الرباط – المغرب اليوم
لايزال اختراق بيانات الشركة الإيطالية "هاكين تيم"، المتخصصة في بيع برامج التجسس، يسيل الكثير من المداد في العالم، بالنظر إلى حساسية الموضوع والمجال الذي تشتغل فيه، وبالنظر كذلك إلى الجهات التي تتعامل معها، والتي تفرض طريقة اشتغالها السرية التامة، ثم بحكم أنها تسوق منتجاتها في بقاع كثيرة من العالم.
وعمدت الشركة الإيطالية لاحتواء تداعيات الاختراق إلى بعث مئات الإيميلات إلى زبنائها، محذرة إياهم من مواصلة استعمال منتجها، لأن الأقنان السرية أصبحت في متناول الجميع، وطلبت منهم تجميد الاشتغال ببرامجها في انتظار أن تجد حلًا للمشكلة، إذ إن على الشركة الإيطالية تطوير منتجات جديدة بعدما تسببت الثغرة التي حصلت فيها في وضع برامجها رهن إشارة الجميع.
و خرجت الشركة، التي تلقبها منظمات حقوق الإنسان بـ"عدوة الأنترنت"، لتدافع عن نفسها أمام موجة الانتقادات التي تعرضت لها، حيث صرح مسؤول الإعلام في الشركة إيريك رياب ، في تصريح لصحيفة لاستامبا الإيطالية، إن تعرض الشركة للقرصنة لا يعني نهايتها، "لأنها تحظى بسمعة طيبة وتطور منتجات ذات قيمة مرتفعة لا تنتجها أي جهة منافِسة".
وأورد المسؤول ذاته أن الشرطة الإيطالية تنسق مع نظيراتها في مجموعة من الدول قصد فك لغز هذه القرصنة. وجوابًا عن سؤال حول رد فعل زبناء "هاكين تيم" بعدما حدث، كان رد المسؤول في الشركة أن "الأمر يتعلق بسرقة معلومات شركة تعمل بشكل قانوني وفي احترام تام للقوانين الأوربية، كذلك فالمتعاملون معنا أغلبهم ممن لهم على علاقة بالأمن، وبالتالي فهم يتفهمون ما وقع، لأنهم يصادفون بشكل شبه يومي حوادث مماثلة، وليس غريًبا عليهم ما وقع لنا".
ودخل القضاء الإيطالي على خط هذا الاختراق الواسع لبيانات الشركة العالمية، إذ قرر قضاة قسم جرائم المعلوميات في محكمة مدينة ميلانو فتح تحقيق في حادث تعرض أرشيف الشركة للاختراق والقرصنة ونشره، وتم توجيه تهمة "سرقة البيانات والمعلومات الشخصية وخرق الحق في الخصوصية Privacy" ضد مجهول. ولن تكون مهمة القضاة في البحث في هذا النوع من القضايا سهلة، لأنها قضية متشابكة ومعقدة، وتستلزم التعاون بين الدول، فالفاعل قد لا يكون مقيمًا فوق التراب الإيطالي.
وكانت شركة "هاكين تيم" قد تعرضت للقرصنة، ليلة الأحد – الاتنين الماضي، حيث تمكن قراصنة من السيطرة على حسابها على موقع "تويتر"، ومنه بدأت عملية نشر وثائق سرية وإيميلات وفاتورات وصور وغيرها من بيانات الشركة، وبلغ حجم ما تم نشره 400 جيغًا.
وكشفت التسريبات شبكة كبيرة من زبناء الشركة، بينهم شركات عالمية كبرى، وحكومات دول وأجهزة سرية وشرطة، بما فيها دول كانت الشركة تنفي نفيًا باتًا التعامل معها، كالسودان وروسيا.
وأكدت التسريبات أن المغرب أيضًا يعد زبونًا "نشطًا" لـ"هاكين تيم"، التي تجمعها عقود مع وزارة الداخلية المغربية والوزارة المنتدبة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر