موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة
آخر تحديث GMT 16:09:46
المغرب اليوم -

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة

موسكو تقلص حصة النفط
موسكو - المغرب اليوم

على الرغم من «الظروف المريحة» التي وفرها ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية للاقتصاد الروسي، يبقى ارتباطه بالدولار، مثار جدل في روسيا.

وتعمل الحكومة الروسية، في إطار قانون الميزانية، على تقليص دور عائدات الطاقة في الاقتصاد، وقالت مؤخرا إن عائدات القطاع ستتراجع تدريجيا خلال السنوات القادمة.

واعتمد المركزي الروسي حزمة تدابير للحد من تأثير تقلبات سعر الذهب الأسود على الاقتصاد الوطني، وشكل فائض العائدات النفطية أداة رئيسية فيها. رغم ذلك يستمر الجدل بهذا الصدد، وسط شبه إجماع بأن هذا التأثير لم يتوقف، إلا أنه بات في الآونة الأخيرة أضعف مما كان عليه خلال الأزمات السابقة.

في أعقاب اجتماعها الأخير الذي أعلنت فيه اعتمادها ميزانية العام 2020، وخطة الميزانية لعامي 2021 - 2022، قالت الحكومة الروسية، إن حصة عائدات النفط والغاز داخل الميزانية ستواصل تراجعها خلال السنوات القادمة، لكن مع ذلك ستبقى مصدراً لما يزيد على ثلث دخل الميزانية. وحسب تقديرات وزارة المالية فإن «حصة النفط والغاز في إجمالي دخل الميزانية الفيدرالية، ستتراجع من 40.8 في المائة العام 2019، حتى 35 في المائة بحلول العام 2022».

وأحالت هذه الدينامية إلى تقديرات بـ«تراجع عائدات النفط والغاز إلى الناتج المحلي الإجمالي من 7.2 في المائة العام 2019 حتى 6 في المائة العام 2022».

وأثارت هذه البيانات الجدل مجددا بشأن مدى ارتباط الاقتصاد الروسي بالعائدات النفطية. في هذا الصدد يرى أندريه ماكاروف، رئيس لجنة مجلس الدوما لسياسات الميزانية والضرائب، أن الاقتصاد الروسي لا يزال، كما في السابق، يعاني من «صدمات الطاقة»، أي التقلبات وغيرها من أزمات في أسواق النفط، إلا أن تأثره حاليا بتلك الصدمات «بات أضعف بثلاث مرات عما كان عليه خلال الأزمات السابقة». وفي إحاطة أعدها حول دور النفط في الاقتصاد الوطني، ونشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات منها، عرض ماكاروف العلاقة بين صادرات النفط والناتج المحلي الإجمالي خلال الأزمات الأخيرة، لتأكيد وجهة نظره حول تراجع تأثير النفط على الاقتصاد الروسي، وأشار إلى أن «صادرات النفط انخفضت خلال أزمة 1997 - 1999 بما يعادل 2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى بالتالي إلى تقلص الناتج المحلي بنسبة 10.5 في المائة، وخلال الأزمة منذ عام 2007 وحتى 2009 انخفضت صادرات النفط الروسي بمعدل 6.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما أدى إلى انخفاضه بشكل عام بنسبة 10.8 في المائة. وتكرر الأمر ذاته خلال أزمة 2014 - 2016 حينها انخفضت صادرات النفط بمعدل 8.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، والذي تراجع بدوره بنسبة 3.6 في المائة».

وفي محاولة للتأكيد على تراجع دور النفط، نشرت وزارة المالية الروسية في وقت سابق بيانات أظهرت فيها تراجع حصة عائدات النفط والغاز في دخل الميزانية، وقالت إنها شكلت 46.3 في المائة من إجمالي دخل الميزانية وفق البيانات عن العام 2018 وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى يوليو (تموز) 2019 شكلت 41.7 في المائة من إجمالي دخل الميزانية.

وشككت صحيفة «آر بي كا» بدقة تقديرات الوزارة، وقالت في مقدمة تقرير بهذا الصدد، نشرته نهاية أغسطس (آب) الماضي، إن «تقديرات مدى اعتماد روسيا على عائدات النفط والغاز، قد تكون أكبر (من الرسمية) إذا أضفنا لها مجمل الضرائب والرسوم التي تسددها شركات قطاع الطاقة»، وأوضحت أن «تقديرات وزارة المالية لا تشمل على سبيل المثال الضريبة على أرباح القطاع النفطي، أو ضريبة القيمة المضافة على هذه الصناعات، وغيره». ورأت الصحيفة الروسية أن 165.6 مليار روبل، قيمة الزيادة في إيرادات القطاعات غير النفطية، التي أشار إليها وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف مصدرها في واقع الأمر زيادة الضريبة على أرباح قطاعي إنتاج النفط والغاز، لافتة إلى أن الوزارة لا تحسب هذه الضريبة ضمن فقرات عائدات القطاع النفطي.

ورغم تشكيك البعض بالتقديرات الرسمية لدور النفط والغاز في الاقتصاد، يمكن القول إن هناك شبه إجماع حول تراجع طفيف على تأثير التقلبات في أسواق النفط على الاقتصاد الروسي. وتمكنت الحكومة الروسية من تحقيق هذه النتيجة بفضل «قواعد الميزانية» التي سمحت بالاستفادة من فائض عائدات النفط ذاته، للحد من تأثيره على الاقتصاد. ومنذ ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية أعلى من السعر المعتمد في الميزانية الروسية، كانت الحكومة حريصة على تحويل الجزء المعتمد من تلك العائدات إلى الميزانية، بينما خصصت الفائض لشراء العملات الصعبة من السوق المحلية، واحتفظت بها كمدخرات أو احتياطي في صندوق الرفاه الوطني، ووفرت بذلك وسادة أمان، يمكن الإنفاق منها لتمويل العجز بحال هبطت أسعار النفط مجدداً. وفي الوقت ذاته فإن عدم إدخال ذلك الفائض إلى الميزانية، وتجميده عمليا في صندوق الرفاه، دون استثماره في عمليات اقتصادية، ساهم في الحفاظ على دور لعائدات النفط، ضمن الحدود المعتمدة بموجب قانون الميزانية، وبالتالي ساعد على تراجع تأثيرها على الاقتصاد الروسي.


 قد يهمك أيضا :
شائعات تحرّك أسواق النفط و"أرامكو" تعيد الانضباط من جديد بنفيها

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة موسكو تقلص حصة النفط في ميزانية السنوات المقبلة



GMT 04:52 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

العراق يؤكد التزامه الكامل باتفاق "أوبك+" لخفض إنتاج النفط

GMT 13:06 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار النفط تقفز بنحو 8%

GMT 03:35 2020 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يهبط بسبب ارتفاع إصابات كورونا

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib