في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية
آخر تحديث GMT 01:50:11
المغرب اليوم -

تعرف كل زبون من زبائنها باسمه

في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية

سمية الأسيوطي
القاهرة ـ سعيد الغمراوي

لا يزال في عصر البيتزا  والهمبرغر والكنتاكي، مكانًا للمحشي والفتة والممبار، ولكن ليس في أي مكان في شارع من شوارع وسط البلد في القاهرة، حيث الأزقة تتقاطع مع بعضها البعض هناك زقاق مُتفرع  من شارع هدى شعراوي لا يمكن أن تتجاهله، فهناك توجد "فسحة سمية"  وهو مطعم لا تتجاوز مساحته الغرفة الواحدة تقدم فيه صاحبته سمية الأسيوطي أكلًا منزليًا رائعًا لا يمكنك أن تتردد عليه لمرة واحدة فقط، بدليل أنّ صاحبته تعرف كل زبون من زبائنها باسمه، وتعرف أكلته المفضلة، ولكن الغريب في الأمر أنه في فسحة سمية لا تأكل على ذوقك بل على ذوقها فكل يوم هناك عدة أطباق تصنعها بيدها أمامك، وما عليك سوى اختيار ما طبخته سمية عكاوي ممبار وفتة وملوخية، وغيرها من الأكلات المنزلية التي أصبح من النادر أن تاكلها في منزلك.

في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية

وتختار عند سمية ما تريد أن تأكله من خلال أطباق مصنوعة من ثلاثة أحجام مختلفة، تختار الحجم الذي تريده، ولكن هذا لا يكفي بالنسبة إلى سمية فهي تنظر إليك بين الحين والآخر لترى إذا أنهيت طبقك فممنوع أن تترك شيء في الطبق، وهذا من قوانين "فسحة سمية" التي لا يتجاوز مساحة مطعمها مساحة الغرفة الواحدة يوجد فيها 4 أو 5 طاولات جدرانها مزينه بلوحات مستوحاة من وسط البلد.

وتفرض سمية سطوتها على زبائنها منذ اللحظة الأولى من خلال الرعاية والسؤال المستمر إذا كان كل شيء على ما يرام، يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب، ومن طبقات مختلفة، فتجد عندها العامل، والفلاح، والصحافي، والمثقف، ولكن لن تجد عندها من فئة رجال الأعمال، لأنها امراة ثورية بكل معنى الكلمة، ومن كثرة تردد زبائنها على مطعمها يصبحون أصدقاء مقربين، ويتكلمون مع بعضهم في كل شئ في السياسة أو الدين أو الحالة الاقتصادية والاجتماعية، وكأنك في حلقة "توك شو" سياسي، وتشاركهم سمية أطراف الحديث، وعند ما تتكلم سمية يسكت الجميع، ويستمعون إلى ما ستقوله تلك السيدة البالغة الذكاء، وصاحبة الشخصية القوية الدائمة الابتسامة.

وبالتأكيد وراء هذه الفسحة حكاية ترويها سمية إلى "المغرب اليوم"، قائلةً أنا في الأصل لا أتقن فن الطهي أو على الأصح لم أكن أعلم أنني أملك هذه الملكة، فكان عملي في مجال السكرتارية، وسافرت مع زوجي إلى إيطاليا لمدة 10 أعوام، وهناك اكتشف زوجي أنني أطبخ بطريقة مختلفة، وكان مُعجبًا جدًا بما أقدمه له، وعند ما عُدنا إلى مصر عملت في إحدى المؤسسات، وكنت أحضر لهم أطباقًا أصنعها من صنع يدي، وكانت تلاقي استحسانهم إلى أن اندلعت ثورة 25 يناير، وكنت أطبخ للثوار في الميدان، وبعد انتهاء الثورة نصحني الجميع أن افتتح مطعمًا، وهكذا ولدت "فسحة سمية".

ولكن نريد أن نُذكرك أنك إذا أردت زيارة "فسحة سمية" لتذوق الأكل المنزلي، فعليك أن تحجز مُسبقًا أو تتصل هاتفيًا أو تنتظر أمام الفسحة وقتًا طويلًا حتى تخلو طاولة وتأخذ مكانك لتستمع بالمأكولات التي أصبح بعضها من الماضي.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية في عصر البيتزا والكنتاكي فتش عن سمية



GMT 14:56 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

تطوّرات الحرب تسرّع وتيرة مغادرة السياح من لبنان
المغرب اليوم - عشاء فاخر يثير الجدل حول زيارة محمد صلاح لتركيا

GMT 17:36 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الذهب يرتفع بنسبة 1.5% وسط إقبال قوي على الشراء

GMT 06:36 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

جوستين ويب يكشف عن المكان المفضّل له في أميركا

GMT 19:14 2019 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يقع ضحية عرضية لنزاع مؤسسات الاتحاد الأوروبي

GMT 07:09 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أكراد سوريا يعتقلون سبع مغربيات من نساء “داعش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib