غياب قسم الإنعاش يضاعف آلام المرضى في اشتوكة
آخر تحديث GMT 12:10:22
المغرب اليوم -

غياب قسم الإنعاش يضاعف آلام المرضى في اشتوكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب قسم الإنعاش يضاعف آلام المرضى في اشتوكة

أدوية
الرباط ـ المغرب اليوم

يشهد المستشفى الإقليمي المختار السوسي في مدينة بيوكرى ضغطا كبيرا على مختلف الخدمات الصحية التي توفرها هذه المؤسسة الاستشفائية، إذ تقصده ساكنة قادمة من مختلف مناطق الإقليم مترامي الأطراف والمدن المجاورة. وأضحت مشاهد الطوابير الطويلة أمام قسم المستعجلات وأمام المصالح الأخرى مشاهد تؤثث المنظر العام اليومي داخل هذا المستشفى، إذ لن يجد الزائر كثير عناء في الكشف عن الطلب الكبير على الخدمات الصحية.

من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية تتكون الكتلة البشرية التي تتوق إلى نيل خدمات صحية تطبعها الجودة والسرعة في تلقي الفحوصات والعلاجات والاستشارات الطبية أو حتى بعض التدخلات الجراحية. كتلة بشرية، غالبيتها، على ما يبدو، من الفئات التي ينخرها العوز والفقر، لا ملجأ لمرضاها إلا هذا المستشفى العمومي، إذ يأملون أن ينالهم الحظ لفرملة رحلة العلاج هنا، من غير مطالبتهم بالبحث عن جرعة التداوي في مكان آخر.
في منتصف تسعينيات القرن الماضي، تعزز العرض الصحي بإقليم اشتوكة آيت باها بمستشفى إقليمي “مستشفى المختار السوسي”، جاء كاستجابة لحاجات ملحة في قطاع الصحة، وفي ظروف تتسم بارتفاع الطلب على الخدمات الصحية، في ظل طفرة ديمغرافية يشهدها الإقليم، وكان كذلك أيضا من أجل تقليص مدة رحلات العلاج بالنسبة إلى الساكنة القابعة في عمق جبال الإقليم؛ لكن غياب مصلحة للإنعاش بهذا المرفق جعل المولود غير مكتمل، وتعثرت معه آمال الحالمين بخدمات طبية كاملة، وأفرغ الأهداف من محتواها.

عبد السلام موماد، عن المركز المغربي لحقوق الإنسان باشتوكة آيت باها، اعتبر أن “المستشفى الإقليمي المختار السوسي ظل لسنوات طويلة بدون مصلحة للإنعاش، أضف إلى ذلك غياب توسيع وتهيئة قسم المستعجلات؛ وهي من المطالب الملحة لمختلف الفاعلين والساكنة، بسبب عدد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية التي يشهدها إقليم اشتوكة آيت باها التي تستوجب وبكل إلحاح الالتفات لحلحلة هذا الملف بكل جدية وسرعة”.

وتابع الفاعل الحقوقي ذاته، ضمن حديث مع هسبريس، أن “اشتوكة آيت باها يعد الرئة الفلاحية للمغرب، ويستقطب استثمارات ضخمة في المجال الزراعي، ومعها عشرات الآلاف من اليد العاملة من كل مناطق المغرب. كما تخترقه أزيد من 40 كيلومترا من الطريق الوطنية رقم 1، ويتوفر على محطة لتحلية مياه البحر، حظيت بشرف الزيارة الملكية، إلى جانب أسطول مهم من الشاحنات والسيارات وعربات نقل العاملات والعمال الزراعيين، ناهيك عن حوادث لسعات العقارب ولدغات الأفاعي وغير ذاك من المعطيات التي تسائل غياب مصلحة الإنعاش”.

“فقدنا عشرات الضحايا من العمال والعاملات الزراعيات بالمدار السقوي، ومثيلها في حوادث السير المختلفة، وأخرى بعد عمليات قيصرية، وضحايا للدغات الأفاعي وغيرها، أمراض مرتبطة بالنشاط الفلاحي، وأغلب تلك الحالات خلال نقلهم إلى المدن الأخرى، بسبب انعدام مصلحة الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى بيوكرى، فقدت الأرواح بين التضاريس الوعرة بالجبال وبين الطرقات السهلية الغاصة والمكتظة بالعربات، وكان بالإمكان إنقاذ عدد من الأرواح لو توفر الإقليم على تلك المصلحة”، يقول عبد السلام موماد.

واستنادا إلى بعض المعطيات التقريبية التي حصلت عليها هسبريس، فالوضع في المستشفى الإقليمي المختار السوسي ببيوكرى ينذر بكارثة، حيث إنه وأمام نزيف “إفراغ” المستشفى من عدد من التخصصات الطبية، بسبب إقدام طبيبات وأطباء على وضع استقالاتهن “احتجاجا على ظروف العمل”، أبرزها غياب مصلحة الإنعاش، أمام ذلك، يستمر أطباء وممرضون وأطر إدارية في المستعجلات ومصالح أخرى، وباستماتة، لتوفير أدنى شروط العلاج للفئات الهشة، وتقليص مدة رحلة العلاج وتكلفته، لا سيما للنساء الحوامل.

وفي هذا الإطار، يضيف عبد السلام موماد، أن “الوضع غير مقبول البتة، وسبق أن نفذت أشكال احتجاجية للتنبيه إلى خطورة الأمر، فاسترخاص حياة المواطن مرفوض، فحلم الجميع هو تطوير العرض الصحي بهذه المؤسسة الصحية؛ فلا يعقل أن يتم تخصيص ميزانية ضخمة تناهز المليارين من السنتيمات من طرف مختلف المتدخلين، وتتم عرقلة المشروع من جهات، أتغاضى عن تسميتها، هدفها إنعاش خزينة القطاع الخاص، في الوقت الذي لا يأبهون لصحة المواطن الفقير، الذي يموت موتا بطيئا تحت رحمة غياب مصالح استشفائية قريبة منه، أبرزها العناية المركزة والإنعاش”.

ومن أجل نيل رأي الجهات المسؤولة حول الموضوع، ربطنا الاتصال بالدكتور رشدي قدار، المدير الجهوي للصحة بسوس ماسة، حيث أحالنا على الدكتور خالد الريفي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة باشتوكة آيت باها، الذي اتصلنا به وأخبرناه، عبر رسالة نصية قصيرة، تأكد توصله بها، بموضوع الاتصال؛ غير أنه لم يرد على اتصالاتنا.

قد يهمك ايضا

المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في المغرب اليوم السبت 13 آذار/ مارس 2021

كيف أعالج مشاكل السلوك الجنسي لدى طفلي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب قسم الإنعاش يضاعف آلام المرضى في اشتوكة غياب قسم الإنعاش يضاعف آلام المرضى في اشتوكة



GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى أسرة مسعود أكوزال

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

وهاب يخلق المفاجأة في دوري الحسن الثاني للتنس

GMT 03:47 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

خلطات هندية رائعة ومميّزة لتنعيم الشعر

GMT 17:35 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

بطلات العرب يتفوقن في رياضات الدفاع عن النفس

GMT 21:25 2014 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الصبار يعطي الشعر اللمعان والبشرة النعومة والصفاء

GMT 16:55 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ وأماني السويسي تتقاسمان أغاني فيلم "تفاحة حوا"

GMT 10:19 2022 الثلاثاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دعم المغرب للمؤسسات والشركات العمومية يتجاوز 40 مليارا في 2021
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib