النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال
آخر تحديث GMT 16:09:46
المغرب اليوم -

النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال

المنامة ـ المغرب اليوم

بوندسبانك الذي يبدو عليه أنه محافظ وذو جو خانق، ليس هو المصدر البدهي للأفكار الثاقبة بخصوص دور المرأة في التمويل والاستثمار. لكن المصرف المركزي الألماني ليس لديه فقط امرأة في منصب نائب الرئيس ـــ سابين لاوتنشليجر التي تعد من بين أكبر المسؤولين النقديين في العالم من غير جنس الرجال ـــ بل تتصدر أيضا الأبحاث التي تدرس أثر الاختلافات بين الجنسين. واشتمل آخر بحث لبوندسبانك حول هذا الموضوع، نشر في الشهر الماضي، على قنبلة باستنتاجه أن الجنس (الذكورة والأنوثة) مؤشر رديء للاستدلال على الاستعداد للاستثمار في الموجودات الخطرة. وتناولت الدراسة أسرا في النمسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا. ومع أن التوصل إلى استنتاجات بخصوص السلوك المحتمل لكبار المحترفين في صناعة المال يعتبر قفزة كبيرة، إلا أن البحث الذي نشره بوندسبانك يتحدى الفكرة الشائعة، التي مفادها أن النظام المالي العالمي سيكون أقرب إلى الأمان لو تولت إدارته النساء ـــ الأقل تمثيلا في هذه المؤسسات ـــ بدلاً من الرجال المشحونين بالنشاط بسبب التستوسترون (الهرمون الذكري)، وأن مصرف ليمان براذرز (بنك الأخوين ليمان) لم يكن لينهار لو كان اسمه ليمان سِسترز (بنك الأختين ليمان). وكما يعترف مؤلفو البحث، فإن الدراسات الأكاديمية السابقة وجدت اختلافات لا يستهان بها بين الجنسين، وأشارت إلى أن النساء أقل ميلاً للدخول في مخاطر مالية من الرجال. لكنهم يلاحظون كذلك أن "عدداً متزايداً من الدراسات تضع الأبحاث السابقة في منظور معين، أو ترفضها جملة وتفصيلاً". لكن دراسة منفصلة لبوندسبانك نشرت في السنة الماضية، ذهبت أبعد حتى من ذلك، حين توصلت بصورة مثيرة للجدل إلى أن تغييرات مجلس الإدارة التي ينتج منها ارتفاع نسبة التنفيذيات المصرفيات "تؤدي إلى مزيد من السلوكيات الخطرة في الأعمال". والمواقف تجاه اتخاذ المخاطر تعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك السياق الاجتماعي والخلفية الاجتماعية ـــ فالنساء اللواتي حصلن على ترقية جديدة للدخول في عضوية مجلس الإدارة ربما يشعرن بالضغط للتفوق على الزملاء الرجال، مثلا. والبلد الذي وجد فيه باحثو المصرف أدلة أكبر ـــ وإن لم تكن أدلة قاطعة ـــ على أن الجنس يلعب دوراً في الموقف تجاه المخاطر هو إيطاليا، حيث التباين بين الجنسين يعتبر أعلى مما في كثير من البلدان الأوروبية الأخرى. لكن لعل الأمر الأهم من الجنس هو عمر المستثمرين، أو مديري الاستثمار. ففي دراسة للجمهور الألماني، استشهد بها بحث المصرف، تبين أن النزوع إلى المخاطر لدى الرجال يهبط بصورة ثابتة مع التقدم في السن. وبين النساء كانت أقوى حالات الهبوط في النزوع إلى المخاطر بين أواخر العقد الثاني من العمر والثلاثينيات. وهذه النتائج تبدو معقولة؛ إذ يعلم الجميع مدى حماسة الشباب واندفاعهم. فهل لديك الاستعداد لأن تأتمن شخصاً دون الـ30 على مدخرات حياتك؟ وفي استبيان أجراه في السنة الماضية "إنفيست كومباني إنستتيوت"، الذي يمثل صناعة الصناديق المشتركة في الولايات المتحدة، تبين أن درجة تحمل المخاطر بين الأسر التي يكون على رأسها مستثمرون دون الـ35 عادت إلى مستويات شوهدت للمرة الأخيرة قبل انهيار ليمان براذرز في أواخر عام 2008. وهذا يبدو متناسبا مع النمط المقبول. لكن من غير الواضح ما الذي يمكن بالضبط أن نخرج به من هذه الدراسات، فهل أخفق المستثمرون الأمريكيون في تقدير مضامين الأزمة بالنسبة لمستقبل التمويل الغربي؟ أم أنهم كانوا ببساطة أسرع ممن هم أكبر منهم سناً في استنتاج (على نحو لم يكن في غير محله) أن المستويات الحالية لعوامل اللبس العالمي هي "المعيار الطبيعي الجديد؟". وحين يتعلق الأمر بمديري الاستثمار المحترفين، ربما لا يكون الجنس أو العمر بحد ذاتهما هما أهم العوامل التي تؤثر في السلوك، وإنما العصر الذي تعلموا فيه أصول مهنتهم. والذين دخلوا قطاع المال في أواخر التسعينيات، أو في القسم الأول من العقد الماضي ربما يكون الواحد منهم أكثر ميلاً للاعتقاد بأن أحدث اندفاع صعودي للأسهم هو نقطة البداية للمرحلة الطويلة المقبلة من انتعاش الأسواق. ويشكو المخضرمون في الحي المالي في لندن من أن الذين انضموا إلى القطاع خلال السنوات الخمس الماضية لم يشهدوا إلا ظروف التداول التي كان فيها التغير في النشاط الاستثماري يتم استجابة للأنماط الاقتصادية العالمية، والتي سحرت الأسواق وأذهلتها بفعل المخاطر في الاقتصاد الكلي وليس بسبب الأساسيات الاقتصادية. لكن ما هو موضع أخذ ورد هو أنه مهما بلغت أهمية الدراسات وفائدتها التي تتناول الاختلاف بين الجنسين، إلا أن دراسة أثر الخلفية الأكاديمية على اتخاذ المخاطر والأداء الاستثماري لا تقل متعة وأهمية. ويلام علماء الرياضيات والفيزيائيون على تشجيعهم المنتجات المالية التي تبين أنها منتجات سامة ـــ لكنهم على الأقل يفهمون الأنظمة غير المستقرة ونظرية الاحتمالات ومفاهيم اللبس غير القابل للحساب. كما أن علماء الأنثربولوجيا الاجتماعية وعلماء السلوك على علم بالسلوك غير المنطقي أو سلوك القطيع. ويفهم علماء الدين جوانب الضعف والتباين في الطبيعة البشرية. وإحدى ضحايا الأزمة هي مكانة الاقتصاديين، الذين اعتمدوا بصورة تفوق الحد على افتراضات السلوك العقلاني، وتجاهلوا مخاطر عدم الاستقرار المالي، أو ظنوا أن الدورات الاقتصادية المتمثلة في الطفرة والانهيار فقدت عنفوانها ووحشيتها. ولعل المؤرخين، سواء من الرجال أو النساء، أقل احتمالاً في افتراض أن جداول برنامج إكسل للبيانات المالية على مدى الأعوام الـ30 الماضية تعطي دليلاً جيداً على المسار المستقبلي، وأنهم أقدر الناس على وضع أزمات الأسواق المالية خلال السنوات الست الماضية في سياقها الصحيح.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال النساء لسن أقل إقدامًا على المخاطر من الرجال



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib