اللاجئون هم كتب مكتبة ناطقة في نيقوسيا
آخر تحديث GMT 10:33:03
المغرب اليوم -

اللاجئون هم "كتب" مكتبة ناطقة في نيقوسيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اللاجئون هم

الكاميروني ابراهيما يونغا في نيقوسيا
نيقوسيا ـ أ.ف.ب

بصوت هادىء، يروي ابراهيما وقائع اعتقاله لدى جماعة بوكو حرام الافريقية ورحلته الى اوروبا. وفي "مكتبة انسانية" في قبرص، اضطلع لاجئون بدور الكتب واخبروا سكان الجزيرة قصصهم الشخصية.

"هل اخترت كتابك؟" تسأل المتطوعة مرغريتا كابسو، اوائل "القراء" الواصلين الى هذا المقهى الواسع الذي يستضيف هذا الحدث في نيقوسيا القديمة.

وتستبدل المكتبة الناطقة في قبرص والمستوحاة من نموذج دنماركي، بالصفحات الورقية اشخاصا من لحم ودم اتوا لاطلاع الاخرين على شهاداتهم.

وقالت مرغريتا ان "هدفنا هو رؤية الامور من زاوية اخرى". واضافت "بدلا من فتح رواية، يغوص القراء في حياة احد الافراد".

وفي هذا اليوم، دعت المنظمة غير الحكومية ثمانية من حوالى ستة الاف لاجىء و2500 طالب لجوء في هذه الجزيرة المتوسطية الصغيرة، وهم يشكلون موضوعا مثيرا للخلاف ويجد الناس صعوبة في تقبله.

وينصرف فلسطينيون وسودانيون وكونغوليون، الى الحديث بالتفصيل طوال ثلاث ساعات عن رحلاتهم المزروعة بالعقبات "لقراء" يصغون باهتمام كبير.

-رغبة في المساعدة-

وقال ابراهيما يونغا (18 عاما) الذي تعرض للتعذيب وارغم على الفرار من الكاميرون بعدما نجا من اسلاميي بوكو حرام مخلفا عائلته التي انقطعت اخبارها، "كنت اظن ان الحياة قد انتهت بالنسبة لي".

ويروي هذا الشاب وقائع الاشهر الاربعة التي امضاها على متن سفينة من دون ان يعرف الى اين يذهب قبل ان يصل "صدفة" الى قبرص.

وعلى غرار حوالى 400 آخرين من طالبي اللجوء، انتهت رحلته في مركز استقبال للاجئين في كوفينو جنوب الجزيرة. وفيما كان يحدق في رقعة الشطرنج، قال ان "الحمامات معطلة، والمياه باردة والاماكن قذرة. لكن حرية الاختيار ليست متاحة لنا".

وتؤكد القبرصية ثيانو ستيلاكي (60 عاما) التي "تأثرت كثيرا" بشهادته، انها "ترغب في مساعدته". وقالت "نسمع ذلك يوميا على التلفزيون. لكن الامر يختلف عندما تواجهه مباشرة".


وقد زاد المنظمون الاشارات التي تدل على وجود المكتبة. ففيها يضطلع مترجمون بدور "القواميس" مجانا، وألصقت على الواجهة عناوين القصص الثماني، والى جانبها لوحة خضراء عندما تكون "الكتب" متوافرة وخضراء اذا كانت "مستأجرة".

وتعمد سلالومونت الى ادخال الطاولات، وتتأكد مارغريتا من ان كل "قارىء" يتقيد بالوقت المخصص، اي 30 دقيقة، مستعينة بساعة تحملها، مشيرة الى انها "ضرورية لترتيب اللقاءات" لكنها امر مزعج للجمهور.

وقال جيريمي وهو فرنسي مقيم في قبرص ان "القصص كثيفة جدا، لذلك احتاج بعد +كتابين+ الى ان ارتاح قليلا"، مشيرا الى ان "قوة القصص قد خلبت لبه".

ويفرض ميثاق شرف يوزع على المشاركين ان "يعاملوا الكتب باحترام". وشددت مرغريتا على القول ان "اللاجئين يتقاسمون تجارب شخصية وحساسة، ويتعين عليهم ان يشعروا بالامان".

-شكل من اشكال التحرر-

وفي احدى زوايا القاعة، يرفع كمال (42 عاما) قبعته ليعرض اثر رصاصة لامست قمة رأسه، بينما كان يحاول الهرب من السودان. وقال "لم اشعر بشيء تقريبا".

وتؤكد التلميذة الكسندرا (16 عاما) "نحتاج بالتأكيد الى بعض الوقت لهضم ما نسمعه"، موضحة ان هذه المناسبة "فرصة للتعرف فعلا الى الحقيقة".

ويتأرجح "القراء" المستعجلون بين الرغبة في الاطلاع على هذه القصص والخشية من النظر الى وجوههم، لكن معظم محاوريهم يبدون اقل تحفظا مما يتخيلون.

وقال كمال المحتجز في الجزيرة منذ 16 عاما، "يفرحنا ان نحدثهم عما عشناه، بدلا من ان نحتفظ بكل شيء لنا وحدنا. الكلمة شكل من اشكال التحرر".

ويبدو ابراهيما الخجول اقل ارتياحا لهذه التجربة. لكنها وسيلة "لاستئناف حياته" التي "يريدها طبيعية، بكل بساطة"، كما قال.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللاجئون هم كتب مكتبة ناطقة في نيقوسيا اللاجئون هم كتب مكتبة ناطقة في نيقوسيا



GMT 17:59 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تدمر مبنيين تراثيين في النبطية جنوبي لبنان

GMT 20:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

المؤتمر العالمي للفلامينكو يحط الرحال في مدينة طنجة

GMT 21:33 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قصور الثقافة تكرم الشاعر محمد عبد القادر ببورسعيد

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib