شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست
آخر تحديث GMT 23:04:58
المغرب اليوم -

شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ "اتفاق البريكست"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ

العلم المغربي
الرباط - كمال العلمي

منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، شهدت علاقات بريطانيا مع المملكة المغربية تطورا كبيرا على كافة المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادي والتجاري؛ فقد حققت المبادلات التجارية بين البلدين أرقاما قياسية مدعومة برغبة كلا البلدين في تطوير شراكاتهما لتشمل مختلف القطاعات والمجالات الحيوية على غرار قطاع الطاقة.

في هذا الصدد، عينت الحكومة البريطانية، مؤخرا، مبعوثا تجاريا لها في المغرب، تزامنا مع بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من أربعة مليارات دولار عند متم النصف الأول من السنة الجارية.

ونقلت وسائل إعلام بريطانية أن لندن تتطلع إلى توقيع اتفاق تجاري جديد من المملكة المغربية، على غرار اتفاقية الشراكة الشاملة التي دخلت حيز التنفيذ في شهر يناير من العام 2021؛ فيما سجل متتبعون للشأن الاقتصادي أن التحولات التي عرفها الاقتصاد البريطاني بعد البريكست، إضافة إلى الرهانات الاقتصادية الجديدة للحكومة البريطانية، كلها مؤشرات تدفع في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين وتدفعا أيضا في اتجاه تموقع المغرب كشريك استراتيجي مهم بالنسبة لبريطانيا على المديين القريب والبعيد.

زخم كبير وارتباط طويل الأمد
ياسين اعليا، خبير اقتصادي، قال إن “العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبريطانيا عرفت زخما كبيرا بعد اتفاق البريكست؛ فقد حاولت المملكة المتحدة، منذ ذلك الوقت، البحث عن شركاء جدد لتعويض خروجها من التكتل الأوروبي بعد تصويت البريطانيين على هذا الخروج في استفتاء 2016”.

وأضاف الخبير الاقتصادي: “اتجهت لندن، بعدها، إلى تعميق شراكاتها مع عدد من الدول؛ من ضمنهم المغرب، الذي وقعت معه اتفاقية للشراكة الشاملة في وقت لاحق من هذا التاريخ”، مسجلا أن “هذه الشراكة الجديدة مكنت من رفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين بنحو 50 في المائة”.

وأفاد اعليا، في تصريح لهسبريس، بأن “بريطانيا سعت، من خلال شراكتها مع الرباط، إلى تعويض وارداتها من المنتجات الفلاحية التي كانت تستقدمها من دول جنوب أوروبا بالمنتجات المغربية، خاصة الحوامض منها والتي تعد المغرب بالمناسبة بين أهم مورديها على المستوى العالمي”، مشيرا إلى “مشروع الربط الكهربائي عن طريق الطاقات النظيفة الذي سيربط البلدين، خاصة أن بريطانيا في الوقت الراهن لديها مجموعة من الالتزامات المتعلقة من مستويات الانبعاثات الكربونية”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المملكة المغربية ستستفيد على المدى القريب الاستفادة من الإنتاج البريطاني على مستوى بحر الشمال والذي يتعلق فيه الأمر أساسا بالنفط والغاز المسال؛ ذلك أن بريطانيا أكثر قربا من المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا”، معتبرا أن “التحولات التي يعرفها الاقتصاد العالمي تؤكد على الحاجة المستقبلية لتكثيف التعاون بين بريطانيا والرباط من أجل تجاوز الصعوبات التي يمر منها الاقتصاد البريطاني بعد محطة البريكسيت؛ وهو ما يسير في اتجاه كلا البلدان”.

تكامل اقتصادي وتوقعات إيجابية
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال زكرياء فيرانو، محلل اقتصادي وأستاذ جامعي، إن “العلاقات بين البلدين عرفت، ملحوظة في السنوات الأخيرة، تطورات؛ فقد انتقلت المعاملات التجارية بينهما في ظرف أقل من أربع سنوات من 20 مليار درهم إلى أكثر من 40 مليار درهم عند حدود شتنبر الماضي، وهذا ما يؤسس لارتباط اقتصادي قوي وطويل الأمد بين كلا البلدين”.

وأضاف فيرانو أن “هناك توقعات بارتفاع هذه المبادلات في السنوات الخمس المقبلة لتصل إلى حوالي 80 مليار درهم، لاعتبارات عديدة أهمها التكامل الاقتصادي الذي يميزها، حيث يتبوأ القطاع الفلاحي مركزا مهما في طبيعة هذه التبادلات، إذ عانت بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي من تقلبات الأسعار على الصعيد الدولي لتتوجه بذلك إلى المغرب ومنتجاته لحلحلة الإشكالات المرتبطة بالمواد الفلاحية والغذائية”، مسجلا أن “المغرب أصبح شريكا مهما للندن، خاصة بعد تدهور علاقات بريطانيا مع دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

ولفت المصرح لهسبريس إلى أن “بريطانيا تدخل اليوم كذلك كشريك استراتيجي مهم بالنسبة للمملكة المغربية فيما يتعلق بالتحولات الطاقية التي تعرفها هذه الأخيرة، كما ستكون لندن من أولى الدول التي ستستفيد من أنبوب الغاز المغربي النيجيري”، موضحا أن “كل هذه التحولات والمستجدات سوف تؤسس لمزيد من التطور على مستوى العلاقات بين البلدين”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن وجود “توقعات بارتفاع المبادلات المالية بين البلدين، خاصة مع دخول بريطانيا كمستثمر مهم في قطاعات ومشاريع عديدة كبرى في المغرب؛ على غرار مشروع ميناء الداخلة وميناء الناظور”، مسجلا أن “هذا الزخم الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين البلدين كان مدعوما كذلك بعلاقات دبلوماسية وسياسية وطيدة بينهما، حيث كان هذا البلد الأوروبي من ضمن الدول التي قدمت المساعدة للمغرب إبان زلزال الحوز، دون أن ننسى المواقف البريطانية التي كانت دائما إلى جنب الرباط”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الاتحاد الأوروبي يستعد لحزم عقوبات جديدة ضد روسيا

الاتحاد الأوروبي يعدّ خطة احتياطية بقيمة تصل إلى 20 مليار يورو لتمويل أوكرانيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست شراكات اقتصادية وعلاقات تجارية بين المغرب وبريطانيا تتعزز منذ اتفاق البريكست



أناقة ثنائيات النجوم تضيء السجادة الحمراء في افتتاح مهرجان الجونة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:13 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تخطف الأنظار في أسبوع الموضة بالرياض
المغرب اليوم - جورجينا رودريغيز تخطف الأنظار في أسبوع الموضة بالرياض

GMT 16:12 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يهدّد بنزع سلاح حماس في حال عدم تنازلها عن أسلحتها
المغرب اليوم - ترامب يهدّد بنزع سلاح حماس في حال عدم تنازلها عن أسلحتها

GMT 22:21 2025 السبت ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الروائي المصري رؤوف مسعد مؤلف بيضة النعامة
المغرب اليوم - وفاة الروائي المصري رؤوف مسعد مؤلف بيضة النعامة

GMT 22:09 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته
المغرب اليوم - تسريب أغنية حليم يشعل أزمة بين محمد فؤاد وشركته

GMT 15:53 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

"قناع القهوة" لشعر لامع وناعم بلا مشاكل

GMT 09:19 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

تصميمات من "التنانير الطويلة"لربيع وصيف 2018

GMT 00:36 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

الألوان الرائجة في موضة الرجال لربيع وصيف ٢٠١٨

GMT 13:28 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

طريقة إعداد حلوى الجيلاتين السهلة والمميزة

GMT 12:46 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

شتوتجارت الألماني يفسخ تعاقده مع المدرب هونيس فولف

GMT 20:49 2017 الأحد ,06 آب / أغسطس

الفنان إيهاب أمير يطلق "وحدة وحدة عليا "

GMT 10:56 2024 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 20:10 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

تن هاغ عن إصابة مارتينيز للأسف لا أعلم شيئاً

GMT 11:33 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

أبرز صيحات حقائب اليد لشتاء 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib