أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، حواراً صريحاً ومهماً مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا، تناول خلاله الحرب المستمرة في أوكرانيا. وأعرب روبيو عن خيبة أمل وإحباط واشنطن من عدم إحراز تقدم ملموس في المسار الدبلوماسي لإنهاء النزاع، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محبط من عدم مرونة الجانب الروسي في هذا الملف.
وقال روبيو عقب اللقاء إن هناك حاجة ماسة لوضع خارطة طريق واضحة للمضي قدماً في سبيل إنهاء الحرب التي خلفت آلاف الضحايا ودماراً واسعاً. وأضاف: "نحن محبطون من عدم إحراز المزيد من التقدم، الأمور تسير بصعوبة، ونحتاج إلى خطوات فعلية لإنهاء النزاع".
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل حالياً مع مجلس الشيوخ على إعداد حزمة عقوبات جديدة تستهدف روسيا بسبب استمرار الصراع في أوكرانيا.
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الروسية اللقاء بين لافروف وروبيو بأنه كان "بناءً" واتسم بالاحترام المتبادل، مؤكدة استمرار الحوار بين الطرفين. وقالت الوزارة إن المناقشات شملت ملفات عدة من بينها أوكرانيا وإيران وسوريا، مع التعبير عن رغبة مشتركة في البحث عن حلول سلمية للنزاعات.
يأتي هذا اللقاء في ظل تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعرب عن عدم رضاه عن أداء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانتقد تعنت موسكو في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما أشار ترمب إلى أنه يدرس فرض عقوبات إضافية على روسيا، معتبراً أن استمرار الحرب يؤدي إلى مقتل الكثير من الأشخاص بمن فيهم الجنود.
في المقابل، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف "التصرفات والأقوال المتناقضة" لإدارة ترمب، معتبراً أن هذه التناقضات تزيد من صعوبة الموقف، رغم حرص موسكو على تحسين العلاقات مع واشنطن. وأكد ريابكوف قدرة روسيا على مقاومة العقوبات الأمريكية المحتملة، مشيراً إلى نجاح بلاده في تطوير آليات بديلة لتلبية احتياجاتها الاقتصادية عبر إحلال الواردات.
وكان ترمب قد تعهد سابقاً بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعاً، لكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الوعد، كما لم تسفر جهود إدارته عن تقدم في مسار السلام حتى الآن.
ويُظهر اللقاء الأخير بين روبيو ولافروف استمرار المحادثات رغم التوترات، وسط مساعي دولية متزايدة لإنهاء النزاع وتحقيق استقرار في المنطقة.
وتتصاعد الحرب في أوكرانيا منذ أكثر من عامين، بعد أن شنت روسيا عملية عسكرية واسعة على الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022. هذا الصراع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، وأدى إلى نزوح ملايين الأشخاص، وأثار أزمة إنسانية واقتصادية كبيرة في المنطقة.
الحرب أثرت أيضاً على العلاقات الدولية، خاصة بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. الولايات المتحدة، بقيادة إدارة ترمب سابقاً، فرضت عقوبات اقتصادية متتالية على روسيا، ووفرت دعماً عسكرياً وأمنياً لأوكرانيا. في المقابل، تسعى موسكو إلى تحجيم النفوذ الغربي في المنطقة، ورفضت بشدة وقف إطلاق النار أو أي تسوية لا تلبي مصالحها الاستراتيجية.
التوترات بين روسيا والولايات المتحدة زادت من تعقيد محاولات التفاوض على حل سياسي للنزاع، خاصة مع اختلاف وجهات النظر حول مسؤولية الحرب وشروط وقف إطلاق النار. إدارة ترمب أبدت انزعاجها من عدم مرونة روسيا، في حين تؤكد موسكو على ضرورة احترام مصالحها الأمنية وعدم التدخل في شؤونها.
لقاء وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في ماليزيا يمثل محاولة مستمرة للحوار رغم الخلافات العميقة، ويأتي في ظل ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب التي تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
في الوقت نفسه، تستمر الدول الغربية في النظر إلى فرض عقوبات إضافية على روسيا، بينما تحاول موسكو التكيف مع هذه العقوبات عبر تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها على الدول الغربية. كل هذه العوامل تجعل من الصعب الوصول إلى حل سريع للنزاع، لكن الحاجة لخارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب تظل مطلباً أساسياً للجميع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر