الرباط -المغرب اليوم
أكد علماء مختصون في المستحثات أن أبحاثهم قادتهم للاعتقاد بأن منطقة ”كم كم” الصحراوية ”جنوب شرقي المغرب”، والتي كانت تعيش بها أخطر الحيوانات المفترسة، هي أخطر منطقة عرفها كوكبنا على الإطلاق.ووفق موقع قناة “الجزيرة” فقد أوضح الخبراء -في دراسة متعددة الجنسيات نشرت في دورية “زوكيز” (ZooKeys) في 21 أبريل الجاري- أن هذه المنطقة كانت قبل مائة مليون عام رطبة.
وأوضح الموقع أن حيوانات مفترسة كالديناصورات، والتيراصورات، وحيوانات أخرى تشبه التماسيح، عاشت بهذه المنطقة لكنها أشد فتكا منها، بمعنى أن الخطورة كانت في كل مكان في البر والماء، وحتى السماء، باعتبار أن التيراصورات زواحف طائرة.وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور نزار إبراهيم من جامعة “ديتروا ميرسي” الأمريكية -في تصريح عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت- إن “الدراسة مستفيضة وبها تفاصيل دقيقة، وجاءت في 216 صفحة”.
وأضاف قائلا: “استعرضنا في الدراسة جميع الحيوانات المفترسة التي عاشت في المغرب قبل نحو مائة مليون عام، واعتمدنا في ذلك على الدراسات التي شاركتُ فيها شخصيا، ودراسات أخرى لعلماء معروفين، وذلك خلال مائة سنة المنصرمة، لأن منطقة كم كم عرفت اهتماما كبيرا منذ زمن”.وتابع الباحث في تصريحه للموقع المذكور:”الحيوانات المفترسة التي كانت تعيش في هذه المنطقة كانت مرعبة وتخشاها جميع الحيوانات في ذلك الوقت، وهو ما جعلني بلا تردد أصف المنطقة بأنها كانت تشكل أخطر مكان على وجه الأرض إلى يومنا هذا، حيث إن الإنسان لو كان موجودا في ذلك الوقت فإنه لا يمكنه اقتحام المكان، وإذا فعل فإنه لن يمكث طويلا”.
وحسب هذه الدراسة، يضيف موقع “الجزيرة” فإن الحيوانات المفترسة التي كانت تعيش بهذه المنطقة لا نجدها في أي منطقة أخرى، فهناك ديناصورات مرعبة جدا، طولها ثمانية أمتار، ولها أنياب حادة وقوية يصل طولها إلى عشرين سنتيمترا.هناك أيضا حيوان “دالتا دروموس”، وهو من عائلة الديناصورات ذات القوائم الخلفية الأطول والأقوى من قوائمه الأمامية، وهو سريع جدا، مما يجعله مرعبا ومفترسا، ويصل طوله أيضا إلى ثمانية أمتار، كما أن له أنيابا قوية تصل هي الأخرى إلى عشرين سنتيمترا.
وإضافة إلى الديناصورات هناك التيراصورات، وهي الزواحف الطائرة التي كانت تجول حول المنطقة وتحلق بأجنحتها القوية التي تستطيع الطيران بها إلى مئات الكيلومترات، مما جعلها خطرا كبيرا في الأرض والسماء.وكانت هذه الحيوانات تتغذى في الغالب على الأسماك الكبيرة التي كانت تعيش في الأنهار والوديان، وهو ما أكده الباحث المشارك في الدراسة الدكتور ديفيد مارتل من جامعة “بورتسموث” البريطانية.
ويقول مارتل للجزيرة: “هذا المكان كان مليئا بالأسماك الضخمة، مثل الأسماك الرئوية وأسماك الكولاكنث (شوكيات الجوف) التي كان حجمها آنذاك يساوي أربع أو حتى خمس مرات حجم الكولاكنث الموجودة اليوم”.وهناك أيضا قرش المنشار الذي يعيش في المياه العذبة، وله أسنان حادة وقاطعة بصورة مرعبة، لأنها تشبه في تركيبها الأسلاك الشائكة، لكنها رغم ذلك تبدو جميلة وجذابة لأن لونها براق.وأضاف مارتل -معلقا على الدراسة- “هذه الدراسة كاملة وشاملة، وسلطت الضوء على الحيوانات التي عاشت في صحراء المغرب، وهي الأولى منذ أن نشر الباحث الألماني “سترومر فان ريشانباخ” دراسته المستفيضة حول منطقة “كم كم” عام 1936، والتي لم تكن تضم معلومات دقيقة”.
وقد يهمك ايضا:
اكتشاف بقايا حيوان بحري ضخم يعود إلى العصر الجوراسي في حقل للذرة في بولندا
7 أسود يتجولون في منطقة سكنية ويثيرون رعب قاطنيها في الهند


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر