طالبت مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين بمنع ما وصفته بـ "الزيارة المشؤومة" للرئيس السابق للاحتلال الإسرائيلي، شمعون بيريز، إلى مراكش لحضور الاجتماع الافتتاحي لـ"مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، المقررة خلال الأسبوع الأول من شهر أيار/مايو المقبل.
ويبدو أن استدعاء شيمون بيريز قد يجرّ المناهضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني إلى الاحتجاج والتظاهر، خاصة الحملات الـ"فيسبوكية" التي ينظمها الشباب والتي ستدعو لمنع زيارة شمعون بيريز من دخول التراب الوطني.
وبالفعل مجرد ما علم الشباب المغربي زيارة "مجرم الحرب" إلى المغرب ، حتى أُطلقت حملة على الصفحات الاجتماعية في "فيسبوك" تحت شعار "أوقفوا زيارة المجرم بيريز للمغرب"، واعتبروا أن الخطوة "تطبيع مع كيان غاضب ومجرم"، وأن بيريز "هو كبير المتطرفين الصهاينة"، الأمر الذي يستوجب منعه فورا.
وأكد منسق المجموعة التي تضم فعاليات وطنية من تيارات مختلفة خالد السفياني، أن إعلان المبادرة عن استدعاء شمعون بيريز إلى مراكش شكل "صدمة لنا"، موضحًا أنه "استفزاز للشعور الوطني"، في ظل "ظروف سيئة جدا" تمر بها الأمة العربية.
وأضاف السفياني أن بيريز يعتبر "شخصا متطرفًا بكل المقاييس"، إذ أنه ساهم في "مجرزة قانا الأولى"، التي وقعت 18 نيسان/أبريل 1996 في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقر، بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها "إسرائيل" على لبنان، أدى خلالها قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح.
وأردف أن المغاربة ينتظرون "قرارا ملكيا أو حكوميا بمنع بيريز من دخوله التراب المغربي"، مشيرا إلى أن المغرب دولة ذات سيادة، ولا يمكنها أن تقبل بدخول مجرم حرب إلى أرضها.
وصف السفياني شمعون بأنه كان "أخطر شخص صهيوني"، لأنه كان يلبس "قفازات اليسار، والدعوة إلى السلام"، بيد أن سياساته كانت أخطر فيما يخص التهويد وبناء المستوطنات، وأضاف "إذا لم يصدر قرار بمنعه من دخول التراب الوطني، سننظر في الخطوة التالية حينها"، في تلميح إلى إمكانية الاحتجاج على حضوره.
وكانت "مبادرة كلينتون العالمية"، المخصصة للتنمية الاقتصادية في إفريقيا والشرق الأوسط، نشرت برنامج اجتماعها الافتتاحي المقرر ما بين 5 و7 مايو المقبل بمراكش، الذي كشف عن حضور شمعون بيريز بصفته الرئيس التاسع للكيان الإسرائيلي، وينتظر أن يحضر الاجتماع مرفوقا بوفد أكبر من مستشاريه.
وتجتمع المبادرة، التي تأسست سنة 2007، بمبادرة من الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، وتَستدعي للاجتماع قادة عالميين من أجل التفكير وصياغة وتفعيل حلول مبتكرة للمشاكل الراهنة في المجتمع الدولي.
وتستدعي المبادرة لاجتماعاتها الافتتاحية، حسب موقعها الإلكتروني، قيادات دول، حاليين وسابقين، وحائزين على جائزة نوبل، وعلماء، والمئات من المدراء التنفيذيين، ورؤساء المؤسسات والمنظمات غير الحكومية، والمتبرعين، ووسائل الإعلام، وقدمت التزامات لتحسين حياة أكثر من 430 مليون شخص في أكثر من 180 دولة.
واعتبرت مديرة المبادرة، ليزا ريكرت، أن اختيار مراكش يشكل دليلا على "الريادة الإقليمية" و"الأعمال المحمودة" التي حققها المغرب، خاصة في مجال الإصلاحات الاقتصادية والطاقات المتجددة.
ويعتبر بيريز من رموز اليسار الإسرائيلي، وتزعم الدعوة إلى السلام مع الفلسطينيين، وحمل ذلك باستمرار إلى اجتماعات الأممية الاشتراكية، لكن خلال فترة وجوده على رأس الدولة الإسرائيلية، شهدت المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية جمودا انتهى بها إلى الباب المسدود، كما شهدت القدس تهويدا أوسع وأسرع، وبُنيت المستوطنات في عهد أكثر من غيره.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر