قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إنّ الولايات المتحدة "ستولي اهتمامها" بالوضع في غزة، مضيفاً أن الناس يتضورون جوعاً في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال دونالد ترامب وهو يتحدث إلى الصحفيين في ختام زيارته إلى الإمارات: "إننا ننظر في أمر غزة، وسنعمل على حل المسألة. الكثير من الناس يتضورون جوعاً. هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث".
وحين سُئل عن دعمه الخطط الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب في غزة، قال ترامب للصحفيين: "أعتقد أن الكثير من الأمور الجيدة ستحدث خلال الشهر المقبل، وسنرى".
وأضاف: "علينا مساعدة الفلسطينيين أيضاً. كما تعلمون، يعاني الكثير من الناس من الجوع في غزة، لذا علينا أن ننظر إلى كلا الجانبين".
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد جولته الخليجية، وبعد يوم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو انفتاحه على أي أفكار جديدة لإدخال المساعدات إلى غزة - بعد أن لاقت خطة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل انتقادات واسعة، معرباً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في القطاع.
وتفرض إسرائيل حصاراً على غزة لأكثر من شهرين، نافية وجود أزمة إنسانية، ما دفع هيئات الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى إلى التحذير من تقلص إمدادات الوقود والأدوية إلى القطاع الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني.
من جانبها، دعت حركة حماس الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد أن أطلقت الحركة سراح رهينة إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية.
وقال المسؤول في الحركة طاهر النونو، لوكالة فرانس برس، إن الحركة "تنتظر وتتوقع من الإدارة الأمريكية مزيداً من الضغوط على حكومة نتنياهو لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، والغذائية والدوائية والوقود للمشافي في قطاع غزة بشكل فوري"، مؤكداً أن هذا كان جزءاً من "التفاهمات مع الموفدين الأمريكيين خلال اللقاءات التي عُقدت الأسبوع الماضي، والتي بموجبها أطلقت الحركة سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر".
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة، الجمعة، مقتل نحو 100 فلسطيني في غارات إسرائيلية مكثفة على القطاع منذ منتصف الليل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني محمود بصل، إنّ قطاع غزة شهد "يوماً دامياً" مع مقتل نحو 100 فلسطيني في أقل من 12 ساعة.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن القطاع يشهد ما وصفه "بأبشع مجازر تطهير عرقي"، أسفرت عن مقتل 250 فلسطينياً خلال 36 ساعة.
وأضاف أن أكثر من 150 مصاباً وصلوا إلى مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي خلال الساعات الماضية، موضحاً أن هناك "استهدافاً ممنهجاً للمستشفيات" على حد قوله.
وكشف البرش في تصريحات صحفية أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة حديثة ومحرمة دولياً خلال استهداف المنشآت المدنية، مطالباً بتحقيق دولي.
وأكد أن وزارة الصحة تواجه نقصاً حاداً في المستلزمات والكوادر الطبية وتوفير العناية المركزة، قائلاً إن انعدام الأمن المائي والصرف الصحي يشكلان عبئاً إضافياً على الوزارة .
على صعيد متصل، ندّد مجلس أوروبا، الجمعة، بما وصفها "المجاعة المتعمّدة" التي تُفرض في غزة، مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية تؤدّي إلى "زرع بذور حماس المقبلة" في القطاع ،على حدّ تعبيره.
وقالت دورا باكويانيس، المقرّرة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا: "ما من غاية تبرر الوسيلة. ويجب أن يتوقّف قتل الأطفال والمدنيين العزّل والمجاعة المتعمّدة والمعاناة المتمثّلة في إذلال مستمر للفلسطينيين".
وأكّدت المقرّرة الخاصة للمجلس، الذي يُعنى بشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية في القارة الأوروبية ويضمّ 46 بلداً، أن "ما يحصل في غزة لا يخدم أحداً، بل يهدد حياة الرهائن المتبقين ويزرع بذور حماس المقبلة".
واستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع في 18 من مارس/آذار الماضي بعد هدنة هشة استمرت شهرين.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتقول السلطات الإسرائيلية إن الهدف من ذلك المنع هو دفع حماس إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وتنفي إسرائيل تنفي وجود أزمة إنسانية في غزة وتقول إنّ فيها ما يكفي من غذاء.
وركزت هجمات الجمعة على بيت لاهيا ومخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، حيث أفاد فلسطينيون بأن القوات الإسرائيلية شنت هجمات برية وبحرية وجوية.
كما تقدم الجيش الإسرائيلي برياً شرقي بلدة جباليا وغربي بلدة بيت لاهيا، حيث يحاصر مدارس تؤوي نازحين وعائلات في مناطق التوغل.
وكانت إسرائيل قد تعهدت بشن هجوم واسع النطاق وإعادة احتلال غزة بالكامل، حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع حماس بحلول نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى دول الخليج العربية.
وأوضح شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي يحاصر أحد مراكز الإيواء غربي مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وينفّذ عمليات اعتقال في صفوف المواطنين هناك، مضيفين أن الجيش يطالب النساء والأطفال النازحين في المركز بإخلائه عبر مكبرات الصوت.
وقال يوسف السلطان، 40 عاماً، من منطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، إنّ المنزل المجاور لمنزله تعرّض للقصف أثناء وجود سكانه بداخله، وقد أصابه مباشرة.
وأضاف: "هناك موجة نزوح هائلة بين المدنيين. الخوف والهلع يسيطران علينا في منتصف الليل".
وأفادت مصادر فلسطينية بأن أكثر من مئة شخص لا يزالون في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وتشير المصادر إلى مقتل 136 فلسطينياً على الأقل في غارات جوية على قطاع غزة، الخميس، غالبيتهم من النساء والأطفال.
من جهة أخرى، أصدر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بياناً قال فيه إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُضيّع "فرصة تاريخية" لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، مع اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته للمنطقة.
وجاء في البيان: "استيقظت عائلات الرهائن هذا الصباح بقلوب مثقلة وقلق بالغ في ضوء التقارير عن تزايد الهجمات في غزة واقتراب انتهاء زيارة الرئيس ترامب للمنطقة".
وأضافت: "إن إضاعة هذه الفرصة التاريخية سيكون فشلاً ذريعاً سيُخلّد في الذاكرة إلى الأبد".
في المقابل، دعا منتدى تكفا اليميني في إسرائيل إلى ضغط عسكري "أقوى بكثير، وبكثافة عالية، وأن يُنسق مع الضغط الدبلوماسي، وحصار كامل، وقطع المياه والكهرباء".
ويعارض أعضاء منتدى "تكفا" أي مفاوضات مع حماس، وأي صفقات لإطلاق الرهائن على مراحل، مُصرّين على استمرار الحرب، ومؤمنين بأن الصفقة العادلة الوحيدة هي التي تشمل إطلاق جميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً، دفعةً واحدة.
ولا يزال 57 من الرهائن محتجزين في قطاع غزة، من أصل 251 شخصاً خُطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 34 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا، ما يعني أن 23 رهينة لا يزالون على قيد الحياة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر عن مقتل 1218 شخصاً، وفقاً للأرقام الرسمية الإسرائيلية.
فيما قُتل ما لا يقل عن 53 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة وزارة الصحة في غزة، وشهد القطاع دماراً واسع النطاق.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر