واشنطن ـ المغرب اليوم
كشفت وثائق داخلية ورسائل بريد إلكتروني عُرضت خلال أول أسبوع من محاكمة "ميتا" لمكافحة الاحتكار عن خفايا مثيرة بشأن الطريقة التي تعاملت بها الشركة (التي كانت تُعرف سابقاً بـ"فيسبوك") مع الصعود السريع لتطبيق "إنستغرام" مطلع العقد الماضي.
الحكومة الأميركية تتهم "ميتا" بخرق قوانين المنافسة عبر استحواذها على شركات ناشئة مثل "إنستغرام" و"واتساب"، ما منحها هيمنة شبه مطلقة على سوق التواصل الاجتماعي.
وتدفع لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية (FTC) باتجاه تفكيك إمبراطورية "ميتا" عبر فصل تلك المنصات عنها، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" .
الوثائق المعروضة في المحكمة كشفت أن مارك زوكربيرغ وكبار التنفيذيين في "فيسبوك" كانوا يتابعون بقلق بالغ نمو "إنستغرام"، وناقشوا عدة خيارات للتعامل مع التهديد، من بينها الاستحواذ على التطبيق مقابل نصف مليار دولار، أو تقليده، أو حتى "دفنه" عبر التوقف عن تحديثه بعد الاستحواذ عليه.
زوكربيرغ: إنستغرام يتضاعف كل شهرين
في رسالة تعود إلى فبراير 2011، كتب زوكربيرغ: "يبدو أن إنستغرام ينمو بسرعة. علينا أن نراقب هذا عن كثب".
وفي سبتمبر من نفس العام، قال: "إذا استمرت وتيرتهم الحالية، فكل شهرين يعني مضاعفة عدد المستخدمين، ما يصعّب علينا اللحاق بهم لاحقاً."
الشراء ثم التجميد
بحسب ما ورد في المحادثات الداخلية، اقترح زوكربيرغ شراء التطبيق ثم تجميد تطويره، مع دمج تقنياته تدريجياً داخل منتجات "فيسبوك".
وفي رسالة عام 2012، قال: "ما نشتريه فعلياً هو الوقت. حتى لو ظهر منافسون جدد، فإن استحواذنا الآن على إنستغرام وغيره يمنحنا مهلة عام على الأقل."
الهجوم الشرس الذي صنع "ميتا"
وتظهر هذه الرسائل أن نهج "اشترِ أو دمّر" كان أسلوباً واضحاً لدى "فيسبوك" في التعامل مع التهديدات التنافسية.
من "إنستغرام" إلى "واتساب" و"Path"، يبدو أن عملاق التكنولوجيا كان يدير معاركه التجارية بعقلية الهيمنة لا الشراكة.
إذا نجحت لجنة التجارة الفيدرالية في إثبات أن "ميتا" خنقت المنافسة عمدًا، فقد تكون الشركة أمام احتمال تفكيك تاريخي، يعيد رسم خريطة التواصل الاجتماعي في العالم.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر