الرباط ـ نعيمة المباركي
دعا فاعلون سياسيّون واقتصاديّون أفارقة المملكة المغربية إلى مزيد من الانفتاح على القارة السمراء، مطالبين إياها بلعب الدور الأساس في مسلسل المصالحة، والعدالة الانتقاليّة، التي بدأت في عدد من الدول الأفريقيّة.واعتبر رئيس مؤسّسة "فكر" للتنمية والثقافة والعلوم محمد الدرويش، في الكلمة التي ألقاها في ندوة دوليّة، نظمت مساء الخميس، في الرباط، أنًّ "موقع المغرب الجغرافي، وتاريخه العريق في علاقاته الثنائية والمتعدّدة، يجعلانه مطالبًا بالقيام بأدوار إستراتيجيّة في التعاون جنوب- جنوب، وقضايا الجماعات الجهاديّة، والتنمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي".
وأوضح الدرويش أنَّ "المداخل التي اختار المغرب الانطلاق منها في بناء وتعزيز علاقاته مع دول القارة الأفريقيّة، لا تعتمد الأموال الموزّعة هنا وهناك، بل تستند أساسًا إلى اعتماد دبلوماسيته بكل أنواعها، وعلى إمكاناته وتجربته في قضايا الشؤون الدينية والشؤون الاقتصادية والاجتماعية".من جانبه، أشار يحيى أبو الفرح إلى أنًّ "العلاقات المغربية الأفريقية شهدتْ تحولّات عدّة، لا تفسرها فقط أسباب سياسيّة، ولكن من خلال إرادة لتحقيق تنمية وتعاون، وتنمية الاجتماعية لأفريقيا"، موضحًا أنَّ "أفريقيا تعيش تغيرات اجتماعيّة وسياسيّة لها تأثيرات عدة على أسواقها، مما يجعلها محطّ أطماع عدد من القوى الدوليّة"، على حد تعبيره.
وأكّد أبو الفرح أنَّ "علاقات المغرب مع دول القارة الأفريقيّة شهدت، خلال الأعوام الأخيرة مساهمةً للقطاع الخاص المغربي، ممّا جعل من حضور المغاربة الذين يعيشون في القارة الأفريقية، أكثر كثافة وتمركزًا".وبدوره أشاد أبو الفتوح بالزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى عدد من دول القارة السمراء، معتبرًا أنَّ "عدد الزيارات، الذي بلغ 29، رقمًا قياسيًا، لم يسبقْ أنْ قام به أيّ ملك أو رئيس دولة".إلى ذلك اعتبر العديد من المتدخلين الأفارقة، اللذين حضروا اللقاء، أنَّ "المغرب لديه فرصة كبرى ليكون نواة حقيقية لتحقيق التكامل بين شمال القارة وجنوبها"، مبرزين أنَّ "أفريقيا تحتاج إلى قطب مستقر، يحقّق استقرار القارة بأكملها".
وتمّت دعوة المغرب، في اللّقاء ذاته إلى مشاركة تاريخَه وخبرته مع البلدان الأفريقيّة، بغية تقوية التعاون بينهما، لاسيما مع الدول المنتمية إلى جنوب الصحراء، والتي لديها فرصة كبيرة لتعلم تاريخ المغرب، والاستفادة منه.يذكر أنَّ الندوة الدوليّة حضرها، فضلاً عن الوزير المنتدب لدى وزير الداخليّة الشرقي الضريس، سياسيون وفاغلون اقتصاديون يمثلون السنغال، وتونس، ومالي، وتشاد، والكونغو برازافيل، وموريتانيا، والبنين، وغانا، والتوغو، وإسبانيا، وفرنسا.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر