يتواصل التصعيد العسكري الخطير بين إيران وإسرائيل، في ظل تبادل كثيف للقصف الصاروخي والجوي بين الجانبين، وسط مخاوف إقليمية ودولية من اتساع رقعة الصراع. ودخلت المواجهات يومها الحادي عشر اليوم الإثنين، بعد أن أطلقت إيران عدة دفعات صاروخية باتجاه أراضٍ إسرائيلية، فيما ردت تل أبيب بسلسلة غارات جوية طالت مواقع عسكرية استراتيجية داخل العمق الإيراني، شملت منشأة فوردو النووية ومقار عسكرية في طهران ويزد وكرمنشاه وهمدان وتبريز.
وأطلقت إيران خمس دفعات صاروخية من أراضيها نحو إسرائيل خلال ساعات قليلة، فيما قدرت مصادر إسرائيلية عدد الصواريخ التي أُطلقت بما لا يقل عن 15 صاروخاً، سقط بعضها في مدن أسدود، شمال إسرائيل، وجنوب القدس. وقد دوّت صافرات الإنذار في مناطق عدة، بينها تل أبيب، تزامناً مع محاولات الدفاع الجوي الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ.
من جانبها، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها بدأت سلسلة من "الضربات الجوية الدقيقة" ضد أهداف إيرانية في العاصمة طهران، مؤكدة في بيان رسمي أنها استهدفت منشأة "فوردو" النووية مجدداً، إضافة إلى مطارات عسكرية ومخازن أسلحة في وسط وغرب البلاد، بما يشمل مناطق يزد وكرمنشاه وهمدان.
ومن داخل طهران تصاعد دخان كثيف في سماء العاصمة الإيرانية، بينما أوردت وسائل إعلام محلية أن الغارات استهدفت مباني تابعة للهلال الأحمر، ومرفقاً فنياً يتبع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
كما أفاد الإعلام الإيراني بمقتل عشرة عناصر من الحرس الثوري الإيراني في غارات استهدفت مواقع عسكرية في محافظة يزد، وهي الخسائر الأبرز التي تُعلَن حتى الآن ضمن هذا التصعيد.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض صاروخ إيراني واحد فقط من بين الصواريخ التي أُطلقت مساء أمس، دون تسجيل إصابات مباشرة، فيما سجلت أضرار في البنية التحتية جنوب البلاد، وتحديداً قرب منشأة حيوية تابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية استهدفت أيضاً منشآت لتخزين وإطلاق الصواريخ، ورادارات متقدمة تُستخدم في تشكيل صورة استخباراتية جوية، إلى جانب مواقع عسكرية تحت الأرض، وطائرات مقاتلة من طرازات "F-14"، "F-5"، و"AH-1"، كانت مخصصة لشن هجمات مستقبلية على إسرائيل، وفق زعمه.
وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد في مدن إيرانية عدة، أبرزها تبريز وخرم آباد، في حين قالت إيران إنها أسقطت أربع طائرات مسيرة إسرائيلية في غرب البلاد. كما نقل الإعلام الإيراني مشاهد لما وصفه بإسقاط طائرة مسيرة فوق مدينة آراك بمحافظة مركزي، وهي المنطقة التي تضم منشآت نووية حساسة.
هذا وأكد الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن الغارات تأتي في إطار "تعزيز السيطرة على المجال الجوي الإيراني"، ومواصلة العمليات العسكرية حتى "تحقيق الأهداف الأمنية المعلنة". كما أشار البيان إلى أن بعض الغارات استهدفت منشآت لتصنيع محركات صواريخ أرض-أرض في عمق الأراضي الإيرانية.
من جهته، اعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط إحدى طائراته المسيّرة في الأجواء الإيرانية، لكنه أكد "عدم وجود خطر من تسرب معلومات حساسة"، فيما لا تزال عمليات التقييم للنتائج الميدانية جارية.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن موقع "بارشين"، الذي يضم مجمعاً عسكرياً كبيراً جنوب شرق طهران، تعرض هو الآخر لضربات إسرائيلية، دون أن تقدم تفاصيل إضافية بشأن حجم الخسائر أو الرد المحتمل.
الجدير بالذكر أن هذا التصعيد العسكري يأتي في أعقاب ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية قبل أيام، ما أشعل وتيرة الردود المتبادلة، وأدخل المنطقة في دوامة جديدة من التوتر. وقد حذرت عدة عواصم دولية من احتمال انزلاق الصراع نحو مواجهة إقليمية أوسع، فيما تتواصل المساعي الدبلوماسية الدولية والعربية لوقف التصعيد.
ومع تصاعد وتيرة الضربات المتبادلة، لا تزال حالة التأهب القصوى تسود الأجواء العسكرية في الجانبين، وسط دعوات أممية ودولية متكررة لضبط النفس، والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر