تأثير التطور التقني على حياة المراهقين
آخر تحديث GMT 23:36:27
المغرب اليوم -

تأثير التطور التقني على حياة المراهقين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تأثير التطور التقني على حياة المراهقين

لندن ـ وكالات

غزت الأجهزة المتطورة حياتنا العصرية وأصبح لا غنى عنها في تصريف أمورنا من أبسطها لأعقدها وأصبح اقتناؤها أمرا حتميا، وكأن الإنسان قبل ظهورها لم يكن يحسن القيام بأبرز مهامه الحياتية ولم يكن يعي كيف يدير شؤونه الشخصية. مع تعدد أشكال الأجهزة المتطورة وخروجها في صور جذابة ومغرية للعين بدأ تهافت المراهقين على اقتنائها واستغلالها في الدرجة الأولى في الترفيه والاستمتاع وقضاء الوقت، ولا لوم عليهم في ذلك طالما أنه يحدث بموافقة الوالدين ومباركتهما، فالمشكلة تبدأ بتقديم جوال متطور أو حاسوب متعدد الإمكانات للابن المراهق الذي لا يعي قيمة الجهاز ولا يحسن استغلاله فيما يجدي. لا جدال في أن للأجهزة المتطورة استخداماتها المفيدة الهائلة، لكن لا يمكن إنكار حقيقة أن العديد ممن يحرصون على اقتنائها ومسايرة كل ما هو جديد منها يجهلون قيمتها ولا يستغلونها على النحو السليم. إذا تأملنا التأثيرات السلبية للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي بات استخدامها ضرورة لا غنى عنها ضمن البرنامج اليومي لشريحة ليست بالهينة من مراهقي اليوم، فهي ليست وسيلة للتعارف والاتصال، بل وسيلة للانغلاق والانعزال!.قد يندهش البعض من هذا الافتراض، ولكنها الحقيقة فهي تعزل المراهق عن بقية أفراد أسرته وتدخله إلى عالم افتراضي يتعامل فيه مع أصدقاء لا يعرف عنهم إلا ما ينشرونه عن أنفسهم من معلومات قد تكون زائفة. مع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل فوائد التواصل عبر الإنترنت وقدرته على تقريب الأشخاص وتناقل الخبرات، إذا ما أحسن المستخدم استغلال إمكاناته، وهذا ما ينقص مراهق اليوم. يتيح الإنترنت في وقتنا الراهن إمكانات متعددة من الممكن استغلالها فيما يأتي بالنفع على المراهقين، فهو يتيح تبادل المعلومات بسرعة وسلاسة في وقت خلال اليوم ولأي عدد من الأصدقاء، ما يجعل منه وسيلة مثالية لتبادل الخبرات والتواصل مع أصدقاء جدد ينتمون إلى مختلف بقاع الأرض، وفي الاتصال بالأهل والأصدقاء ممن تفرق بين المراهق وبينهم مسافات طويلة، ولكن إذا تأملنا هذه النوعية من الصداقات فهل هي علاقات طبيعية وسليمة تغني عن التواصل المباشر؟ هل يغنينا الإنترنت عن زيارة الأحباب والمقربين والجلوس معهم للتسامر والتندر واسترجاع اللحظات الطيبة؟ بالطبع لا، فهو بذلك يزيد التباعد ويحجم وسائل التواصل في الدردشة وتبادل الرسائل النصية. ذا تأملنا استخدامات أجهزة الجوال والحاسوب اللوحي ومشغلات الوسائط المتعددة فسنجد أن معظمها موجه للترفيه وإضاعة الوقت رغم إمكانية استخدامها في أمور نافعة. رغم تعدد هذه النوعية مالأجهزة، ينحصر استخدامها في سماع الأغنيات ومشاهدة البرامج وممارسة ألعاب الفيديو والدردشة والتقاط الصور، وهذه الاستخدامات لا تستحق بذل المال من أجل الحصول على تلك الأغراض، فالإنفاق على مثل هذه النوعية من الأشياء مضيعة للمال. الأسوأ من إضاعة المال التعود على استخدام الأجهزة في تلك الأغراض دون غيرها ومواصلة استخدامها على هذا النحو لفترات طويلة حتى يصبح ذلك كالإدمان الصعب الإقلاع عنه. والأسوأ من ذلك كله هو انزواء المراهق عن بقية أفراد أسرته وانشغاله بتلك الأجهزة لساعات وفقدانه الرغبة في التواصل مع الأهل والمشاركة في المناسبات الاجتماعية. لا يمكننا أيضا تجاهل أثر الاستخدام المتواصل لهذه النوعية من الأجهزة على السمع والبصر، ناهيك عن تأثيرها على المخ بما تصدره من ذبذبات وإشعاعات أثبت الطب ضررها، وإن كانت تأثيراتها السلبية لا تظهر إلا بعد سنوات من الاستخدام المعتاد، ما يصعب مهمة التحذير منها. للأجهزة المتطورة تأثيراتها الإيجابية والسلبية على المراهق، والعاقل هو من يحسن استغلال الإيجابيات ويجنب نفسه مخاطر السلبيات. لا يمكننا أن ننكر توفيرها الاتصال بسهولة وسرعة فائقتين وتوحيدها الاختلافات بين البشر وتسهيلها نقل الخبرات، ولكن مع ذلك لا يمكننا أن نغفل عن إضاعتها للوقت وإلهائها المراهقين عن ضرورة التواصل مع بقية أفراد الأسرة.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير التطور التقني على حياة المراهقين تأثير التطور التقني على حياة المراهقين



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib