مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة
آخر تحديث GMT 08:00:22
المغرب اليوم -

تعبر عن العلاقة بالإيمان والأخلاق والسياسة والمال

"مَتن المثل المغربي الدّارج" يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مَتن المثل المغربي الدّارج
الرباط - المغرب اليوم

من يبغي الاطلاع على التّعبيرات الشفهيّة عن حكمة المغاربة وقيَمِهم ورؤيتهم لثقافتهم، بتعدّدها، ورؤيتهم الآخرين، يجد ضالّته في "مَتن المثل المغربي الدّارج"، الذي يوثّق أزيد من عشرة آلاف مثلٍ يعبّر عن علاقة المغاربة بالإيمان والأخلاق والسياسة والمال، ويشهد على تفاعلات اجتماعهم، فضلا عن أمثال تنبز أو تسفِّه، أو تعض المتَّعِضَ، وتقيم الحُجَّة على غيرِه.

وصدرت هذه المدوَّنَة الضّخمة التي يقرب عدد صفحاتها من 800 صفحة من القطع الكبير، ضمن "سلسلة التراث"، عن مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، وقامت على جمعه وضبطِه وتحقيقه الجمعية المغربية للتّراث اللّغوي "AMAPATRIL"، في شخص أعضائها زكيّة عراقي سيناصر، وعبد الرحيم يوسي، وفوزية بنجلون، وحفيظة العمراني، ومحمد الدهبي، وعبد الحق الشرّادي.
وفي مقدّمة الأكاديمي الرّاحل محمد بنشريفة لهذا المَتْن، ذكر أنّ إنجازه جاء في سياق مشروع تنهض بتنفيذِه أكاديمية المملكة المغربية، ويتمثّل في جمع التّراث الشّعبيّ المغربيّ وتحقيقه ونشره ودراستِه، مضيفا أنّ الأمثال الواردة فيه يزيد عددها عن سبعة عشر ألفا، دون أن يعني ذلك إحصاءَهُ كلَّ الأمثال السّائرة في المغرب.
ويستشهد بنشريفة برأي كاتب "علم الأمثال الألمانية"، الذي لاحظ أن أمثال الطّبقة المتوسّطة هي التي غالبا ما تعبّر عن تجارب إنسانية، وهي الأكثر وفرة وانتشارا، كما استحضر حديثَ أحمد أمين عن مَزِيَّة الأمثال المتمثّلة في كونها تنبع من كلّ طبقات الشّعب.
ويرى الباحث أن المرجعية التّاريخية لعدد من الأمثال المغربية تدلّ على عراقة المجتمع المغربي واستمرارية تجاربه وخبراته، مذكّرا بأن الأمثال كانت ومازالت تنتقل عن طريق الرواية الشفوية، مقدّما مثالا بالأمثلة الفصيحة التي رويت شفويا ثم دُوِّنَت، في مجتمعات عرفت تراكما حضاريا مثل المجتمع العباسي والمجتمع المصري والمجتمع الأندلسي المغربي.
وذكر بنشريفة أنّ دراسة المدوَّنات التي جمعها وحقّقها كشفت له أنّ عددا من الأمثال التي تسمّى مولّدة أو عامية هي أمثال فصيحة في الأصل، ولكن اعتراها "الابتذال"، كما عبّر عن ذلك الأقدمون للدّلالة على "التّغيير في ألفاظ الأمثال أو في تراكيبها أو في معانيها، أو في سوء أدبها وقلّة حيائها".
وكانت الأمثال المغربية، وفق الأكاديمي الرّاحل، مجالا تلاقى فيه أهل الثقافة العالِمة وذوو المعرفة العامية، مضيفا أن هذا التلاقي يُرى في المُزواجَة بين الأمثال الفصيحة والأمثال العامية عند الزّجّالي وابن عاصم وابن عبّاد الرنْدي وأبي مدين الفاسي وأبي علي اليوسي، كما يتجلّى في المجالس العلمية بالمساجد التي كانت مفتوحة في وجه عامّة النّاس.
ووضّحت الجمعية المغربية للتّراث اللّغوي أن هذه الأمثال وُضِعَت حسَبَ التّرتيب الأبجدي، وزادت أن لـ5 بالمائة منها شكل أو هي من أصل فصيح، وأغلبها من المتن العربي وبعض الأحاديث النبوية أو آيِ القرآن. وتضيف الجمعية المشرِفة على هذا المتن أنّها اعتمدت "الدّقّة في تدوين كلّ عناصر النّطق ذات الوظائف المميّزة"، وحرصت كلّما تيسّر ذلك على "الإبقاء على القواعد الإملائية للفُصحى، مع اعتماد اقتصاد في الرّموز".
وتفسّر الجمعية اختيارها عدمَ شَكل الأمثال بإثقالِها التّراكيبَ بالرّموز، وزيادتها القراءة تعقيدا وتعثُّرا حين تُجبَر العينُ على التوقُّف عند كلِّ حرف وما أحاط به من علامات الشّكل ورموز إملائية أخرى زائدة عن الحاجة، علما أنّ العين عند مسحها تراكيب النّصّ المكتوب لا تقف عند كلّ حرف من حروف الكلِمات، بل تقتطف صورا تركيبية ودلالية في آن واحد.
كما وضّح المصدر نفسه أنّ لولوج النّص عند قراءة نصوص من العامّيّة التي هي اللغة الأم، والقارئ على دراية فطرية بجميع وظائفها، لا يكون في حاجة إلّا للتّطابقات بين الشّفرة الأبجدية للبنيات التركيبية المؤسِّسَة لها، والمضامين السوسيو ثقافية للعشيرة.
واستباقاً لردودٍ قد تعتبر بعض ما ورد من الأمثال بذيئا أو فيه تشجيع على البذاءة، أوردت الجمعية مقتطفا من مقدّمة الراحل بنشريفة لكتابِه "عيون الأخبار"، قال فيه: "وإذا مرّ بكَ حديث فيه إفصاح بذكر عورة أو فرج أو وصف فاحشة، فلا يحملنّك الخشوع أو التّخاشع على أن تصعر خدّك وتُعرِض بوجِك، فإن أسماء الأعضاء لا تؤثم وإنّما المأثَم في شتمِ الأعراض، وقول الزّور والكذب وأكل لحوم النّاس بالغيب...".

قد يهمك ايضا:

أثريون يدّعون للاهتمام بترميم "كنوز مصر المنسية"

باحثون أثريون يفحصون رأسًا لمومياء فرعونية مشوهة كليًّا

  


 
 
 
 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة مَتن المثل المغربي الدّارج يوثّق أكثر من 10 آلاف حكمة



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت - المغرب اليوم

GMT 18:52 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
المغرب اليوم - دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

GMT 20:54 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

فوز صنز وجاز في مستهل مشواريهما في دوري السلة الأميركي

GMT 02:28 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

بيولي يكسر عقدة يوفنتوس بفوز تاريخي

GMT 03:07 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

المرايا في "ديكورات" 3 غرف نوم نجمات عالميات

GMT 02:31 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

ريال مدريد يفجر مفاجأة بشأن رحيل حكيمي

GMT 09:27 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

أفضل الزيوت لمكافحة الشيخوخة

GMT 05:54 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

كيم كاردشيان تخطف الأضواء لصالح مجلة شهيرة

GMT 23:16 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل العطور النسائيه الجديده لنفحات عذبة

GMT 22:26 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

السفر إلي المكسيك والأستمتاع علي شواطئ تولوم

GMT 16:46 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات ساحلية اقتصادية لشهر العسل

GMT 18:38 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

ديربي فاس في الخميسات بدون جمهور
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib