دراسة تكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة
آخر تحديث GMT 15:52:46
المغرب اليوم -

دراسة تكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دراسة تكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة

صورة تعبيرية
الرباط - كمال العلمي

إن ارتفاع نسب الفقر والبطالة، إضافة إلى حجم الفراغ، يدفعان في النهاية بمجموعة من الشباب المتعلمين إلى استثمار معارفهم في أنشطة إجرامية معلوماتية، من قبيل سرقة الحسابات الإلكترونية أو “تهكير” البطائق البنكية، بهدف الحصول على عائدات مالية؛ أضف إلى ذلك أن بعض الفئات منهم أصبحت تلجأ إلى هذه الأنشطة الإجرامية كوسيلة لتحقيق الشهرة وتلبية حب الظهور.

كانت هذه أبرز الخلاصات التي توصلت إليها دراسة سوسيولوجية حديثة، نشرت ضمن العدد الأخير من مجلة “العلوم الاجتماعية”، الصادرة عن “المركز الديمقراطي العربي”، وأوردت أن “انتشار استخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال فرض واقعا جديدا أثر على حياة الأشخاص والمؤسسات، تارة على نحو إيجابي وتارة أخرى على نحو سلبي”.أحد أوجه هذا التأثير السلبي انتشار الجرائم الإلكترونية التي “رغم الجهود المبذولة للحد منها إلا أننا أصبحنا اليوم في مواجهة، ليس فقط الزيادة في عددها، بل أيضا في نوعيتها، إذ كشفت الدراسات الجنائية عن تطور الجريمة خلال السنوات العشر الماضية من حيث أساليب ارتكابها وتنفيذها”.

الدراسة ذاتها، المعنونة بـ”تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة والجرائم الإلكترونية لدى فئة من شباب ومراهقي مدينة مكناس، مقاربة سوسيولوجية”، هدفت إلى الكشف عن طبيعة الجرائم الإلكترونية التي يرتكبها مراهقو وشباب المدينة الإسماعلية عبر وسائط التواصل الاجتماعي، والبحث في كيفيات تحول المواقع الافتراضية إلى أرضية خصبة لارتكاب هذه الجرائم، مع البحث عن التبعات النفسية والاجتماعية لهذه الأخيرة على الضحايا.

واستنج المصدر عينه أن “الإناث هن الأكثر استهلاكا لوسائل التواصل الاجتماعي”، وهو ما فسره بـ”طبيعة المجتمع الذي يتيح للذكور إمكانية القيام بأنشطة خارجية مقارنة بالإناث”، موردا أنه انطلاقا من عينة الدراسة اتضح أن “حجم ارتباط الشباب بشبكات مواقع التواصل الاجتماعي مرده إلى كون أغلبهم يمتلكون أكثر من حساب شخصي على هذه المواقع”، كما أن أغلبهم يتخفون خلف حسابات وهمية وأسماء مستعارة، وهو الأمر الذي “يمكن أن يعزى إلى أسباب اجتماعية من قبيل التواصل مع الجنس الآخر أو الخوض في مواضيع حساسة لا يقبلها المجتمع، أو أسباب ذات طبيعة انحرافية وإجرامية، كالابتزاز والتسول والعمل الجنسي”.

وفي السياق ذاته أوضحت الدراسة أن “العالم الافتراضي شجع بعض الفئات على ممارسة سلوكيات منحرفة قد يصعب ارتكابها في الواقع الحقيقي بكل سلاسة، دون إظهار هوياتهم”. وقد تتعدد صور وأشكال هذه الانحرافات والجرائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية، لتتخذ صورا متعددة، على غرار الابتزاز والتسول الإلكترونيين والنصب والاحتيال، إضافة إلى العمل الجنسي من خلال الطرق الحديثة للدعارة.

وحول الدوافع التي تفسر هذا الإجرام الإلكتروني بتعدد أشكاله، أوضح المصدر سالف الذكر أن “الجريمة الإلكترونية شأنها شأن الجريمة التقليدية ترتبط بمجموعة من الأسباب والعوامل، أهمها الفقر والبطالة اللذان عرفا انتشارا كبيرا في صفوف المجتمع المغربي، خاصة بعد جائحة كورونا”. وفي هذا الصدد، “توقعت المندوبية السامية للتخطيط أن معدل البطالة سيظل مرتفعا خلال السنوات اللاحقة، لأن أكثر من ثلاث مائة ألف شخص جديد يصلون إلى سوق العمل بشكل سنوي”.

إضافة إلى هذا السبب الموضوعي هناك أيضا أسباب ذاتية تتجلى في “الرغبة في تحقيق المتعة الشخصية”، ذلك أن “الرغبة في إشباع أنانية الفرد الجانح والتلذذ بتعذيب الآخر، إضافة إلى السعي إلى تحقيق الذات وتملك قدرات خارقة في العالم الافتراضي وتوظيفها أيضا في الانتقام من شخص أو جهة معينة”، هي الأخرى تفسر السلوك الإجرامي الإلكتروني للشباب، وفق المصدر ذاته.

كما أن طبيعة العلاقة بين الجنسين في المجتمعات العربية وصعوبة الدخول في علاقات مباشرة نظرا لعدد من المعيقات الدينية والثقافية والاجتماعية تدفع أحد الطرفين إلى “التحرش بالآخر عبر الأنترنيت، لما توفره هذه التقنية من إمكانية للتخفي”. وتفسر هذه السلوكيات بـ”معاناة المتحرش من نوع من الكبت الجنسي بمفهوم عالم التحليل النفسي سيغموند فرويد”.

وخلصت الدراسة إلى أنه “رغم الآثار الإيجابية التي خلفها ظهور الشبكة العنكبوتية إلا أنه طفت على السطح جرائم وسلوكيات معادية للمجتمع وأخرى ضد القانون، يصعب ارتكابها في الواقع الفعلي رغم تشابهها مع الجريمة التقليدية في أركانها التي تفترض وجود مجرم وضحية ودافع”، مبرزة أن “هذا النوع من الجرائم له تأثيرات سلبية على البناء النفسي والعلائقي للفرد، وكذا قيم ومعايير المجتمع”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تسريب عدة وثائق عسكرية أميركية سرية نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي

دراسة وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤثر على نمو أدمغة المراهقين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة دراسة تكشف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار السلوكيات المنحرفة



أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 06:06 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

سحر البحر

GMT 13:16 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تمتعي بقضاء عطلة ملكية في فندق "قصر الشرق"

GMT 08:02 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

السياح يُقدمون على زيارة غابة "ساغانو" اليابانية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

مطعم Harvey Washbangers يقدّم لك الوجيات ويغسل ملابسك

GMT 09:54 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

بياض جبال "الأوراس" يعد الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 00:19 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الخالق تسعى إلى إنشاء صفوف موسيقية في مدارس الحكومة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib