الواقعيّة السحريّة سيطرت على أعمال الروائي البرازيلي الراحل أمادو
آخر تحديث GMT 10:40:06
المغرب اليوم -

استند إلى حكايات المهمّشين والفقراء والمهاجرين العرب

الواقعيّة السحريّة سيطرت على أعمال الروائي البرازيلي الراحل أمادو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الواقعيّة السحريّة سيطرت على أعمال الروائي البرازيلي الراحل أمادو

الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو
القاهرة ـ المغرب اليوم

غادر عالمنا صاحب "دروب الجوع"، في مثل هذا اليوم منذ 13 عامًا، تاركاً خلفه مئات الشخصيات تحيا وتموت في رواياته الأربعين، رحل الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو، في الـ 5 من آب/أغسطس من عام 2001، بعد أن تدهورت صحته، وأدخل المستشفى في مدينة سلفادور دي باهي، إثر معاناة دامت طويلاً مع مرض السكري.
وعرف أمادو أنه الروائي الذي أتقن أكثر من غيره وصف الروح البرازيلية الغنائية والمأساوية والمتصوفة، فحكاية حياته بدأت بمشهد واقعي سحري، إذ ولد مصحوباً برائحة الكاكاو، فقد أبصر النور في العاشر من أغسطس/ آب من عام 1912 في مزرعة كاكاو، في جنوب ولاية باهيا.
وظلّ "الكاكاو" يرافق مسيرته حتى فارق الحياة، حيث تعلّم القراءة في مدينة إيلبوس، المدينة التي كانت في أوائل القرن العشرين أكبر مركز لإنتاج الكاكاو في بلاده، ثم انتقل ليكمل دراسته في عدد من مدارس سلفادور، في ولاية باهيا، وهناك عاش حياة غرائبية، مملوءة بالدهشة والمفاجآت والفكاهية، اقترب فيها من تفاصيل عامة الناس ليصبحوا بعد ذلك أبطال رواياته الفاتنة.
واستند أمادو، في أسلوبه الروائي الساخر والغرائبي، إلى حكايات المهمشين والفقراء، فقال عنه النقاد "أمادو كاتب ملتزم بالحرب ضد الفساد والقمع وكل صور الظلم الاجتماعي، ولكنه يقول كل هذا في رواياته دون صراخ، وبأكبر قدر ممكن من الحيادية الظاهرية، يولد الخير من رحم الشر، ويقيم حفلاً للحياة في لحظات الموت".
ودفع أمادو ثمن نشاطه السياسي، فقد صودرت روايته الثانية "كاكاو"، الصادرة عام 1933، واعتقل مرات عدة أثناء حكم الرئيس اليميني فارغاس من عام 1930 إلى 1945، ثم من 1950 إلى 1954، وأمر فارغاس بإحراق روايات أمادو الست الأولى في إحدى الساحات العامة.
كل ذلك لم يمنع أمادو من مواصلة مشواره السياسي والأدبي، إلا أنه بعد الكشف عن جرائم ستالين، بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، ترك أمادو الحزب الشيوعي، معلناً أنه "قد يكون أكثر فائدة لشعبه ككاتب منه كسياسي".
وفي عام 1941، غادر أمادو البرازيل إلى منفاه في الأرجنتين، وتزوج الكاتبة زيليا غاتاي، وأنجب منها طفلين، وانتُخب لعضوية البرلمان بعدد كبير من أصوات الناخبين، في عام 1946، ولكن الحكومة العسكرية ما لبثت أن ألغت شرعية الحزب الشيوعي، فاضطر إلى مغادرة وطنه، ليعيش متنقلاً ما بين فرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي، ولم يتمكن من العودة إلى بلاده إلا في عام 1952.
وحقّق أمادو شهرة عالمية، حيث ترجمت رواياته إلى 54 لغة، وعرف على نطاق واسع في البلدان العربية، واشتهرت بصورة خاصّة رواياته "دروب الجوع"، و"غبرييلا قرفة وقرنفل"، و"كانكان العوام الذي مات مرتين"، التي مسرحها المخرج السوري حاتم علي، وقدمت على أحد المسارح السورية .
وكان للمهاجرين العرب في البرازيل حضوراً بارزاً في رواياته، لاسيّما في "غبرييلا قرفة و قرنفل" الصادرة عام 1985، إذ أنّ البطل الرئيسي هو المهاجر العربي نسيب سعد، وكذلك روايته المكرسة بمجملها لمهاجرين عرب، جميل بشارة السوري، ورضوان مراد اللبناني، وقد صدرت عام 1995 تحت عنوان "كيف اكتشف التوركو أميركا"، و"التوركو" هي التسمية التي تُطلق في البرازيل على المهاجرين ذوي الأصول العربية.
وبعد أن أكمل عامه الـ85، أعلن أنه يشعر بقدوم الموت، وقال في حوار أجراه بعد نكسة صحية "لا يعجبني الموت بشيء على الرغم من أني لا أخشاه، وأقل من ذلك بكثير تعجبني الشيخوخة، مع أنها تقدم الكثير من الخبرة، وأنا فضولي بصورة مفرطة ويعجبني معرفة ما الذي سيحدث في عالم الأعوام المقبلة، لذلك ليس لدي أيّة إرادة للموت، الحياة تعجبني كثيراً".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقعيّة السحريّة سيطرت على أعمال الروائي البرازيلي الراحل أمادو الواقعيّة السحريّة سيطرت على أعمال الروائي البرازيلي الراحل أمادو



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 10:40 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

ياسمين صبري تستعد لخوض مغامرة سينمائية جديدة
المغرب اليوم - ياسمين صبري تستعد لخوض مغامرة سينمائية جديدة

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib