ستراسبورغ - المغرب اليوم
نجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الخميس، من اقتراح حجب الثقة قدّمه اليمين المتطرف، بعد أن صوّت البرلمان الأوروبي ضد المقترح بأغلبية واضحة بلغت 360 نائبًا، مقابل تأييد 175، وامتناع 18 عن التصويت.
ورغم أن فرص نجاح الاقتراح كانت ضئيلة منذ البداية، إلا أن التصويت كشف عن انقسامات متزايدة في أوساط النواب الأوروبيين، وسط تصاعد الشكاوى من أسلوب قيادة فون دير لاين، وخاصة ما وُصف بـ"النهج المتشدد والمركزي".
وكان النائب اليميني الروماني جورغي بيبيريا قد أطلق مذكرة حجب الثقة بدعوى "سوء استخدام السلطة" و"التستر على مراسلات حساسة" خلال جائحة كوفيد، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"فايزرغايت"، والتي تتعلق برسائل نصيّة تبادلتها فون دير لاين مع المدير التنفيذي لشركة "فايزر" أثناء مفاوضات شراء اللقاحات، ولم تُنشر رغم طلبات عدة من صحف ومنظمات، بينها "نيويورك تايمز".
كما اتّهم بيبيريا المفوضية الأوروبية بـ"التدخل" في الانتخابات الرئاسية الرومانية التي فاز بها مرشح مؤيد للاتحاد الأوروبي، في حين أُقصي المرشح القومي كالين جورجيسكو، بعد أن ألغت المحكمة الدستورية النتائج بسبب "شبهات تدخل روسي".
وفي مداخلتها هذا الأسبوع، دافعت فون دير لاين عن نفسها ووصفت الاقتراح بأنه "محاولة مدفوعة بنظريات المؤامرة"، وهاجمت مؤيديه باعتبارهم "مناهضين للتطعيم" و"معجبين ببوتين"، داعية إلى وحدة الصف الأوروبي في مواجهة تحديات مثل الحرب الروسية على أوكرانيا والمحادثات التجارية الحساسة مع واشنطن.
وبينما رفض "الحزب الشعبي الأوروبي" – الذي تنتمي إليه فون دير لاين – الاقتراح ووقف موحدًا خلفها، تباينت مواقف الكتل الأخرى. فكتلة "المحافظين والإصلاحيين"، التي تضم حزب رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، نأت بنفسها عن مبادرة بيبيريا. في حين اغتنم الاشتراكيون والوسطيون المناسبة للضغط من أجل إصلاحات ومزيد من الشفافية دون الانضمام رسميًا لدعوات الإقالة.
وقال مانفريد فيبر، زعيم كتلة الحزب الشعبي، إن ما يحدث "محاولة لإسقاط المفوضية في وقت مضطرب"، وندد بـ"دمى بوتين في البرلمان الأوروبي"، حسب تعبيره.
وتُعد هذه المحاولة واحدة من أبرز محاولات حجب الثقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن أي مفوضية لم تُسقط سابقاً عبر التصويت، باستثناء استقالة مفوضية جاك سانتر في 1999 بعد فضيحة فساد موثقة.
ومن بين الانتقادات الأخرى التي تواجه فون دير لاين، قرارها المفاجئ مؤخرًا بتهديد سحب قانون مكافحة التمويه البيئي من البرلمان، دون تنسيق مسبق، ما أثار غضب عدد من النواب الذين رأوا في ذلك تعدياً على صلاحياتهم التشريعية.
في ظل تصاعد نفوذ الأحزاب اليمينية في أوروبا، وتراجع الغالبية "المؤيدة لأوروبا"، يُتوقع أن تواجه المفوضية الأوروبية تحديات متزايدة في المرحلة المقبلة، ليس فقط في تمرير السياسات البيئية، بل في الحفاظ على تماسك الاتحاد ذات
قد يهمك أيضــــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر