بروكسل - المغرب اليوم
أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة من خلال زيادة عدد شاحنات المساعدات وفتح المعابر وإعادة فتح طرق الإمداد الحيوية. وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن هذه الإجراءات إما جارية أو ستُنفذ في الأيام المقبلة، مع تفاهم مشترك على ضرورة إيصال المساعدات بشكل واسع ومباشر إلى السكان داخل القطاع.
وقالت كالاس في بيان رسمي إن الاتفاق يشمل فتح المزيد من المعابر، وزيادة دخول شاحنات المساعدات والغذاء إلى غزة، والبدء في إصلاح البنى التحتية الحيوية، مع ضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة. وأضافت: "نعتمد على إسرائيل في تنفيذ جميع الإجراءات التي تم الاتفاق عليها بالكامل".
جاء هذا الإعلان بعد أيام من إعلان كالاس عن مراجعة شاملة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في ظل ما وصفته بـ"الوضع الكارثي" في غزة نتيجة الحصار المستمر والتدهور الإنساني الكبير.
بدوره، شدد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، على الحاجة الماسة إلى تحرك فعلي على الأرض ورفع الحصار عن غزة، معتبراً أن الوضع الإنساني في القطاع "بالغ السوء". وأشار إلى ضرورة وصول المساعدات فوراً وبلا عوائق، مؤكداً أن التدخل الأوروبي يجب أن يكون فعّالاً لتحقيق تحسن حقيقي.
وكانت كالاس قد وصفت في تصريحات سابقة ممارسات إسرائيل في غزة بأنها "إبادة جماعية"، وهو تعبير أثار جدلاً واسعاً. وأوضحت أن المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها، رغم أهميتها، لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
على صعيد آخر، أكدت مصادر أوروبية أن هناك مراجعة مستمرة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مع توجه لفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في أعمال عنف، على الرغم من وجود دولة عضو واحدة تعرقل تطبيق تلك العقوبات، دون الكشف عن اسمها، لكن تقارير أشارت إلى أن هذه الدولة هي التشيك.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بقرار الاتحاد الأوروبي بالمراجعة، مشيراً إلى أن 17 دولة عضو من أصل 27 تدعم هذه الخطوة.
وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي إن القادة الأوروبيين ناقشوا خلال قمة يونيو الأخيرة الأوضاع في غزة والشرق الأوسط، واتفقوا على ضرورة تحسين الأوضاع على الأرض والسعي لحل دبلوماسي يستند إلى حل الدولتين.
وأضاف المسؤول أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي ستعرض مجموعة خيارات على وزراء خارجية الدول الأعضاء في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية المقرر عقده في 15 يوليو، بناءً على التطورات الميدانية الأخيرة.
وتأتي هذه الخطوات الأوروبية في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة في غزة، مع تعقيدات سياسية وأمنية كبيرة في المنطقة، وسط دعوات متزايدة لرفع الحصار وتحسين ظروف المدنيين في القطاع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر