القاهرة - المغرب اليوم
شهدت مصر خلال الأسابيع الماضية نشاطًا زلزاليًا متزايدًا أثار قلقًا واسعًا بين سكان عدد من المحافظات، لا سيما في مناطق مثل دلتا النيل ومرسى مطروح. وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عبر شبكته القومية لرصد الزلازل، تسجيل عدة هزات ارتدادية مرتبطة بزلازل كبيرة في منطقة البحر المتوسط.
في 22 مايو الماضي، ضرب زلزال قوي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر جزيرة كريت اليونانية على بعد نحو 499 كيلومترًا شمال مرسى مطروح، تبعه أكثر من 30 هزة ارتدادية أضعف من 3.8 درجة. ثم سجلت أجهزة الرصد هزة أخرى يوم 3 يونيو بقوة 5.8 درجة قرب الحدود التركية، تبعتها حوالي 16 هزة ارتدادية أقل من 3.5 درجة.
وقال الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن هذه الهزات طبيعية بسبب وجود حزام زلزالي نشط يمتد عبر شرق البحر المتوسط، لكنه أكد أن مصر لا تقع ضمن نطاق الحزام الزلزالي النشط المباشر، حيث يبعد نحو 350-450 كيلومترًا عن البلاد.
وأضاف أن المصريين يشعرون بهذه الهزات عندما تتجاوز قوتها 6 درجات، خاصة إذا كانت الزلازل عميقة، كما أن طبيعة التربة الطينية في بعض مناطق الدلتا تضخم من تأثير الموجات الزلزالية.
وأشار عبد الهادي إلى أن مصر تمتلك نحو 90 محطة رصد زلزالي متطورة موزعة في المناطق النشطة، مع تعاون دولي مستمر مع محطات في كريت واليونان وتركيا، تسمح بمراقبة وتحليل النشاط الزلزالي على مدار الساعة.
وأوضح أن مصر شهدت في السابق زلازلًا مدمرة، كان أبرزها زلزال القاهرة عام 1992 الذي تسبب في سقوط المئات من القتلى وأضرار واسعة، بالإضافة إلى زلزال خليج السويس عام 1969 الذي خلف خسائر محدودة.
وفي سياق الاستعدادات، أكد المعهد وجود كود بناء خاص بالزلازل تم تحديثه وسيصدر رسميًا خلال عام 2025، كما أطلق المركز إرشادات مهمة للمواطنين حول كيفية التصرف في حالات الهزات الأرضية القوية.
وعلى الرغم من التقدم الكبير في أنظمة الرصد، أكد رئيس قسم الزلازل أن التنبؤ الدقيق بموعد الزلازل لا يزال غير ممكن بسبب التعقيدات الجيولوجية.
وفي المقابل، عبّر عدد من المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي عن قلقهم من تكرار الهزات، مطالبين الدولة بتكثيف حملات التوعية وتعزيز استعدادات الطوارئ لتقليل المخاطر على الأرواح والممتلكات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر