نور الدين فرح كاتب منح الصومال صوتا أدبيا مسموعًا
آخر تحديث GMT 12:34:30
المغرب اليوم -

نور الدين فرح كاتب منح الصومال صوتا أدبيا مسموعًا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نور الدين فرح كاتب منح الصومال صوتا أدبيا مسموعًا

مقديشو ـ وكالات

يعتبر الكاتب الصومالي نور الدين فرح من أهم الأقلام الأدبية في القارة الإفريقية، كما تمنح رواياته صوتا أدبيا مسموعا يتجاوز مداه القارة السمراء، لدرجة تم التفكير أكثر مرة في منح جائزة نوبل. عندما حل نور الدين فرح هذه الأيام في مدينة كولونيا لتقديم كتابه الجديد للقراء الألمان، تزامن ذلك مع نشرت وكالات الأنباء الدولية لخبر الاعتداء المسلح الذي قامت به "ميليشيات الشباب الإسلامية" المتشددة في العاصمة الصومالية مقديشو على مقر الأمم المتحدة هناك، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل. إلا أن الكاتب لم يأت إلى كولونيا للتحدث عن الوضع الراهن في بلاده، وإنما لقراءة مقتطفات من كتابه الجديد الذي صدر قبل أيام قليلة من ذلك باللغة الألمانية. وكما يقول فرح، فإنه لا يتحدث عن السياسة مباشرة إلا نادرا. إلا أنه يتخذ في كتبه موقفا واضحا من التطورات في الصومال، رغم أنه لا يعيش هناك منذ أربعة عقود. ففي عام 1976 أعلن حاكم الصومال آنذاك محمد سياد بري،  نور الدين فرح شخصا غير مرغوب فيه، بسبب انتقاداته للنظام. "كنت في روما، عندما وصلني هذا الخبر. ولم يكن لدي سوى 150 دولارا"، كما يتذكر فرح. واستطرد موضحا "كان الأمر صعبا جدا". إلا أنه قرر بلا تردد البقاء في إيطاليا، حيث عمل في البداية كمترجم قبل أن يركز اهتمامه مجددا على الكتابة. وبعد إقامته في دول إفريقية مختلفة انتقل منذ عام 1999 للعيش في جنوب إفريقيا. تجارة القرصنة رغم سنين عديدة من العيش في المنفى، فإن فرح لا يزال يعتبر نفسه صوماليا، كما يقول، "هذا هو البلد الذي أتحدث عنه في كتبي، بلد أحلم به وتدور أفكاري حوله". ورغم أنه كان يمكن لفرح أن يعود إلى وطنه بعد إسقاط الدكتاتور سياد بري، إلا أن البلاد انزلقت إلى حرب أهلية متواصلة أكثر من عقدين. وبعد استقرار محدود ونسبي، جاء الاعتداء على مقر الأمم المتحدة في مقديشو ليذكر بأن مستنقع العنف لا يزال يتهدد البلاد. وقد نجحت قوات إفريقية في تحرير مدن البلاد الكبيرة من سيطرة الإسلاميين المتشددين. فيما يعلق المجتمع الدولي آمالا كبيرة على الرئيس الحالي حسن شيخ محمود. ونفس الآمال تراود بعض الصوماليين في المنفى الذين قرروا العودة إلى وطنهم. نور الدين فرح استأنف بدوره زياراته إلى الصومال. وكرس معظم رواياته لبلاده، وتدور ابداعاته الثلاثة الأخيرة حول الحرب الأهلية. وتعود قصة آخرها إلى عام 2006، أي إلى الفترة التي سيطرت فيها ميليشيات الشباب على مناطق واسعة من البلاد. وهي الفترة أيضا التي ازهرت فيها "تجارة القرصنة" حيث دأب مسلحون على خطف سفن تجارية كبيرة أمام السواحل الصومالية، واحتجاز طواقمها كرهائن واشتراط "فدية" مقابل إطلاق سراحهم. ويرى فرح أن وسائل الإعلام الغربية تركز على هذا الجانب فقط، في حين ليس إلا وجها واحد من الميدالية. الوجه الآخر للعملة تقوم إحدى شخصيات روايته الأخيرة، بدور "مفاوض" باسم محتجزي الرهائن، ف فرح يرفض استخدام مصطلح "القراصنة". ويقول هذا "المفاوض" في روايته "تترك الأكاذيب حولنا مرارة في نفسي، إذ يتعين علينا أن نلعب دور المارقين في المسرحية. ولا يريد أحد أن يعرف شيئا حول دورنا الحقيقي في فصول هذه المسرحية". ويصف فرح في روايته وضع صيادي الأسماك الذين فقدوا أساس وجودهم لأن دولا أجنبية تمارس الصيد بشكل غير شرعي في المياه الإقليمية الصومالية. كما تصف الرواية غرق السفن ومخلفاتها سامة أمام سواحل البلاد. ويقول فرح إن هذه مشاكل لا تتم مناقشتها إلا نادرا. "لست شخصا مهما" رغم أن فرح على وعي تام بأن كتاباته لن تحل مشاكل الصوماليين النفسية، بما فيها مشاكل محتجزي الرهائن، إلا أنه يتناولها في أعماله الأدبية للتعريف بها، ولنق الوجه الآخر من العملة والذي لا تهتم به وسائل الإعلام الغربية. ويعتبر فرح من أهم كتاب القارة السمراء، وتم مرات عدة التفكير في منحه جائزة نوبل. ورغم نجاحه، فإنه يبقى متواضعا، إذ أنه يقول "عندما أقوم من النوم صباحا وأجلس أمام طاولتي، فإنني لا أعتبر نفسي شخصية مهمة". ويضيف أنه يرى في نفسه "انتهازي قلم" وشخصا يعمل كثيرا، "آملا في رواية قصص يمكن أن تفيد الآخرين وتثير سرورهم".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نور الدين فرح كاتب منح الصومال صوتا أدبيا مسموعًا نور الدين فرح كاتب منح الصومال صوتا أدبيا مسموعًا



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:23 2021 الجمعة ,03 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد الدولي يحذر من انهيار اقتصادي

GMT 15:55 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تُعلن عن تفاصيل جديدة بشأن جريمة "شمهروش"

GMT 11:54 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

هجهوج يعود إلى الدوري الإماراتي على سبيل الإعارة

GMT 17:38 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالفتاح الجريني يحضر لديو غنائي مع العالمي مساري

GMT 10:40 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة انتصار تتهم منتقديها بمشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 07:16 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا سمير غانم تصرح بمجموعة من أسرارها الفنية لإسعاد يونس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib