زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام
آخر تحديث GMT 23:06:29
المغرب اليوم -

زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام

عبير بلال شرارة
بقلم : عبير بلال شرارة *

ليس زياد الرحباني مجرّد فنان أو ملحن أو كاتب مسرحي.
إنه نغمة معترضة على سلّم النظام،
صرخة في وجه المألوف،
سؤال حادّ في زمن الإجابات الرخوة.
غياب زياد ليس غيابًا عن المسرح،
ولا هو انقطاع مؤقّت عن إصدار جديد،
بل هو غياب مرآة، غياب الضمير الذي تعوّدنا أن نراه يمشي بيننا – ساخرًا، متعبًا، لكن حيًّا.
منذ أن قرّر أن يبتعد، لم يعُد هناك من يقول للشارع: “صباح الخير يا وطن” بنبرة صادقة،
لم يعُد هناك من يسأل الفقير إن كان قد فطر اليوم،
ولا من يشتمنا ليذكّرنا أن الحبّ لا يُقال بل يُمارس.
زياد لم يغنِّ للوردة، بل للوردة التي ذبلت في يد الثورة.
لم يكتب للحب بمعناه الاستهلاكي، بل للخذلان الذي وُلِد من ضلعه.
هو لم يكن مؤلفًا للموسيقى فحسب، بل كان مؤلفًا للوجدان.
ربما قرر أن يبتعد حين سمع صمتهم…
ذاك الصمت الذي كان أبلغ من أي مقصّ رقابة.
ففي بلدٍ يُهمَّش فيه كل من يشبهه،
لا خيار أمامك سوى أن تلوذ بالغياب، أو بالصمت،
أو بالاثنين معًا.
لكننا نحن – جمهور زياد، شعبه غير الرسمي –
لم نمتلك يومًا ترف الغياب.
نعيش بين ركام الأغاني المُعلّبة،
نبحث عن نغمة مكسورة، عن بيت شعر فيه نشاز يُشبه حزننا.
نشتاق لصوته لا لأنه جميل، بل لأنه حقيقي.
لا لأنه يطرب، بل لأنه يوجِع.
اليوم، إن عاد زياد، سيجد بلدًا مختلفًا،
بلدًا تآلف مع الكذبة،
وتصالح مع الابتذال،
وأحبّ القاتل أكثر من القصيدة.

لكن رغم كل شيء،ما زلنا ننتظر…
بصوت مسجَّل، أو بمسرحية مؤجَّلة، أو حتى بجملة عابرة على ورقة منسية،
أن يعود الرجل الذي اختصر كل ما نحن عليه بجملة واحدة:
“أنا مش كافر… بس الجوع كافر.”

*عبير بلال شرارة كاتبة وإعلامية لبنانية

قد يهمك أيضا

لطيفة تكشف عن مفاجآتها مع زياد الرحباني وعودتها إلى السينما

 

لطيفة تتحدث عن علاقتها بزياد الرحباني وأعمالها المقبلة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام زياد الرحباني نغمة معترضة على سلّم النظام



GMT 07:04 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 09:26 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 13:16 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib