الرضاعة الطبيعية وقاية فعالة لتفادي التردد على طبيب الأطفال
آخر تحديث GMT 08:07:57
المغرب اليوم -

"الرضاعة الطبيعية" وقاية فعالة لتفادي التردد على طبيب الأطفال

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الدار البيضاء ـ و.م.ع

تشعر ليلى التي أصبحت تحفظ عن ظهر قلب أسماء الأدوية بفعل ترددها شبه الدائم على أطباء الأطفال بندم كبير لعدم امتثالها لنصيحة طبيبها النسائي الذي حثها على إرضاع طفلها لمدة ستة أشهر الأولى على الأقل بعد الولادة. قامت ليلى عدة مرات بتغيير أطباء الأطفال الذين كانت تعرض عليهم طفلها، واضطرت في غالب الأحيان الى اعتماد التطبيب الذاتي، لأن إكراهات العمل لا تسمح لها بأن تجمع بين واجبات العمل والانتظار في عيادة الطبيب بمعدل مرة واحدة شهريا. وقررت ليلى، الموظفة في مكتب للدراسات ، والتي عانت من التوتر والضغط والتعب بسبب عملها الذي تضطر معه للتنقل يوميا ما بين الرباط والدار البيضاء، أن تناوب ما بين الرضاعة الاصطناعية والطبيعية بسبب عدم كفاية حليبها الطبيعي. وأوضح الدكتور توفيق نجدي، رئيس مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي مولاي يوسف بالدار البيضاء، أن العديد من الأمهات يجهلن أن إفرازات حليب الثدي تظل مستقرة (بمعدل 800 ملمتر يوميا). كما أن مكوناتها النوعية تتطور بشكل مستمر للاستجابة لمتطلبات نمو الطفل . وأبرز الطبيب أن استعمال الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر يساهم في زيادة إدرار حليب الأم وسد جوع الرضيع والاستجابة لاحتياجاته الغذائية. وأصبح تجهيز زجاجة إضافية من الحليب الاصطناعي قاعدة بالنسبة لليلى، في حين تستعمل حليبها الطبيعي من أجل تهدئة رضيعها أيوب الذي يعاني من نقص العاطفة والاحتضان والاتصال الجسدي مع والدته. وتسبب الفطام المبكر لأيوب في ضعف جهازه المناعي وإصابته باحتقان الجهاز التنفسي و الزكام والالتهابات الحادة للأذن دون نسيان الإسهال المتكرر بسبب التهابات الجهاز الهضمي. بالمقابل تتباعد زيارات عائشة بن علي لطبيب الأطفال، ذلك انه بسبب الخبرة التي اكتسبتها من خلال إنجابها لثلاثة أطفال اختارت دائما المنتوجات البيولوجية ذات القيمة الغذائية العالية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وتتمتع عائشة التي تشتغل بعد الظهر من تساهل رئيسها في العمل وتضمن إرضاع طفلها ثلاث مرات قبل بدأها للعمل حيث تقوم بمساعدة مضخة للثدي بإعداد زجاجة الرضاعة من حليبها وحفظها في المبرد لاستعمالها عند الضرورة. ولا يتسبب حليب الأم، الذي ينتقل الى الرضيع من دون وسيط ويقوم بتعزيز جهازه المناعي ، في إرهاق ميزانية الأسرة باستثناء المصاريف التي تؤمن غذاء متنوعا و متوازنا للأم ، وذلك على عكس الحليب الاصطناعي. وأكد الدكتور نجدي، الذي يعالج حالات عديدة من الأمراض المرتبطة بالرضاعة الاصطناعية واستعمال الحليب غير المناسب للأطفال، ندرة حالات الإصابة بالإسهال الحاد الناتج عن الالتهابات لدى الأطفال الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية التي تقيهم من التهابات المعدة والأمعاء. ويطرح المشكل بحدة بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود أو المقيمة بأحياء الصفيح خاصة فيما يتعلق بنقص المياه و الصرف الصحي والنظافة لأن إعداد قنينة الرضاعة يتطلب حدا أدنى من شروط النظافة. وتجد بعض الأمهات اللواتي يقدمن الحليب الاصطناعي لأطفالهن بعد ولادتهم أنفسهن غير قادرات على مواجهة التكلفة العالية لهذا الحليب، حيث يعوضنه بحليب البقر المقتنى من المناطق القروية وشبه القروية أو الحليب المعقم المعروض عند البقال. وأبرز الدكتور نجدي الذي يتعامل مع مثل هذه الحالات الناتجة عن نقص تقديم النصائح للأمهات خلال فترة الحمل، أن مثل هذه الحالات تفتح الباب على مصراعيه أمام مشاكل سوء التغذية والإسهال المتكرر والتهابات المعدة والأمعاء مما يعرض صحة الطفل وبالتالي حياته للخطر. واعتبر أن عمل المرأة ليس عذرا لعدم تقديم الرضاعة الطبيعية لأن المشرع يمنح ساعة يوميا للنساء العاملات ، ويلزم المترددات فقط التحلي بالإرادة من أجل الاطلاع بشكل أكبر على فوائد الرضاعة الطبيعية ومكوناتها الغذائية المثالية وتقويتها لمناعة الطفل وتأثيرها الإيجابي على صحة الأم والطفل خلال جميع مراحل الحياة. يذكر ان نتائج المسح الوطني حول السكان وصحة الأسرة الذي أجري سنة 2011 أظهرت تراجعا مقلقا في نسبة الأمهات المرضعات بانتقالها من 51 في المائة سنة 1992 إلى 27,8 في المائة سنة 2011 .

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرضاعة الطبيعية وقاية فعالة لتفادي التردد على طبيب الأطفال الرضاعة الطبيعية وقاية فعالة لتفادي التردد على طبيب الأطفال



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib