تونس ـ كونا
أشاد وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك هنا الجمعة بالتعاون بين بلاده والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في مجال حماية التراث الحضاري والثقافي العربي من خلال الانشطة التي تعود بالفائدة على جميع الدول الاعضاء. وقال مبروك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدير عام (ألكسو) الدكتور عبدالله محارب إن هذا التعاون يتجسد من خلال فعاليات الدورة ال21 لمؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي ستحتضنه مدينة المهدية شرقي تونس خلال الفترة من 28 الى 30 أكتوبر الجاري والذي سيتناول موضوع (التراث الثقافى المغمور بالمياه). وأضاف ان "هذا المؤتمر الدولي الذي سيقام بالتعاون مع (الكسو) بمشاركة أكثر من 200 خبير وأخصائي في علوم التراث الثقافي المغمور بالمياه من نحو 16 دولة عربية وأجنبية والعديد من المنظمات والمعاهد والمؤسسات البحثية والعلمية المتخصصة يقدم نموذجا للتعاون المثمر بين بلاده و(الكسو) التي ترأسها الان شخصية مثقفة ممثلة في المدير العام الدكتور عبدالله محارب تؤمن بدفع العمل العربي المشترك في المجال الثقافي". وأكد وزير الثقافة التونسي أن اختيار مدينة المهدية بالساحل الشرقي التونسي لتنظيم هذا المؤتمر العلمي يعود الى الخصوصيات الحضارية والتاريخية التي تمتاز بها هذه المدينة فضلا عن موقعها الجغرافي المطل على البحر الابيض المتوسط من ثلاث جهات. وأشار الى أن أعماق بحار المهدية تختزن تراثا كبيرا مغمورا في المياه يعود الى القرن الاول الميلادي موضحا أن المحاور التي سيتناولها هذا المؤتمر من خلال مداخلات المشاركين والمعرض الوثائقي الموازي الذي سيقام تحت شعار (تراث تحت مائي .. انجازات وافاق) لا تقل أهمية عن المحاور المتعلقة بالتراث البري المادي. كما أكد مبروك أن التراث المغمور بات مهددا بفعل الكوارث الطبيعية كالطوفان والزلازل "وهو ما يتطلب توفير أنظمة تكنولوجية متطورة لحمايته من التلاشي والاندثار". من جهته شدد مدير عام (ألكسو) على أن المنظمة تعمل على الاطلاع على وضع القطاع الثقافي في تونس والنظر في سبل اثرائه وتطويره باعتبار أن (الكسو) منظمة عربية تضم 21 دولة وتعنى بالمجالات التربوية والثقافية والعلمية في جميع الدول الاعضاء. وأشار محارب الى أن الدول العربية عامة لا تولي العناية المطلوبة بالتراث بمختلف أنواعه لافتا في هذا السياق الى ما أسماه ب"شبه غياب ثقافة الحفاظ على التراث في المجتمعات العربية". وأوضح أن تأسيس مؤتمر الاثار والتراث الحضاري في الوطن العربي جاء من أجل ترسيخ مبادئ صيانة المنظومة التراثية مشيرا الى أهمية المؤتمر المقبل في المهدية بتونس والذي أقيمت دورته الاخيرة بالجزائر لتكثيف تبادل التجارب والخبرات في مجالات اكتشاف وترميم وصيانة وحماية الاثار وتفعيل واثراء الاطر القانونية والتشريعية لهذا المجال المهم لتشكيل الوعي الثقافي والانساني والحضاري في الوطن العربي. ويتضمن برنامج المؤتمر اقامة ورشات ومحاضرات لمسؤولين وخبراء في قطاع التراث والاثار من الجزائر ومصر والامارات العربية والاردن وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وتونس سيتناولون مختلف المسائل ذات الصلة بالوضع الراهن للتراث الاثري في الدول العربية والتحديات التي تواجهه لاسيما فى مجال التراث الثقافي المغمور بالمياه والتعليم والتدريب والتوعية في مجال المحافظة على هذا التراث. ومن المنتظر أيضا أن تصدر عن المؤتمر توصيات ختامية تهدف الى تطوير التقنيات والاساليب العلمية الحديثة لاكتشاف التراث الثقافي المغمور بالمياه وصيانته وحمايته الى جانب اختيار موضوع الدورة المقبلة للمؤتمر وتحديد موعد ومكان انعقادها


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر