نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري
آخر تحديث GMT 01:00:51
المغرب اليوم -

نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري

الواقع والتاريخ والخيال
برلين ـ دويتشة فيله

علي المقري كاتب وروائي يمني صدرت له حتى الآن عشرة كتب، منها كتاب "الخمر والنبيذ في الإسلام" والذي يعد محاولة جريئة لكسر فكرة التابوهات المحرمة بالإضافة إلى أربع روايات هي: "طعم أسود...رائحة سوداء" و"اليهودي الحالي"، والحالي تعبير يمني يقصد به "الجميل"، وكذلك رواية "حُرمة". وعن روايته الرابعة "بخورعدني" الصادرة حديثا عن دار الساقي في بيروت وعالمه الروائي، أجرت معه الـ DW الحوار التالي:
DWعربية: روايتك "بخور عدني" تعود بنا إلى ماضي عدن، حيث وُجد التعايش بين مختلف الهويّات. فما الذي قادك إلى استعادة تلك التجربة، في ظل الواقع اليمني الحالي الذي تهيمن عليه الصراعات المذهبية والسياسية؟
علي المقري: الصراعات في اليمن أو في البلدان العربية، التي شهدت تحولات عاصفة، تأتي بعد عقود من التفرد بالسلطة والتحكّم بمصائر المجتمعات ومؤسساتها من قبل أفراد وعائلات وأحزاب وطوائف. وهذا التفرّد والاستحواذ تأسس على قاعدة وجود خصوم ليس لهم الحق في المشاركة المجتمعية وتمثيلاتها.
وهؤلاء الخصوم، الذين عاشوا حال الإقصاء والتهميش والمواجهة، يبدو حالهم الآن وكأنّهم يواجهون الجميع، فالكل ضد الكل. وكل طائفة أو جماعة أو جهة جغرافية أو مذهبية ترى أنّها قد صارت الأقوى وأن حقها في السلطة والقرار والمال قد عاد إليها. أظن أنّه حال انتقالي منفعل ومرتبك، ينطلق من قاعدة استعادة الحق في السلطة ومحاكمة الخصوم التاريخيين إيديولوجياً وسياسياً، عبر حروب جيوشها أولئك الفقراء الذين لم تتح لهم السلطات المندثرة العيش الآمن والتعليم المنفتح والثقافة الديمقراطية والتعبير الحر، ووضعتهم في حال استعداء وتربّص للمواجهة والانتقام.
هل أردت من أبطال روايتك الجديدة أن يكونوا منقذين لهذا الحال ومغيِّرين له، كما نُسب إليك؟
لا، لم أقل هذا. ولا أدري لماذا نُقل عنّي هذا الكلام بهذا الشكل.أنا أتحدّث عن أشخاص وليس عن أبطال، إذ أنه لم يعد من الممكن الحديث عن أبطال روائيين منذ اتخذت الرواية الحديثة، أو ما بعد الحديثة، وجهات جديدة لانطلاقاتها السردية. أصبحت تبدو معها أحيانا بدون منطلقات. لهذا لم أهدف إلى البحث عن منقذ أو منقذين سواء في الماضي أو في الحاضر.
رواية "بخور عدني" تضع مفهوم المنقذ نفسه تحت الاختبار من خلال تشكله الجمعي: إذ بدأ مع الثوار حين صاروا في سلطة بديلة عن الإدارة الاستعمارية ومواجهتهم كل من يختلف معهم؛ وقبلهم كان هناك من يعتبرون أنفسهم منقذين، أيضاً، كرجال الدين والمنادين بأن تكون "عدن للعدنيين".
المتتبع لأحاديثك وكتاباتك يجد أنك لا تحبذ صفة الرواية التاريخية، مع أننا نجد إشارات في رواياتك تحيل إلى أزمنة وأحداث؟
المسألة ليست في أنني أحبذ أو لا أحبذ، فالتوصيف يأتي من خارج الفعل الكتابي. وأعتقد أن (الكاتب) عبد الرحمن منيف هو من قال إنّ "الرواية هي تاريخ المهمشين أو من لا تاريخ لهم". أما إذا كانت الرواية التاريخية هي تلك التي تنقل أحداث التاريخ كما وقعت، فبالتأكيد أن رواياتي ليست تاريخية. ما يمكن اعتباره تاريخاً موثقاً في رواياتي لا يتعدى بضع فقرات أو إشارات في سطور قليلة. فأنا لا أورد الإشارات التاريخية الزمنية، إلاّ إذا بدت لي أنها تساهم في إضاءة المحنة الإنسانية التي أختبرها روائياَ.
ما أبرز الملامح الفنية لمنجزك السردي؟وهل الاهتمام بترجمة رواياتك للغات أخرى جاء تقديراً لهذا المنجز،أم لأسباب أخرى؟
لا أعرف لماذا هذا الاهتمام. ولا أدري كيف تقبل القارئ الأوروبي طريقة سرد رواية "اليهودي الحالي" التي تستفيد من شكل الحوليات التاريخية العربية دون مطابقتها طبعاً. الأشخاص يظهرون في أزمنة غير متتابعة، كما في رواية "حرمة" التي تسردها الراوية وهي تسمتع إلى أغنية تتخللها تسجيلات أخرى صوتية ومرئية. وبعض الأشخاص قد يظهرون ويختفون فجأة، ضمن أحوال سريعة التبدل وغير مستقرة، كماهي أحوال "الأخدام" وهم السود في اليمن. في رواية "طعم أسود... رائحة سوداء".إذا كانت الرواية الحديثة تعتمد في بنائها الفني على تعدد الأصوات، فإن هذا التعدد قد لا يبدو ظاهراً للقراءة غير المتفحصة، فللصوت الواحد نفسه قد يكون هناك عدة مستويات، سواء كان اجتماعياً أو فردياً، كما أنه قد يتعدد ويتناقض في الشخص نفسه.
بدا لي في روايتي الأخيرة، أن السارد بضمير الـ "هو" لا يبتعد عن الموضوع المسرود، إذ يلجأ السارد إليه، حين يريد إخفاء هويته. لهذا، فإنّه في هذه الرواية ليس راوياً عليماً، حسب التصنيف التقليدي للرواية الحديثة، وإنما يبدو كتداع أو منولوغ داخلي لا يختلف عن التداعي الذاتي في ضمير الـ "أنت" أو"الأنا". وهكذا فإذا لم يتعامل القارئ مع هذا السرد ضمن آفاق تجريبية مختلفة عمّا تعود عليه، فإنّه قد يجده مفاجئاً أو مربكاً له.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري نظرة ما بين الواقع والتاريخ والخيال في أدب اليمني علي المقري



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

نجمات الموضة يتألقن بإطلالات صيفية منعشة تجمع بين البساطة والأنوثة

دبي - المغرب اليوم

GMT 05:47 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

ديان كروغر تتألق في فستان مثير كشف عن صدرها

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار قضائي جديد بشأن قضية ملف الربابنة مع "لارام"

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الحساني تخلف العماري في رئاسة "جهة طنجة"

GMT 01:00 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الروسية ماريا بوتينا تصل موسكو عقب إطلاق سراحها

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب المغربي يشارك في بطولة العالم الشاطئية للتايكواندو

GMT 04:17 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل 10 مدن في سويسرا يُمكن زيارتها خلال شتاء 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib