دبى - وكالات
نظم نادي دبي للصحافة الخميس ورشة حوارية بعنوان'البرامج الحوارية التلفزيونية أمام مقاربة أم تفرقة' تحدث فيها كل من الإعلامية منتهى الرمحي مقدمة برنامج ‘بانورما' على قناة العربية والإعلامي محمود الورواري مقدم برنامج ‘الحدث المصري' على قناة العربية.
وأدار الجلسة الإعلامي سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، والذي وصف البرامج الحوارية بأنها منهمكة بالتحاليل والأخبار بحثاً عن تعددية الآراء، وعن متابعة المشاهدين آخذة في حسبانها المنافسة مع بقية المؤسسات، وقد رصدت الآونة الأخيرة تجاوزات غير طبيعية من ضرب على الهواء وشتم وتهديد، ما يفرض على مدير الحوار مسؤولية أكبر في إدارة الحوار وإيجاد الحلول. وقال أن شخصية البرنامج اليوم أصبحت هي ذاتها شخصية مدير الحوار.
من ناحيتها تحدثت منتهى الرمحي عن برنامجها بانوراما والذي يمتد عمره لثمانية سنوات وبات اليوم من أشمل البرامج الحوارية العربية، وضربت النموذج السوري كمثال قسم الشارع العربي بشكل حاد، وقالت أن بعض الثوار حملوا صورها في سورية وليبيا في شعور نابع من أنني مثلت وجهة نظرهم في أسئلتي، ولكن أقول أن ذلك لم يكن لموقع شخصي إلا لأني تمكنت فعلا من طرح الأسئلة التي تدور في ذهن المشاهد وأشارت إلى أن كثير من المشاهدين لا يستمعون حتى لإجابة الضيوف ويكتفون بسماع السؤال وصداه ووقعه.
وناقشت مع نظيرها محمود الورواري مقولة "الجمهور عاوز كده" وثقلها على العمل الإعلامي، وقالت أنها انسحبت على السياسة وتسأل من يحكم العالم العربي بعد الثورات العربية، وأن هناك تغيير في خارطة النخب أساء لطريقة اتخاذ القرار وغياب لصوت العقل ومنهج الاعتدال. وفي حديثها عن المنافسة قالت أن المشاهد لا يحب أن يشاهد قناة رمادية، بادعاء أن القناة على مسافة واحدة من جميع المواقف، والحياد غير موجود وإنما هو نسبي، ولن تكون هناك منافسة إن كان البرنامج أول القناة بلا لون في الإعلام ليساهم الإعلام في قيادة التغيير، وأساس التغيير يأتي من إصلاح التعليم أولاً ومن ثم الإعلام.
وقال سامي الريامي في تقديمه لبرنامج الحدث المصري الذي يقدمه محمود الورواري أن الحالة المصرية هي حالة كل الوطن العربي، وبدأ الورواري حديثه قائلاً أن سرعة تبدل الأحداث في مصر أصبحت غير عادية ليمتد التحضير للحلقة آخر ساعة قبل فترة بث البرنامج، وقالة أن الحالة السياسية والإعلامية بخصوصيتها يجب أن تكون حاضرة في ذهن معد ومقدم البرنامج الحواري المصري خصوصاً فيما وصفه بانتشار مهنة جديدة أسمها مهنة" ضيوف القنوات الفضائية" والتي تجعل من مهمتنا أصعب في البحث عن الضيف المناسب أو غير المستهلك وعن طرح موضوع وبعد جديد.
وقال الورواري أن مقدم البرنامج يساعده فريق كبير من المعدين والباحثين، وأشار إلى أن لغة النجاح في شاشة البرامج الحوارية المصرية مختلفة إما من خلال الإثارة أو التشويق على حساب إهانة الضيوف أو عمل تجاوزات أخلاقية مهنية، وأنه رفض أن يكون جزء منها لهدف زيادة عدد المشاهدين لحلقته، فهو لن يتخلى عن إطاره الحرفي والسياسة المهنية للمحطة وخطها التحرير الموضوعي والدقيق.
وقال لن تسمح العربية أن تنجح برنامجها الحواري بالطريقة المصرية، فكان طريق النجاح الخاص بنا هو العقل والدقة والمعرفة الأعمق والموضوعية وتعمد عدم إقصاء أحدهم، والبحث عن النقاط الغائبة عن البرامج الحوارية الأخرى، الشارع العربي فاقد الثقة في الحكومة وفي المعارضة فهو يبحث عن الوسط والعقل.
وقال أن نظرية أو مقولة "الجمهور عاوز كده" فشلت، وأفشلت التلفزيون كما أفشلت المسرح في وقت سابق، مشيراً أنه على القائمين على وسائل الإعلام تقديم ما يحتاجه الجمهور أو ما يجب أن يعرفه الجمهور دون إقصاء أي طرف. وقال أن مقدمي البرامج ليسوا في موقف شخصي مع الضيف ولا يُسمح لنا إلا بالسؤال، وقال أنه عندما ينتقد من طرفي الحوار خارج برنامجه في الصحف والمقالات، يعرف أن تمكن من تحقيق الموضوعية في الطرح بين الاثنين، وقال أن مقدم الحواري يتعرض لضغط كبير بين قناعاته الشخصية وبين السياسات الإعلامية للمحطة.
وفتح مدير الحوار الإعلامي سامي الريامي المجال لأسئلة الجمهور المشارك في الجلسة، حيث توجه الحضور بمجموعة من الملاحظات للمتحدثين حول تجربتهم في البرامج التي يديرونها ولإطلاعهم على مجموعة من المواقف من خلف كواليس الشاشة التي استعرض الضيفين مجموعة منها، وكيف تمكنوا من تحقيق أكبر قدر من موضوعية الطرح والمصداقية والتوازن في عرض الآراء ووجهات النظر، وتحمل مدراء هذه البرامج لمسؤوليات أكبر في ظل الطبيعة الخبرية التي تقدمها للجمهور، واستخداماً أكبر للحقائق والمعلومات والبيانات. وفي ظل تحول بعض البرامج الحوارية إلى ساحة لبث الفتن بدلاً من دورها الأسمى في تقريب وجهات النظر وتعزيز ثقافة الحوار وترسيخ تبادل الفكر بالفكر والحجة بالحجة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر