الإكوادور تدمر غابات الأمازون من أجل النفط
آخر تحديث GMT 14:48:31
المغرب اليوم -

الإكوادور تدمر غابات الأمازون من أجل النفط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الإكوادور تدمر غابات الأمازون من أجل النفط

كيتو - المغرب اليوم

الإكوادور دولة تشغل رقعة من مساحة قارة أميركا اللاتينية المطلة على شواطئ المحيط الأطلسي. من الناحية التاريخية تستند «إكوادور» إلى تراث بالإسبانية منذ أن اجتاحتها فلول المستعمرين الإسبان في عام 1533. كانوا يبحثون يومها عن الذهب فلم يجدوه فتركوها مستعمرة تابعة، إلى أن حررها «سيمون دي بور» في ثلاثينات القرن التاسع عشر.بدلاً من الذهب «الأصفر» الإبريز.. حظيت «إكوادور» بثروة نفطية من الذهب «الأسود» أوصلتها إلى عضوية منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك). لكن «إكوادور» ظلت تتميز أيضاً بنوع ثالث من الثروة ويجسّدها الذهب «الأخضر» كما قد نسميه. وهو «الغطاء النباتي» بالغ الكثافة والثراء متمثلاً في مساحات شاسعة من الغابات المدارية وشبه الاستوائية التي تشقها روافد نهر «الأمازون»..حيث تشكل جزءاً حيوياً وعضوياً من الغابات المطيرة (Rain Forests) وخاصة في منطقة «ياسوني» التي يطلق عليها اختصاصيو البيئة الكوكبية وصف «الحديقة» أو «المتنزه» الذي لا يزال يحتفظ في رأيهم بنقاء الفطرة التي تعود إلى بدء الخليقة وتكوين البيئة الكوكبية. ومن ثم فالمنطقة المذكورة ظلت تشكل شرياناً من شرايين رئة كوكبنا بحكم ما تبعث به من غاز الأوكسجين في أجواء الكوكب وهو ما يستلزمه استمرار الحياة.هكذا ظلت «ياسوني» قرة عين أنصار البيئة ودعاة حفظ موارد كوكبنا من التلوث أو العبث أو الاندثار.. ولذلك فقد كانت خطة الحفظ بمعنى الصوْن التي طمحت «إكوادور» إلى تطبيقها في منطقة «الأمازون» التابعة لها تمثل مشروعاً رائداً وتصّوراً طموحاً على نحو ما كتب «جوناثان واتس» في رسالة مؤسفة حقاً بعث بها إلى جريدة «الغارديان» اللندنية وبادرت إلى نشرها (عدد 15/8/2013) وحمل عنوانها خبراً مؤسفاً بحق يقول: الإكوادور توافق على الحفر لاستخراج النفط من «حدائق ياسوني» الواقعة في غابات الأمازون المطيرة.هي خطوة يصفها مقال «الغارديان» بأنها تمثل «ضربة» قاصمة بل مدمّرة لجموع الناشطين (من علماء وساسة ومفكرين) ممن ظلوا يحاولون إنقاذ واحدة من أهم مناطق التنوع الأحيائي في العالم من مصير التغيير والتلوث.والأخطر أن هذه المبادرة من شأنها أن تقتل آمال أنصار المناخ والبيئة في أن تشكل «الإكوادور» نموذجاً لدول أخرى من حيث مقاومة إغراء الثروات المتأنية عن استخراج ركازات الوقود الأحفوري مع ترك هذه الركازات في مواقعها الأزلية تحت سطح الأرض.المهم أن بدا المشهد الحالي أقرب إلى فصول الدراما فعلى شاشات التلفزيون في العاصمة «كيتو»، ظهر رئيس إكوادور «رافاييل كوريا» وعلى وجهه مزيج من الغضب والحزن يقول في مرارة لا تخفى: لقد خيّب العالم آمالنا.. لهذا قمت اليوم بتوقيع مرسوم رئاسي يقضي بتجميد صندوق الإنفاق على «ياسوني» وبهذا انتهت مبادرة حفظها.بعدها علق المراقبون على هذا المشهد موضحين أنه كان واحداً من أصعب القرارات التي اتخذها رئيس البلاد. وقد اضطر الرجل لذلك بسبب تقاعس الأطراف العالمية المعنية عن مد يد العون المالي بما يساعد «إكوادور» على تنفيذ سياسة الحفظ البيئي وصون منطقة التنوع البيولوجي في غابات «الأمازون».. وهو ما اضطر «كيتو» إلى إلغاء مبادرة الحفظ. وبدلاً منها قررت «إكوادور» السماح بالتنقيب عن النفط في المنطقة.بعد أن كانت قد وعدت منذ عام 2007 بترك المخزون النفطي في مكانه في باطن الأرض. وكان هذا معناه، كما تضيف رسالة «الغارديان» أيضاً، الحيلولة دون تسرب 400 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض.. فيما كانت خطة الحفظ تكلف نحو 7.2 مليارات دولار، وكان مقرراً أن يتم تجميع المبلغ من أطراف دولية شتى بحلول عام 2023.على الطرف الآخر من المعادلة.. تضيف الجريدة الإنجليزية قائلة:الرئيس «كوريا» عليه ديون واجبة السداد. و«إكوادور» غير قادرة على الوصول إلى أسواق التمويل الدولية.. (ومن ثم) فقد تعيّن عليها أن تستغل نفطها ولو في مناطق «الأمازون».

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإكوادور تدمر غابات الأمازون من أجل النفط الإكوادور تدمر غابات الأمازون من أجل النفط



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:29 1970 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
المغرب اليوم - العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء

GMT 13:31 2025 السبت ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات
المغرب اليوم - شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات

GMT 17:25 2013 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"ماوس" تطفو اعتمادًا على دوائر مغناطيسية

GMT 09:48 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم "الشلال" يسعى إلى جذب زبائنه بشتى الطرق في الفليبين

GMT 23:15 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سان جيرمان يكتسح ستراسبورغ بثلاثية في الدوري الفرنسي

GMT 08:04 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

سلطنة عمان تحذر مواطنيها من خطورة السفر إلى لبنان

GMT 22:31 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مهدي بنعطية مرشح لمنصب مدير رياضي بفرنسا

GMT 08:16 2023 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

أبرز الأخطاء الشائعة في ديكورات غرف النوم الزوجيّة

GMT 16:04 2023 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

150 قتيلا جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة في ليبيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib