الدار البيضاء ـ جميلة عمر
يبدو أن سكان الدار البيضاء سيحرمون من حديقة الجامعة العربية الشهيرة، وسط العاصمة الاقتصادية، إذ يعتزم مسؤولو المدينة تحويل هذا المتنفس إلى موقف للسيارات، ومرافق أخرى. وتشهد الأعمال في حديقة "نيفادا"، التي تتواجد عند تقاطع شارعي الحسن الثاني والراشدي، في الدار البيضاء، مراحل ما قبل النهاية.
وأطلق الملك محمد السادس المشروع في 2014، ضمن مخطط التنمية الحضرية للدار البيضاء. وخصص للمشروع مبلغ 13 مليار سنتيم، وسيكون جاهزًا في يونيو / حزيران 2017، حيث بلغت نسبة تقدم الاعمال نحو 75 %، بعدما انطلقت في يوليو / تموز 2015.
ولن يقتصر تأهيل الساحة على المرأب فقط، بل ستضم كذلك فضاءات للشباب والترفيه، والتزلج، وتنظيم الفعاليات الثقافية والرياضية في الهواء الطلق، في إطار مشروع إعادة تأهيل حديقة الجامعة العربية، ومشروع المسرح الكبير للدار البيضاء.
وتهدف العملية إلى حذف جزء كبير من مواقف السيارات، خصوصًا المواقف العشوائية، التي تحتل الرصيف، وجانبًا مهما من الفضاءات الخضراء في المنطقة، حيث سيتم بناء موقف للسيارات تحت الأرض، يتسع لـ750 سيارة، وإعادة تأهيل الساحة.
ويذكر أن ساحة "نيفادا" تعتبر ذاكرة الشباب البيضاوي، حيث احتضنت فعاليات ثقافية ورياضية، واحتجاجات، ومعارض، كما أنها تعتبر متنفس البيضاويين، وتحتضن فعاليات الغناء والرقص والرياضة والتشكيل. واستقبلت حديقة "نيفادا"، عدة مرات، مهرجان الدار البيضاء للموسيقى، ودوريات مباريات كرة القدم، ومعارض مختلفة للكتاب.
ورغم أن المدينة المليونية تشكو من قلة المساحات الخضراء، إلا أن ما تبقى من الحدائق سائر في طريقه إلى الزوال، بسبب زحف الإسمنت فوقه. وتشير الإحصاءات والأرقام الخاصة بالمدينة إلى أن نسبة المساحة الخضراء لكل بيضاوي لا تتجاوز مترًا مربعًا واحدًا، وهو فرق كبير بين معيار الـ10 أمتار مربعة لكل ساكن، الذي تحدده المفتشية الجهوية للتهيئة العمرانية والبيئة والماء في الدار البيضاء، كنسبة طبيعية في تجمع سكاني بحجم العاصمة الاقتصادية.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر