آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات
آخر تحديث GMT 17:24:48
المغرب اليوم -

آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات

الهيدروجين الأخضر
الرباط ـ المغرب اليوم

بعد أن قاما بطيّ صفحة الخلاف السياسي عاد المغرب وألمانيا ليعلنا عن بداية عهد جديد سمته الأساسية “تفاهم سياسي يعزز العلاقات الاقتصادية والشراكة البينية”، وهو ما سيرقى بالتعاون بين البلدين إلى درجة شريكين اقتصادييْن يواجهان معا تحديات المناخ والتقلبات الاقتصادية العالمية ويتبادلان التجارب والكفاءات.

مناسبة هذا القول هي الدينامية البينية التي انخرط فيها البلدان في الوقت الراهن، من خلال تبادل زيارات وتوقيع اتفاقيات تهم عددا من المجالات الاقتصادية، إذ وقعا بألمانيا، يوم الجمعة، إعلانا يهدف إلى تأسيس تحالف مشترك من أجل المناخ والطاقة، من قبل كل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، والوزيرة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية سفينيا شولز. وهم هذا الاتفاق بالأساس التعاون في مجال الطاقات المتجددة، وتحديدا الهيدروجين الأخضر، فيما سيتركز أساسا على استثمارات ألمانية بالمغرب.

وكان كذلك أن زار أولاف ليس، وزير الاقتصاد والنقل والبناء الألماني، المغربَ، حيث التقى بيونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، لتباحث سبل الاستفادة الألمانية من اليد العاملة المغربية؛ على أن يطلع الجانب الألماني على فرص الاستثمار في قطاعات الطاقات المتجددة والزراعة وكرة القدم بالمملكة. وضم الوفد ممثلي 60 شركة ألمانية ترغب في إيجاد فرص لاستثمار رساميلها وتجاربها بتراب المغرب.

ويبدو أن هذا التعاون الاقتصادي بين الرباط وبرلين “غير مسبوق”، وينم عن “وعي ألماني بقيمة الشراكة مع المملكة، خصوصا في قطاع الطاقات المتجددة التي ستوفر إمدادات للبلد الأوروبي الأول صناعيا، في ظل السعي نحو القطع مع الطاقات الأحفورية”؛ كما يبرز “فهمَ برلينَ ضرورة قطع الطريق أمام دول أوروبية أخرى للاستفادة من الفرص الاقتصادية المغربية”.

تفاعلا مع الموضوع ذاته قال عبد الرزاق الهيري، مدير “مختبر تنسيق الدراسات والأبحاث في التحليلات والتوقعات الاقتصادية” بجامعة فاس، إن “الألمان هم بطبيعتهم براغماتيون ويبحثون اليوم عن سبل لاستثمار رساميل مهمة بالمغرب، الذي يعد من الدول الإفريقية التي لديها نسب نمو مرتفعة وتوفر فرصا استثمارية واعدة، وهو ما تنبهت إليه ألمانيا بعد أن كانت فتحت الباب أمام دول أوروبية أخرى في هذا الصدد”.

وأكد الهيري، مُصرّحاً ، أنه “حتى تنظيم المغرب كأس العالم سيجعله أمام أنظار الشركات الألمانية المتخصصة في تنفيذ المشاريع الكبرى والبنيات التحتية الرياضية والحضرية، فضلا عن كونه بدا كذلك مرجعا إقليميا في مجال الطاقات المتجددة، خصوصا بعد أن مر بسرعة قصوى نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر”، موردا أن “هذه الدينامية ستعطي فرصة كذلك للمملكة من أجل الاستفادة من التجربة الألمانية التي كانت سباقة إلى تطوير اهتمامها بهذا المجال”.

وعاد المتحدث ذاته ليشير إلى أن “ألمانيا بعدما لم تعط اهتماما كبيرا للمغرب هاهي اليوم تؤسس لشراكة اقتصادية قوية معه، وتنظر إليه كشريك لها بالقارة الإفريقية، خصوصا في مجال الطاقات المتجددة التي تبحث عنها اليوم في إطار توجه أوروبي عام نحو التخلي عن النفط مقابل اعتماد الطاقات النظيفة التي تتوفر عليها المملكة بطبيعة الحال”.

وهو يعدد مظاهر الاهتمام الألماني بالمغرب ذكر الأستاذ الجامعي ذاته أن “ألمانيا تنظر إلى المغرب كذلك كأرض خصبة تنتج الكفاءات في شتى المجالات، بما فيها التقنية والصحية، في ظل كون البلد الجرماني يعاني ديمغرافيا وبحاجة إلى يد عاملة مؤهلة ومتطورة وقادرة على جعله يحافظ على الريادة الصناعية قاريا”، خاتما بأن “ألمانيا كذلك تتدارس استثمارات مهمة بالمغرب في مجالات الطاقة والصناعة، وهو ما سيدعم كل ما تمكنت المملكة من تحقيقه في السنوات الماضية والحفاظ على ريادتها القارية”.

بدوره لم يكن عبد الخالق التهامي، الخبير الاقتصادي والأكاديمي، ليعتبر الثقة الألمانية في المملكة اعتباطية، فحسبه “تأكد لألمانيا بعد فترة القطيعة السياسية مع المغرب أنها كانت تخلت عن شريك اقتصادي وسياسي إستراتيجي بإفريقيا لصالح دول أوروبية أخرى، كبريطانيا وفرنسا وإسبانيا؛ وهو ما تنبهت إليه بإعادة تحريكها خيوط السياسة مع الرباط، التي تحرك بدورها الشراكات الاقتصادية”.

وقال التهامي إن “هناك صراعا بين الدول الأوروبية اليوم حول التقرب من المغرب والاستفادة من إنتاجيته الطاقية المتجددة، خصوصا الهيدروجين الأخضر، لاسيما أن أوروبا كلها على باب تحول طاقي، إذ ستتخلى في ما يأتي من سنوات عن الطاقات الأحفورية غير الصديقة للبيئة، وبالتالي سيكون عليها البحث عن إمدادات طاقية نظيفة بالقرب من تراب القارة، وهو ما يتحقق في بلد كالمغرب”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المغرب تمكن من جعل نفسه شريكا للدول الأوروبية في مجال التعاون الطاقي، خصوصا بعد أن فتح الباب أمام استثمارات كبرى مكنته من أن يغدو قبلة للمستثمرين وقبلة للتزود ذات سمعة”، مبرزا أن “ألمانيا اليوم في أمس الحاجة إلى الطاقة لدعم نفسها كأول دولة صناعية بالقارة، ومن بين القوى الاقتصادية الأولى بالعالم”.

وعاد الأكاديمي نفسه ليشير إلى أن “الدينامية الاقتصادية والتشاركية اليوم بين المغرب وألمانيا لا يستفيد منه قطاع الطاقة الوطني فقط، بل إن كل القطاعات معنية بحصد ثمار هذه الشراكة بين بلد أوروبي وآخر إفريقي، خصوصا إذا استحضرنا أن المغرب مقبل على عدد من الأوراش التنموية المهمة، وسيكون بحاجة إلى استثمارات في المستوى كتلك التي يوفرها المستثمرون الألمان”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

أول طلاب في العالم يبنون ويشغلون محركاً يعمل بوقود الهيدروجين

 

الاستثمار في الهيدروجين الأخضر يفتح آفاقا اقتصاديّة واسعة أمام المغرب

:

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات آفاق واعدة تنتظر الشراكة المغربية الألمانية والهيدروجين على رأس الأولويات



رحمة رياض تتألق بإطلالات متنوعة تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 22:22 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
المغرب اليوم - ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي

GMT 13:39 2025 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر
المغرب اليوم - حميدتي يعترف بانتهاكات قوات الدعم السريع في الفاشر

GMT 14:25 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

غارات إسرائيلية توقع قتلى وجرحى في خان يونس ومدينة غزة
المغرب اليوم - غارات إسرائيلية توقع قتلى وجرحى في خان يونس ومدينة غزة

GMT 18:50 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أروى جودة تتعرض لموقف محرج في «الجونة»

GMT 21:59 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"كيا" تطلق سيارة كهربائية متطورة قريبا

GMT 02:14 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

برج "برواز دبي" يَجذب مليون زائر في عام واحد

GMT 21:28 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

سفير المغرب في هولندا يكرم البطل التجارتي

GMT 02:30 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

"50 فكرة عن" الاقتصاد" كتاب حول النظم الاقتصادية

GMT 02:02 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يبيّن أسباب تسوس الأسنان

GMT 15:25 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

الفنادق الأكثر جاذبية في العالم خلال عام 2018

GMT 18:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

لعبة "أسياد الشرق" صراعات ملحميّة تحاكي صراع الجبابرة

GMT 22:51 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يرغب في استقبال الدفاع الجديدي في ملعب العبدي

GMT 04:26 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

حرق سعرات حرارية دون بذل مجهود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib