الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة بـ15 عملاً في الموسم الماضي
آخر تحديث GMT 00:04:39
المغرب اليوم -

تشابُه المتغيِّرات ومحدوديّة البيئة سببان رئيسان في تقارب القصص المعروضة

الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة بـ15 عملاً في الموسم الماضي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة بـ15 عملاً في الموسم الماضي

الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة
بيروت - غيث حمّور
درَجَت العادة في الدراما السورية خاصة والعربية عامة على اتباع طابع معيّن يغلب على الصورة التلفزيونية حيث تشكل نوعًا من (الموضة) التي تعيش لسنوات عدّة لتحل محلها أخرى بشكل متتابع، فبعد أن انتشرت موضة الفانتازيا التاريخية قبل خمسة عشر عامًا بمسلسلات عدة: "الجوارح والبواسل والكواسر" ، وغيرها الكثير، تبدّلَت هذه الموضة في السنوات الأخيرة لتحل محلها موضة أعمال البيئة الشامية، مثل "باب الحارة وأهل الراية وبيت جدي"، وغيرها، ولكن مع مرور الوقت بدأت تزاحمها موضة أخرى، وهي الأعمال البدوية التي كانت منتشرة في فترة سابقة وخفَتَ عملُها ثم عادت إلى الواجهة، حيث وصل عدد الأعمال البدوية التي قُدمت في الموسم المنصرم لأكثر من خمسة عشر عملاً عربيًا منها: "صراع على الرمال وعيون عليا وسعدون العواجي وفنجان الدم ونمر بن عدوان"، وغيرها.
وجاء انتشار الدراما البدوية كأحد عناصر الدراما العربية نتيجة مكونات الثقافة الشعبية لدى المواطن العربي، وعودة هذه الدراما للتليفزيون هو شكل من أشكال هيمنة ثقافة الصحراء على الثقافة العامة، خاصةً أن ثقافة الصحراء حاضرة في وعي المواطن العربي، وتملك رصيدًا كبيرًا في ذاكرته، إضافةً إلى الصورة المحببة التي يحب أن يراها المواطن العربي المتمثلة في القيم التي كانت أحد عناصر تميزه وتفوقه في العصور القديمة، والتي يحتاجها بشكل كبير كتعويض نفسي وفني عن الواقع المعاش في الوطن العربي.
وقدَّمَت هذه الدراما عددًا من القصص الشعبية لشخصيات تاريخية بدوية عاشت في الجزيرة العربية أو في بادية الشام، وطرحت عدة مفاهيم تصب في بوتقة واحدة (الفارس العربي الهمام والمقدام والكريم)، وإن خرجت القصص في بعض الأحيان عن المعتاد والعرف السائد، ولكنها تبقى في مجملها متشابهة ومكررة فتعتمد في حبكتها مثلاً على شيخ القبيلة الذي يبحث عن أولاده الذين ضاعوا من سنين، أو الشاب الذي أحب فتاة من قبيلة أخرى، أو الثأر بين القبائل المتصارعة، ويعود تشابه القصص البدوية إلى محدودية البيئة وخصوصيتها، خاصة بتشابه المتغيرات الذي لا يسمح بالتجديد أو الخلق، إضافة إلى الخطوط الحمراء التي وضعتها القبائل العربية والتي أضافت سببًا جديدًا يؤثر على تفرد الطروح وتميزها.
وتعود بداية إنتاج الدراما السورية للأعمال البدوية لسبعينات القرن الماضي عبر (وضحى وابن عجلان) عام1974 للمخرج غسان جبري، من بطولة الراحلة سلوى سعيد والمصري يوسف شعبان، و(رأس غليص) العام1975 للمخرج علاء الدين كوكش، و(ساري) العام 1977 لكوكش أيضًا، وغيرها من الأعمال في تلك المرحلة ليتوقف بعدها تقديم هذا النوع من الأعمال مع بداية الثمانينات وحتى السنة الماضية التي قدم خلالها عدة أعمال منها (صراع على الرمال) للمخرج حاتم علي وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيناريو هاني السعدي، وبطولة تيم حسن وعبد المنعم عمايري ومنى واصف، و(الأمير الثائر) عن قصة الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، سيناريو قمر الزمان علوش وإخراج رامي حنا.
ويُعَدّ العملان الأخيران من أكثر الأعمال كلفة إنتاجية حيث وصل الأول إلى 6 مليون دولار والثاني إلى 11 مليون دولار، بالإضافة لـ(فنجان الدم) تأليف عدنان عودة وإخراج الليث حجو، ويضاف إليها عدد من الأعمال الأخرى، وفي المقابل نتابع في تحضيرات الموسم القادم غياب المسلسلات البدوية (حتى الآن) عن روزنامة (أجندة) شركات الإنتاج، فهل سنشاهد أعمالاً بدوية لهذا الموسم، خاصة بعد المطبات التي تعرضت لها الدراما البدوية خلال الأعوام الماضية حيث تم (مثلاً) إيقاف مسلسل "سعد العواجي" بعد بداية عرضه على قناة أبو ظبي، وتأجيل عرض مسلسل "فنجان الدم" على قناة "mbc"، وذلك لاعتراض بعض القبائل على محتواهما واعتبارهما يثيران النعرات القبلية، قبل أن يتم عرضه لاحقًا....؟!.
وترتبط الدراما بالصناعة ارتباطًا وثيقًا، وانطلاقًا من ذلك نجد أن متطلبات السوق تأتي في مقدمة اهتمامات هذه الصناعة، ومن الواضح أن السوق العربية متعطشة لهذا النوع من الدراما، لذلك يسعى صناع الدراما لاستثمار هذا التعطش لتحقيق الأرباح.
ولكن السؤال الأهم إلى أي حد ستصمد هذه الدراما في وجه الأنواع الأخرى خاصةً بمحدوديتها وغنى غيرها؟. وما هو المطلوب من هذه الدراما؟ هل المطلوب أن تكون صورة عن الواقع بحيثياته وأبعاده؟، أم المطلوب منها أن تتحول لطاولة مكياج لتجميل الأخطاء؟ أم ستسعى لتغيير نمطية الصورة البدوية وتخرجها من إطارها الضيق؟
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة بـ15 عملاً في الموسم الماضي الأعمال البدويّة تعود للواجهة في الشاشات العربيّة بـ15 عملاً في الموسم الماضي



GMT 23:22 2025 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف أسرار النجومية الحقيقية واستسهال الشهرة

GMT 01:03 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الفنان نور الدين بن عياد سيرة ومسيرة ومعاناة قبل الرحيل

GMT 17:22 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فضل شاكر يحضر أولى جلساته بعد تسليم نفسه للجيش اللبناني

GMT 16:31 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

النجوم الشباب يتصدرون مسلسلات موسم دراما رمضان 2026

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:20 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عراقجي يؤكد أن إسرائيل تنفذ مخططا لزعزعة استقرار المنطقة
المغرب اليوم - عراقجي يؤكد أن إسرائيل تنفذ مخططا لزعزعة استقرار المنطقة

GMT 19:07 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البيت الأبيض يطلق صفحة لمهاجمة وسائل الإعلام المتحيزة
المغرب اليوم - البيت الأبيض يطلق صفحة لمهاجمة وسائل الإعلام المتحيزة

GMT 22:14 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر الإمكان
المغرب اليوم - مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر الإمكان

GMT 13:44 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:02 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 07:50 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

غيسين يقر عبوره كروايتا بجواز سفر تجنبا للمشكلات

GMT 03:08 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

بورش 718 بوكستر تجسد الجيل الأحدث من سيارات بورش

GMT 17:10 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

منطقة الهراويين في الدار البيضاء تشهد جريمة قتل بشعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib