غزة ـ المغرب اليوم
كثف الجيش الإسرائيلي، أمس، عمليات القصف المكثف على مدينة غزة، مستخدمًا مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، في إطار تصعيد ميداني متزامن مع المصادقة على ما وصفه رئيس الأركان إيال زامير بـ"الفكرة المركزية" لخطة الهجوم المقبلة على القطاع. وأعلن جيش الاحتلال في بيان أن رئاسة الأركان عقدت اجتماعًا موسعًا ضم كبار القادة الأمنيين والعسكريين، جرى خلاله اعتماد الخطوط العريضة للخطة العسكرية الجديدة التي تحدد خطوات المرحلة القادمة في الحرب على غزة.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي قد أقر، الجمعة الماضية، خطة تهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، والانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية، وسط تسريبات إعلامية تحدثت عن خلافات بين رئيس الأركان زامير ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول طبيعة الخطة، وأولويات التنفيذ، ومدى توافقها مع الأهداف السياسية المعلنة للحرب.
بالتوازي مع هذا التصعيد الميداني، فجرت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة غضب عربية ودولية، بعد أن تحدث علنًا عن "أحلامه التوسعية" واعتبر نفسه في "مهمة تاريخية وروحية" مرتبطة بمشروع "إسرائيل الكبرى". هذه التصريحات اعتُبرت استفزازية وتمس سيادة الدول العربية وتهدد استقرار المنطقة.
في هذا السياق، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه تصريحات نتنياهو، مؤكدة رفض المملكة التام لكل المشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال، ومشددة على الحق التاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه وفق القرارات الدولية والمواثيق الأممية ذات الصلة.
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، هذه التصريحات، واعتبرها "انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، واعتداءً سافرًا على سيادة الدول ووحدة أراضيها". وأضاف أن مثل هذه المواقف تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي وتتطلب تحركًا عاجلًا لوقفها.
ولم تقتصر ردود الفعل على السعودية ودول الخليج، إذ أصدرت كل من الأردن وقطر بيانات مماثلة أكدت فيها رفضها الكامل لأي طروحات توسعية، معتبرة أن تصريحات نتنياهو تكشف بوضوح النوايا الحقيقية للاحتلال في فرض واقع جديد بالقوة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
هذا المشهد يعكس تداخل المسارات الميدانية والسياسية في الأزمة، حيث يسير التصعيد العسكري في غزة جنبًا إلى جنب مع مواقف وتصريحات سياسية متشددة من القيادة الإسرائيلية، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات ويضع المنطقة على صفيح ساخن، في ظل غياب أي أفق واضح للحل أو التهدئة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر