وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي اتفاقيتين جديدتين؛ الأولى للتعاون بين البلدين، والأخرى للمعادن الحيوية، فيما يبشر بـ"عصر ذهبي للعلاقات" بين البلدين، بحسب تعبير تاكايتشي خلال استقبالها ترامب في طوكيو يوم الثلاثاء.
واستقبلت تاكايتشي ترامب في مقر إقامتها في العاصمة اليابانية، في أول لقاء وجهاً لوجه لها مع الزعيم الأمريكي، بعد أيام قليلة من توليها منصبها.
وقد وصل ترامب إلى طوكيو مساء الاثنين، في زيارة جاءت بعد ذهابه إلى ماليزيا، وقبيل اجتماعه في كوريا الجنوبية بنظيره الصيني شي جين بينغ، في لقاء قد يخفف من وطأة الحرب التجارية المستعرة.
وقالت تاكايتشي: "أود أن أحقق عصراً ذهبياً جديداً للتحالف الياباني الأمريكي، حيث ستصبح كل من اليابان والولايات المتحدة أقوى وأكثر ازدهارا".
وأفاد بيان أن الجانبين وقّعا أيضاً اتفاقية تهدف إلى "تحقيق المرونة والأمن لسلاسل توريد المعادن الأساسية والمعادن الأرضية النادرة".
يأتي ذلك بعد أن أعلنت بكين هذا الشهر عن قيود شاملة على صناعة المعادن الأرضية النادرة، ما دفع ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة على الواردات من الصين.
وتسعى واشنطن جاهدةً لتنويع مصادرها من المعادن الأساسية لتقليل اعتمادها على الصين، التي تحتكر معالجة هذه المعادن بشكلٍ شبه كامل.
وفي الأيام الأخيرة، وقّعت الولايات المتحدة سلسلةً من الصفقات مع ماليزيا وتايلاند وأستراليا بشأن المعادن النادرة، وهي ضرورية لإنتاج معظم الأجهزة الإلكترونية والسيارات الكهربائية والمعدات العسكرية.
وعلى الرغم من أن اليابان لديها مخزون وافر من المعادن الأرضية النادرة، إلا أن معظمه مغمورٌ بالمياه، ما يجعل استخراجه أمراً ليس بالهيّن.
حلفاء "على أعلى مستوى"
خلال الزيارة، قال ترامب لتاكايتشي: "نحن حلفاء على أعلى مستوى، ويشرفني أن أكون معكم، لا سيما في هذه المرحلة المبكرة من عهد ما أعتقد أنه سيكون عهد إحدى أعظم رؤساء الوزراء".
في المقابل، أشادت تاكايتشي، أول رئيسة وزراء يابانية، بجهود ترامب الرامية إلى وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا، و"إنجازه التاريخي غير المسبوق" المتمثل في اتفاق غزة، متعهدة بترشيحه لجائزة نوبل للسلام، وفقاً للبيت الأبيض.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين، إن تاكايشي، الحليفة المقربة لصديق ترامب ولشريكه في رياضة الغولف، شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني الراحل، صرحت بأنها سترشح ترامب لجائزة نوبل للسلام.
ويمكن لهذه العلاقة الوثيقة مع زعيم الولايات المتحدة، الشريك الأمني والتجاري الرئيسي لليابان، أن تساعد تاكايشي في تعزيز مكانتها السياسية الضعيفة في الداخل.
فرغم أنها شهدت زيادة في الدعم الشعبي منذ توليها رئاسة الوزراء، إلا أن حكومتها الائتلافية لا تزال على بُعد صوتين من تحقيق الأغلبية في مجلس النواب.
ورحب ترامب بتعهد رئيسة وزراء اليابان بتسريع وتيرة التعزيزات العسكرية اليابانية وشراء معدات عسكرية أمريكية الصنع.
وقالت تاكايتشي إن حكومتها ستحقق هدفها المتمثل في إنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، أي قبل عامين من الموعد المحدد.
وترغب الولايات المتحدة، التي لديها حوالي 60 ألف عسكري في اليابان، في أن تنفق طوكيو ما يعادل ربما نسبة 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تعهد بها أعضاء حلف الناتو في يونيو/حزيران.
استثمارات يابانية ضخمة
ومن المقرر أن يلقي ترامب خطاباً الثلاثاء على متن حاملة الطائرات "يو إس إس جورج واشنطن"، الراسية في قاعدة يوكوسوكا البحرية الأمريكية في اليابان.
كما سيتناول العشاء مع قادة الأعمال، ومن المرجح أن يكون من بينهم رئيس شركة تويوتا لصناعة السيارات، قبل أن يسافر يوم الأربعاء إلى كوريا الجنوبية.
وتخضع معظم الواردات اليابانية إلى الولايات المتحدة لرسوم جمركية بنسبة 15 في المئة، وهي رسوم أقل وطأة من نسبة 25 في المئة التي كان يلوح بها في البداية.
ومع ذلك، فإن هذه الرسوم ساهمت في انخفاض صادرات السيارات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 24 في المئة من حيث القيمة على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول.
وتمثل صناعة السيارات نحو 8 في المئة من الوظائف في اليابان.
وبموجب شروط اتفاقية التجارة التي أُبرمت في يوليو/تموز الماضي، والتي أعلن البيت الأبيض عن تفاصيلها، من المتوقع أن تستثمر اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، تشمل بناء السفن، وزيادة مشتريات فول الصويا والغاز الطبيعي وشاحنات النقل الأمريكية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
ترامب يستبعد الترشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2028
ترمب ينتقد اختبار روسيا لصاروخ يعمل بالدفع النووي ويصفه بغير المناسب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر