صنعاء ـ المغرب اليوم
شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في محافظة الحديدة والساحل الغربي لليمن، وذلك في تصعيد جديد للتوتر العسكري بين الطرفين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الضربات استهدفت مواقع استراتيجية تابعة للحوثيين، بينها منشآت في ميناء الحديدة، في محاولة لمنع إعادة بناء البنية التحتية التي تستخدمها الجماعة في شن هجماتها الصاروخية.
وزير الدفاع الإسرائيلي صرح بأن الغارات جاءت رداً على استمرار إطلاق الصواريخ من الأراضي اليمنية تجاه إسرائيل، متوعداً الحوثيين بدفع ثمن باهظ على ما وصفه بـ"الاعتداءات المتكررة". وأضاف أن بلاده ستواصل استهداف أي منشآت أو قدرات عسكرية يجري استخدامها لتهديد الأمن الإسرائيلي، مشيراً إلى أن تل أبيب ترفض السماح للحوثيين بإعادة استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية.
من جانبها، أكدت جماعة الحوثيين أن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت رصيفاً في ميناء الحديدة أعيد بناؤه مؤخراً، دون أن تشير إلى حجم الخسائر البشرية أو المادية جراء الضربة. وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الحوثيين عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب باستخدام صاروخ باليستي بعيد المدى، وقالت الجماعة إن العملية حققت هدفها وأدت إلى حالة من الهلع وتعليق حركة الطيران في المطار.
وكانت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد رصدت، الجمعة الماضية، صاروخاً أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق، وأعلنت القناة الإسرائيلية المعنية بالشؤون الأمنية أن الصاروخ المذكور هو الثاني من نوعه خلال 48 ساعة، وأنه تسبب فعلاً في تعليق الرحلات في مطار بن غوريون لفترة مؤقتة.
وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد متواصل بدأ منذ أواخر عام 2023، حيث كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة على إسرائيل، وكذلك على سفن في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بها. وفي المقابل، واصلت إسرائيل شن غارات جوية على مواقع سيطرة الحوثيين في اليمن، شملت موانئ رأس عيسى والصليف والحديدة، بمشاركة نحو عشرين طائرة مقاتلة في بعض الأحيان.
وكانت جماعة الحوثيين قد تبنّت الأسبوع الماضي مسؤولية تنفيذ هجوميْن استهدفا سفينتين تجاريتين قبالة السواحل اليمنية، وهو ما اعتبرته تل أبيب تهديداً مباشراً لحركة الملاحة البحرية في المنطقة. وردّ الجيش الإسرائيلي بنشر مقاطع فيديو توثّق لحظات انطلاق مقاتلاته من قواعدها لتنفيذ الغارات، في رسالة واضحة بأن الرد سيكون سريعاً وحاسماً على أي استهداف جديد.
التصعيد الحالي بين إسرائيل والحوثيين يعكس اتساع رقعة المواجهة الإقليمية، ويضع المزيد من الضغوط على الأطراف الدولية المعنية بمحاولة احتواء النزاع وتجنب تحوّله إلى صراع مفتوح تتأثر به حركة التجارة والملاحة في البحر الأحمر، فضلاً عن استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر