الماء”.

وشدد مسؤول بقطاع الفلاحة على أن “الجميع، وليس فقط المسؤولين، عليهم التحرك من أجل تطويق أزمة الماء، من خلال التحسيس والتوعية بالإجراءات البسيطة لتوفير المياه، وكيفية ترشيد استهلاكها، ومكافحة إهدار المياه في الحياة اليومية، وتحسيس الأسر المغربية بالتكاليف الباهظة المترتبة عن ضياع المياه”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

منع السقي بسبب الجفاف يُثير مخاوف الفلاحين المغاربة من تراجع إنتاج الخضار والبقوليات

شبح الجفاف يُخيم على سد المسيرة في المغرب ويُنذر بموسم العطش

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف يجمد الحياة في مناطق الواحات الجفاف يجمد الحياة في مناطق الواحات



لمسة الحرير تعزز فخامة إطلالة الملكة رانيا باللون الأزرق الفيروزي

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025
المغرب اليوم - إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 22:24 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا تسعى لبيع تلغراف إلى ملاك ديلي ميل دون تأخير
المغرب اليوم - بريطانيا تسعى لبيع تلغراف إلى ملاك ديلي ميل دون تأخير

GMT 07:44 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف أصعب المشاهد في مسلسل ورد وشوكولاتة
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف أصعب المشاهد في مسلسل ورد وشوكولاتة

GMT 12:20 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جامعة بريطانية تدرس الأحياء الفضائية

GMT 20:48 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أمل الفتح الرياضي يفوز على اليوسفية الرباطية بثلاثية

GMT 21:21 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

إخلاء شوارع أكادير بسبب عاصفة رملية اجتاحت المدينة

GMT 07:00 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

سحب رخصة الإعلامية في قناة "فوكس" جانين بيرو

GMT 13:58 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

استدعاء الأمن في اتحاد الكرة لتوقيف رئيس نادي الزمالك

GMT 02:00 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الموت يُفجع عادل الميلودي ويخطف أعز أقاربه

GMT 04:46 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

فيدرير يخوض منافسات كأس هوبمان للفرق المختلطة

GMT 17:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

باحثون ألمان يستخلصون مادة من الفطر للقضاء على السل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib