الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات إلى أشهر في تطوير الأدوية
آخر تحديث GMT 08:04:05
المغرب اليوم -

الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات إلى أشهر في تطوير الأدوية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات إلى أشهر في تطوير الأدوية

الذكاء الاصطناعي
لندن - المغرب اليوم

يبرز تقاطع العلاجات القائمة على الحمض النووي الريبي (mRNA) مع الذكاء الاصطناعي كإحدى أكثر الجبهات الواعدة في الطب الحديث. فقد تمكن باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) من ابتكار نموذج يعتمد على التعلم الآلي لتسريع تصميم الجسيمات النانوية الدهنية (LNPs) التي تُستخدم لنقل العلاجات القائمة على الـ«RNA» داخل الجسم. قد يُحدث ذلك تحولاً جذرياً في سرعة وصول العلاجات إلى المرضى.

أسلوب جديد لهندسة النقل الحيوي
جوهر التحدي في هذا المجال يتمثل في إيجاد وسيلة نقل آمنة وفعالة لجزيئات الـ«RNA» الحساسة، إذ تتطلب تغليفاً ذكياً يحميها من التحلل ويساعدها على الوصول إلى الخلايا المستهدفة. تعتمد معظم اللقاحات الحديثة على جسيمات نانوية دهنية تعمل كدرع واقٍ للـ«RNA» وتنقله إلى داخل الخلية. لكنّ تصميم هذا النوع من الجسيمات عملية معقدة، إذ يتكون كل منها من خليط دقيق من المكونات الكيميائية التي تؤثر في كفاءتها.

وللتغلب على هذه الصعوبة، أنشأ فريق «MIT» مكتبة ضخمة تضم آلاف التركيبات المحتملة للجسيمات، ثم درّب شبكة عصبية تعتمد على نموذج المحولات (Transformer).

وهو النموذج ذاته الذي يُستخدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي للغات للتنبؤ بأفضل التركيبات وأكثرها فاعلية في توصيل الـ«RNA». ويقول أحد الباحثين إنه تم استخدام أدوات التعلم الآلي لتسريع عملية تحديد مكونات الجسيمات النانوية المثالية بمعدل أسرع بكثير مما كان ممكناً في السابق.

وقد كانت النتيجة مبهرة، إذ تنبأ النموذج بتركيبات جديدة تفوقت على النماذج التقليدية، بل وتمكن من تحديد صيغ مناسبة لأنواع مختلفة من الخلايا، وقدرة على تصميم جسيمات قادرة على مقاومة ظروف قاسية مثل التجميد والتجفيف.

أهمية الاكتشاف
يمكن لتسريع عملية تصميم أنظمة النقل الحيوي أن يقلّص الوقت بين التجارب المخبرية والتطبيق السريري من سنوات إلى أشهر. فبدلاً من اختبار كل تركيبة على حدة، يمكن للنماذج الحسابية أن تتنبأ بالأنسب وتُوجّه الباحثين مباشرةً إلى الحلول الواعدة. ويشير الفريق إلى أن هذا التقدم يمهد الطريق لعلاجات RNA لأمراض مزمنة مثل السكري والسمنة وبعض أنواع السرطان.

لكن الفائدة لا تكمن في السرعة فقط، بل في الدقة والكفاءة. إذ إن تحسين إيصال الجزيئات إلى المكان الصحيح في الجسم قد يُقلّل الجرعات المطلوبة ويخفض التكلفة، مما يجعل هذه العلاجات أكثر إتاحة في البيئات محدودة الموارد.

أدوات جديدة لأسئلة جديدة
لم يكتفِ فريق MIT بالمحاكاة التقليدية، بل استخدم النموذج لتصميم جسيمات تحتوي على مواد مضافة بوليمرية (مثل PBAEs المتفرعة)، وصيغ تعمل مع أنواع مختلفة من الخلايا، وحتى جسيمات تتحمل التجفيف بالتجميد. يعد أحد الباحثين أن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية تركز على تحسين مركب واحد فقط، لكن هذا لا يناسب الجسيمات النانوية. لذلك طورنا نموذجاً جديداً أسميناه «كوميت» (COMET)، مستوحى من نفس بنية المحولات التي تعتمد عليها النماذج اللغوية الكبرى مثل ChatGPT.

ميزة «COMET» أنه تعامل مع مشكلة التركيب الكيميائي كما يتعامل نموذج لغوي مع الجمل إذ تُشبه الجزيئات الكلمات، بينما تمثل التركيبات الجُمل. هذه المقاربة أحدثت نقلة نوعية في طريقة التفكير العلمي.

من المختبر إلى التطبيق
لا يتوقف المشروع عند حدود البحث الأكاديمي، بل يتجه نحو التطبيق العملي. فقد أطلق الفريق برنامجاً يمتد لعدة سنوات بتمويل من وكالة المشروعات المتقدمة للصحة (ARPA-H) لتطوير أنظمة توصيل «RNA» قابلة للابتلاع بدلاً من الحقن. كما يعمل الباحثون على توسيع استخدام الجسيمات المصممة بالذكاء الاصطناعي لتشمل أمراضاً جديدة. الرؤية المستقبلية واضحة، وهي أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي، والتقنيات النانوية، وعلم الأحياء الجزيئي لبناء منصة علاجية مرنة وسريعة الاستجابة لمختلف الحالات المرضية.

انعكاسات أوسع
يقف هذا البحث عند تقاطع ثلاث ثورات علمية كبرى، العلاجات القائمة على «RNA» التي تحولت من فكرة تجريبية إلى واقع بعد نجاح لقاحات «كوفيد-19». أيضاً الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية، حيث أصبحت البيانات والتنبؤات تسرّع الاكتشاف بشكل غير مسبوق وتصميم الجسيمات النانوية، الذي يتيح تحكماً أدق في توصيل الدواء إلى الخلايا.

بدمج هذه الاتجاهات، يُظهر عمل «MIT» أن ما كان يستغرق سنوات يمكن إنجازه خلال أشهر، وبكلفة أقل وقدرة أكبر على التوسع الصناعي.

نحو طب أدق وأسرع
رغم هذا التقدم، تبقى تحديات عديدة، من الإنتاج الواسع إلى موافقات الجهات التنظيمية وضمان عدالة الوصول إلى العلاج عالمياً. لكن الاتجاه واضح، وهو أن تصميم العلاجات أصبح أكثر مرونة، وأكثر سرعة، وأكثر دقة. يلخّص قائد البحث قائلاً: «لقد أصبح لدينا أداة تُمكّننا من طرح أسئلة جديدة كلياً... وتسريع التطوير بشكل غير مسبوق».

ومع انتقال الجسيمات النانوية المصممة بالذكاء الاصطناعي من المختبر إلى الواقع، يخطو الطب الدقيق خطوة إضافية نحو المستقبل ليس فقط فيما نعالجه، بل في مدى سرعة ودقة استجابتنا.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

دراسة تكشف أن قدرات الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها بسبب اختبارات معيبة

ترمب يحذر من فقاعة محتملة في سوق الذكاء الاصطناعي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات إلى أشهر في تطوير الأدوية الذكاء الاصطناعي يختصر سنوات إلى أشهر في تطوير الأدوية



GMT 20:04 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يطلق مركز وسائط جديد لتسهيل إدارة الملفات المشتركة

GMT 14:27 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تطلق نظام ذكاء متقدم يدعم أكثر من 1600 لغة

GMT 21:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة فلكية جديدة قد تعيد كتابة تاريخ الكون

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:57 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة الحرب جعلت سلوك أطفال غزة أكثر عدوانية
المغرب اليوم - الأمم المتحدة الحرب جعلت سلوك أطفال غزة أكثر عدوانية

GMT 01:52 2025 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

خدمات الفلسطينيين الأساسية مهددة مع تراجع دعم الأونروا
المغرب اليوم - خدمات الفلسطينيين الأساسية مهددة مع تراجع دعم الأونروا

GMT 20:33 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أجمل الديكورات المثالية للمطابخ الصغيرة

GMT 16:54 2023 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ميادة الحناوي تصرح فخورة بلقب نجمة سوريا الأولى

GMT 01:02 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

موديلات فساتين زفاف 2020 متنوعة لكل العرائس

GMT 05:53 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

ليلى علوي تنفي ظهورها كضيف شرف في "كارمن"

GMT 11:54 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

عربية "كشري أبو طارق" تشعل مهرجان "جدة للمأكولات" العالمية

GMT 18:30 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قوات الأمن في مراكش تشن حملة موسعة على ممتهني الدعارة

GMT 10:32 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تألّق أمل كلوني خلال حفلة توزيع جائزة نوبل للسلام

GMT 05:39 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

مستحضرات التجميل قد تتسبب في البلوغ المبكر

GMT 16:33 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد مجدي في مهرجان مراكش للفيلم بـ لا أحد هناك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib