إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران
آخر تحديث GMT 07:23:07
المغرب اليوم -

بديلاً عن استخدام نفوذهم في التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

عناصر من الجيش السوري الحر
 لندن ـ سليم كرم

 لندن ـ سليم كرم أكد محللون سياسيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أنه إذا كانت الدول الغربية ترغب بحق في إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء ووقف سفك الدماء في سورية فإن عليها أن تستخدم نفوذها وتأثيرها من أجل التفاوض بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وليس أن تكون إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران.
وأشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أنه إذا كان هناك من يراوده الشك في أن نطاق الحرب الأهلية المروعة في سورية يتسع أكثر فأكثر، ويتحول إلى صراع إقليمي في الشرق الأوسط، فإن الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية قد بددت هذه الشكوك.
وكان أكثر هذه الأحداث المشؤومة هو سلسلة الهجمات الجوية الإسرائيلية التي شنتها على منشآت عسكرية سورية بالقرب من دمشق، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 جندي سوري.
وحظيت هذه الغارات الإسرائيلية بطبيعة الحال وهي غارات غير مشروعة ولم يسبقها أي استفزار، بالتأييد الفوري للولايات المتحدة وبريطانيا.
ويقول الكاتب البريطاني سيوماس ميلني في صحيفة "غارديان": "إنه من الضروري دراسة وقياس رد الفعل الغربي لو أن سورية، ناهيك عن إيران، هي من قامت بشن هذه الغارات على إسرائيل أو على أي من الأنظمة العربية الخليجية التي تقوم حاليًا بتسليح المقاومة السورية، وذلك بهدف التأكد من كيفية اتساق هذه المواقف مع الشرعية الدولية أو العدالة أو الحق في الدفاع عن النفس".
وقال المسؤولون في إسرائيل "إن هذه الهجمات التي انطلقت عبر الأجواء اللبنانية كانت تستهدف مخزون الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى "حزب الله" في لبنان".
وأضافوا "إنها لم تكن بهدف التدخل في الحرب الأهلية السورية، وإنما كان الهدف منها توجيه إنذار إلى إيران، والوقاية من هجمات حزب الله في أي صراعات مستقبلية".
أما رد فعل مقاتلي المقاومة السورية فقد كان مختلفًا، حيث رحب هؤلاء بتلك الهجمات بالفرح والتهليل وهم يرددون صيحات "الله أكبر"، غير مدركين حقيقة من يستخدمهم في واقع الأمر. إن قصف الجيش السوري الذي ساهم في تقدم المقاومة في بعض المناطق يعني ببساطة ووضوح أن إسرائيل تتدخل في الحرب الأهلية السورية.
وتأتي هذا الغارات بعد إعلان الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني الموالي لإيران حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، أن مقاتليه يدعمون قوات النظام السوري داخل سورية، التي تحظى أيضًا بدعم إيران وروسيا والصين. إن الدور السوري الذي يعد بمثابة محور النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط هو ما يُحوّل الحرب السورية إلى مواجهة إقليمية محتملة.
وبدأت إسرائيل الآن تؤكد أنها ترى أن احتمالات وصول المجاهدين الإسلاميين المتطرفين إلى سدة الحكم في سورية هو أمر أقل خطورة وتهديدًا لأمنها من محور (سورية - إيران - حزب الله). وهذا ما أكده أخيرًا وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد.
ويتزامن ذلك مع المحادثات الرامية إلى إقامة منطقة إسرائيلية عازلة داخل الحدود السورية، بزعم أن النظام السوري قام باستخدام الأسلحة الكيميائية.
ومنذ إعلان أوباما أن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، فإن مزاعم استخدامها باتت في حد ذاتها سلاحًا مصيريًا في أيدي هؤلاء الذين يطالبون بزيادة وتيرة التدخل الغربي في سورية، وهي النغمة نفسها التي كانت تعزف قبيل غزو العراق قبل ما يقرب من عشر سنوات.
وفشل هذه المخطط هذا الأسبوع عندما كشفت محققة الأمم المتحدة كارلا ديل بونتي عن شكوك مادية قوية بأن قوات المقاومة السورية هي من استخدمت غاز السارين القاتل.
وسارعت الولايات المتحدة على الفور بالتقليل من شأن هذه التصريحات، وذلك على الرغم من أن معسكر المقاومة السورية لديه بالفعل مصلحة في جر الغرب نحو مزيد من التدخل العسكري في الأزمة.
والواقع أن التدخل العسكري الغربي يعد بمثابة أحد الأبعاد الأساسية في الحرب الأهلية السورية، فقوات النظام السوري تدعمها روسيا وإيران، أما المقاومة السورية فهي تتلقى التمويل والدعم العسكري من كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا، وحلفائهم الإقليميين المتمثلين في تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن.
وزاد معدل شحن الأسلحة إلى المقاومة السورية بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، على مدى الأشهر الماضية، ووصفها أحد المسؤولين الأميركان السابقين بأنه "طوفان من الأسلحة".
وتقوم القوات البريطانية والقوات الأميركية بتدريب قوات المقاومة السورية في الأردن، كما ضاعفت الولايات المتحدة مساعداتها إلى المعارضة السورية إلى مبلغ 250 مليون دولار، كما رفع الاتحاد الأوروبي حظر النفط على نحو يسمح لقوات المقاومة بتصدير النفط من المناطق التي تستولي عليها في سورية، والمحصلة النهائية هي أن التدخل الأجنبي هو بطبيعة الحال ما يساهم حاليًا في تصعيد وتأجيج الصراع.
ويتم الآن ممارسة ضغوط على إدارة أوباما من أجل مزيد من إمدادات الأسلحة للمقاومة السورية، ومن هؤلاء الذين يمارسون الضغوط على أوباما، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يتلهف على التودد بنفسه إلى حكام الخليج المستبدين، والذي يسعى أيضًا حاليًا للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل رفع الحظر على تسليح المعارضة السورية.
والهدف هو تكوين جماعات موالية للغرب، وإضعاف دور المتطرفين الإسلاميين الذين يتصدرون حاليًا المقاومة السورية في حربها ضد النظام، ولا سيما "جبهة النصرة" التي تتسع رقعة الأراضي السورية التي تسيطر عليها، والتي أعلنت تحالفها مع تنظيم "القاعدة".
وأشارت "غارديان" إلى أن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية، ناهيك عن إسرائيل، يتحالفون مرة أخرى مع تنظيم "القاعدة" بعد عشر سنوات من الحرب على الإرهاب التي كانت تهدف إلى تدمير التنظيم.
وذكرت أن الحقيقة الصارخة الآن هي أن الانتفاضة التي بدأت في سورية قبل أكثر من عامين قد تحولت إلى حرب طائفية شريرة تحركها قوات خارجية من أجل تغيير ميزان القوة في المنطقة، وتمتد على نحو خطير نحو الدول المجاورة الممثلة في لبنان والعراق.
ولفتت إلى أن المحصلة في سورية تمثلت في صورة مذابح وتطهير عرقي وأزمة إنسانية ومخاطر تفتت سورية. وكلما طال أمد الحرب زادت خطورة تفتت سورية إلى مقاطعات عرقية على الطريقة اليوغسلافية.
والواقع أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية في ذلك، كما يتحملها معه أيضًا كل من مول وأشعل هذه الحرب الأهلية التي تزيد من نزيف سورية وإضعاف العالم العربي.
وينبغي القول إن مطلب كاميرون وغيره من السياسيين في الغرب بزيادة تدفق الأسلحة إلى المقاومة في سورية إنما هو مطلب طائش ومتهور ويستحق الانتقاد، لأن المحصلة ستكون عبارة عن مزيد من الموت والدمار واتساع رقعة الحرب، ولو أن هؤلاء حقًا يرغبون في إنقاذ حياة الأبرياء، وبدلاً من تحييد سورية من أجل إضعاف إيران، فإنه ينبغي على زعماء الغرب استخدام نفوذهم على المقاومة السورية ورعاتها الإقليميين من أجل الدخول في مفاوضات بشأن تسوية سلمية يمكن أن تسمح للسوريين برسم مستقبلهم بأنفسهم.
وأكدت صحيفة "غارديان" أنه من الصعب تحقيق ذلك وتنفيذه على أرض الواقع، ولا بد من صفقة دولية وإقليمية من أجل وضع نهاية لهذا الحرب. وبأي حال من الأحوال فإن المزيد من التدخل في الأزمة السورية إنما هو في واقع الأمر من أجل تحسين قوة الغرب التفاوضية على حساب معاناة الشعب السوري، ومع ذلك فإن المستقبل يحمل في طياته ردود أفعال عكسية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران



GMT 16:25 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ساحة مالية غامضة تنكشف عبر بثوث تيك توك في المغرب

GMT 22:46 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تباطؤ الهجرة الداخلية بالمغرب حسب الإحصاء العام للسكان

GMT 16:42 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حفتر يؤكد دور الشعب والقبائل في حل الأزمة الليبية

إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم

GMT 21:59 1970 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتسلم رفات رهينة جديدة من حماس في غزة
المغرب اليوم - إسرائيل تتسلم رفات رهينة جديدة من حماس في غزة

GMT 03:21 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات الإثيوبية تنشئ مخيمات إجبارية لإعادة تأهيل الشباب

GMT 11:59 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

حميد شباط يعلن مغادرة حزب الإستقلال

GMT 13:09 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

من هم اصدقاء برج الجدي والابراج الذين يتفق معهم

GMT 01:44 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

«ثندر سنو».. أول جواد يحقق كأس دبي العالمي مرتين توالياً

GMT 03:33 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أحذية نابضة بالألوان لتتألقي في صيف 2020

GMT 04:02 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

السجن مدى الحياة لسائق تاكسي اغتصب أكثر من 100 امرأة

GMT 01:08 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم يكشف تفاصيل طرحه 3 أغنيات جديدة

GMT 05:17 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد شعبان يكشف عن أنواع الطاقات وأخطرهم على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib