القدس المحتله - المغرب اليوم
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة في قطاع غزة تمتد لـ60 يوماً، تشمل في مرحلتها الأولى إطلاق سراح نحو نصف عدد الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، في إطار تفاهمات يجري التفاوض بشأنها حالياً. وأضاف نتنياهو في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" الأميركية أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بإعادة جميع الرهائن، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستشارك، على الأرجح، في توزيع المساعدات الإنسانية خلال فترة الهدنة، مؤكدًا رفض بلاده لأي نظام مساعدات يكون خاضعًا لحركة حماس.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن بلاده جادة في مساعيها لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الهدف ممكن، لكنه مرهون بالتوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة يمكن البناء عليها لاحقاً لمفاوضات تهدف إلى وقف دائم للعمليات العسكرية.
في هذا السياق، كشف مصدر مطلع أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، نقل رسالة إلى حماس عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، تتضمن التزام الإدارة الأميركية الحالية بتمديد الهدنة إلى ما بعد فترة الستين يوماً في حال استمرت المفاوضات. وأكد ويتكوف، وفق ما نقله موقع "أكسيوس"، أن إسرائيل وحماس تمكنتا من حل ثلاث من أصل أربع قضايا خلافية خلال محادثات غير مباشرة عُقدت في الدوحة، في حين لا يزال موضوع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة يمثل العقبة الرئيسية أمام التوصل لاتفاق نهائي.
بالتزامن مع ذلك، أفادت مصادر أمنية أن إسرائيل تدرس تنفيذ انسحاب جزئي من محور "موراغ"، وهو ممر عسكري استراتيجي أنشأته في أبريل 2025 ويمتد من ساحل غزة غرباً إلى حدود مدينة رفح شرقاً، مروراً بخان يونس. ويهدف هذا المحور إلى فصل جنوب قطاع غزة عن وسطه وشماله، وفرض سيطرة ميدانية على المنطقة، بما في ذلك تقويض قدرات حماس اللوجستية والعسكرية.
وبحسب المصادر، فإن الانسحاب المحتمل سيشمل الجزء الساحلي من المحور حتى منتصفه، فيما سيتولى سلاح البحرية الإسرائيلي تأمين هذا الجزء، مع إبقاء الطائرات المسيّرة في الجو لرصد التحركات وتوثيق الأوضاع الميدانية في المناطق التي سينسحب منها الجيش. وذكرت المصادر أن هذا الإجراء قد يكون تمهيدًا لفتح ممر إنساني يسمح بعبور السكان من جنوب القطاع إلى شماله، في خطوة تحمل أبعادًا إنسانية وأمنية على حد سواء.
يُشار إلى أن محور "موراغ" سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى المستوطنة الإسرائيلية السابقة التي كانت قائمة في المنطقة نفسها قبل أن تخليها إسرائيل ضمن خطة "فك الارتباط" عام 2005. ويصف رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا المحور بأنه "فيلادلفيا 2"، على غرار الممر الأمني الذي أُنشئ سابقاً على الحدود بين غزة ومصر لمنع تهريب الأسلحة عبر الأنفاق.
ورغم الحديث عن هدنة وفتح ممرات إنسانية، تصر إسرائيل على الاحتفاظ بوجود عسكري دائم في هذا المحور حتى بعد أي اتفاق محتمل، وهو ما ترفضه حماس، التي تطالب بضمانات بانسحاب الجيش الإسرائيلي وعدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة المفاوضات، إضافة إلى أن تتولى الأمم المتحدة عملية توزيع المساعدات وفق الآلية القديمة، بعيداً عن المؤسسات المدعومة إسرائيلياً وأميركياً مثل "مؤسسة غزة الإنسانية".
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، منذ مساء الأحد الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاق يتضمن هدنة تمتد لشهرين تُفرج خلالها حماس عن 10 رهائن أحياء، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، في حين لا يزال 49 من أصل 251 رهينة محتجزين في غزة، وتؤكد إسرائيل أن 27 منهم قد لقوا مصرعهم، بينما يُعتقد أن 20 آخرين لا يزالون على قيد الحياة.
وترتبط فرص التوصل إلى اتفاق شامل بقدرة الأطراف على تجاوز الخلاف بشأن محور "موراغ"، الذي يمثل العقبة الأبرز حاليًا، مع استمرار الضغوط الأميركية والدولية لدفع الجانبين إلى تسوية قد تكون بداية لنهاية الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
واشنطن تحذّر لبنان وتشدّد على ضرورة نزع سلاح وبنية حزب الله لتحقيق الأمن والاستقرار الوطني
الحوثيون يتبنون هجوماً على سفينة الشحن "إترنيتي سي" غرب اليمن ويتسببون في غرقها ومقتل ثلاثة من طاقمها


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر