جانيات الورود يبذلن جهدا مضنيا لإنتاج مستحضرات ثمينة بالمغرب
آخر تحديث GMT 14:49:14
المغرب اليوم -

جانيات الورود يبذلن جهدا مضنيا لإنتاج مستحضرات ثمينة بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جانيات الورود يبذلن جهدا مضنيا لإنتاج مستحضرات ثمينة بالمغرب

جني الورود
الرباط-المغرب اليوم

تحصل يزى على ثلاثة دراهم (نحو 30 سنتا) فقط عن كل كيلوغرام من الورود تجنيه في جنوب المغرب، وهو إنتاج تستخرج منه مستحضرات ثمينة كالزيوت الأساسية التي يصل ثمنها حتى 18 ألف دولار للكيلوغرام الواحد.وتقول يزى التي تعمل في جني الورود إلى جانب العديد غيرها من النساء، «بالكاد نربح ما يوفر لقمة العيش»، بينما تستعين بقفاز لتفادي أشواك الورد، وقبعة لحماية رأسها من شمس ربيعية دافئة في قلعة مكونة التي تلقب «بوادي الورود» في جنوب شرق المملكة.يبدأ الجني مع طلوع الفجر وتحتاج النساء إلى نحو ست ساعات لملء الحقائب الكبيرة التي يحملنها بعد الانتهاء فوق رؤوسهن كي يتم وزنها.لكن يزى آيت موح الأربعينية لا تشكو، ما دام هذا العمل يمكنها من «إعالة أسرتها المكونة من خمسة أفراد»، وهي تربح نحو ست دولارات عن 20 كيلوغراما في اليوم، خلال فترة ازدهار الورود التي تدوم قرابة شهر.

تعبق في الوادي في الربيع الرائحة الزكية التي تفوح من الوردة الدمشقية، وهي صنف جلب من العاصمة السورية منذ زمن القوافل التجارية، وفق بعض الروايات. وترتوي حقول الورود المنتشرة في أرجاء الوادي من خلال نهرين يتدفقان من جبال الأطلس غربا.ويرتبط اسم قلعة مكونة بالورود إلى درجة أن كل شيء فيها يتمحور حول هذه الزهرة، بدءا بأسماء الفنادق ولون سيارات الأجرة مرورا بمستحضرات التجميل المعروضة في الدكاكين والمجسم الضخم الذي يتوسط ساحتها الرئيسية، وصولا إلى مهرجان الورود الذي يقام فيها كل عام ويجذب إليه آلاف الزوار، قبل أن تعلقه الجائحة.ويشكل الورد «المصدر الوحيد للعمل هنا»، وفق تعبير نجاد حصاد (35 عاما) التي تعمل مسيرة لتعاونية «روزامكون» المتخصصة في تقطير الورود والتي أسستها مزارعتان من المنطقة.

فضلا عن حصولها على نحو 250 دولارا، ما يقارب الحد الأدنى للأجر في المغرب، مقابل نحو 40 دولارا فقط في عملها السابق، تشعر نجاد بالسعادة في التعاونية حيث تشتغل «في أجواء عائلية» برفقة خمس عاملات.وتعرض التعاونية منتجاتها من ماء الورد والزيوت الأساسية، بالإضافة إلى مستحضرات تجميل.ويصل ثمن الكيلوغرام الواحد من زيوت الورد الأساسية الى قرابة 18 ألف دولار، لكن إنتاجه يحتاج نحو 4 إلى 5 أطنان من الورود.ويشبه رئيس الفيدرالية المهنية لمزارعي ومحولي الورود المغاربة رشدي بوبكر الورد «بمحرك التنمية المحلية» في المنطقة، مراهنا على استمرار ذلك في ظل استمرار رواج استهلاك المواد الأولية الطبيعية والمنتجات العضوية الخالية من المبيدات عالميا.ويسعى إلى استصدار علامة منتج عضوي خاصة بالمنطقة من أجل تثمين ورودها في السوق العالمية التي تهيمن عليها بلغاريا وتركيا، أهم منتجي الورود العطرية.

ويضيف ساخرا «لحسن حظنا أننا فقراء، لا نستعمل المبيدات وإن استعملت فبشكل محدود».ويرى بوبكر أن تطوير القطاع يمر عبر دعم أنشطة تقطير الورود في تعاونيات، ما سيمكن أيضا «من تحسين شروط العيش ومواجهة الهجرة من الأرياف».بينما يتطلب رفع مداخيل هذه الزراعة «تطوير المشتقات التي تدر أكثر» والمتمثلة في الزيوت الأساسية والرحيق «الصافي» الذي يستخرج بعد عمليات تصفية ويلاقي إقبالا كبيرا من مصنعي العطور الفاخرة.وتتركز صادرات القطاع حاليا في ماء الورد والورود المجففة، بينما لا يتعدى الباقي نحو 50 كيلوغراما سنويا من الزيوت الأساسية ونحو 500 كيلوغرام من الرحيق، ما يعد كمية ضئيلة مقارنة مع حجم الإنتاج في بلغاريا وتركيا، وفق فيدرالية مهنيي الورود المغاربة.

ويعد زوار المنطقة من السياح «الزبائن الأوائل» لمنتجاتها من الورود، كما يشير محمد قاصي. ونجح هذا الأربيعيني في تأسيس شركة «وادي الورود» المتخصصة في مستحضرات التجميل والتي توظف 30 عاملا، بعدما كانت بدايته بسيطة بطقم تقطير تقليدي. لكن «الجائحة عطلت كل شيء للأسف»، كما يقول.وتراجع ثمن الورود الطرية بنحو 30 بالمئة (ما بين 2 إلى 2,5 دولارات) للكيلوغرام الواحد منذ الموسم الماضي، بسبب تداعيات الوباء، وذلك بعد فترة سجل فيها ارتفاعا بفضل جهود وزارة الفلاحة لتطوير القطاع واستقطاب مستثمرين ورفع المردود. وبلغ إجمالي المحصول 3600 طن في 2020 على نحو 900 هكتار، وفق أرقام الفيدرالية.وتبقى حفصة شكيبي (30 عاما) متفائلة بمستقبل القطاع، هي التي أسست شركة «فلورا سينا» في 2016 بعد حصولها على دبلوم في الكيمياء مراهنة على المنتجات العضوية، والمحاصيل القليلة مع تقنية التقطير «التقليدي» في أطقم نحاسية.وبسرعة وجدت الشابة التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية زبائن لوردها «الصافي الطبيعي» ممن «يبحثون عن إضافة نوعية» في كندا والصين وبريطانيا وفرنسا وهولندا. وتأمل أن تنطلق «قريبا» في إنتاح الرحيق الصافي ذي القيمة المضافة.

قد يهمك ايضا:

بلدية اسطنبول تنضم لبرنامج استدامة المدن الخضراء

 زلزال بقوة 5.7 يضرب إقليما إندونيسيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جانيات الورود يبذلن جهدا مضنيا لإنتاج مستحضرات ثمينة بالمغرب جانيات الورود يبذلن جهدا مضنيا لإنتاج مستحضرات ثمينة بالمغرب



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 14:23 2023 الخميس ,20 إبريل / نيسان

مقاييس التساقطات المطرية في المغرب في 24 ساعة

GMT 14:04 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

بلقيس فتحي تتألق بالبدلة البيضاء في أحدث ظهور لها

GMT 23:42 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

محافظ البنك المركزي التونسي يحذر من سنة صعبة جدا

GMT 21:46 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"كورونا" يتسبب في إغلاق عدة إدارات مهمة في طنجة

GMT 01:25 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

توقيف 4 أشخاص داخل قاعة للرياضة خرقوا حالة الطوارى

GMT 12:15 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مصطفى الرميد ينادي بالتوفيق بين الإسلام وحقوق الإنسان

GMT 19:49 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

جماهير الوداد تضعه في صدارة قائمة مشجعي الفرق العالمية

GMT 20:16 2019 السبت ,10 آب / أغسطس

تعرفي علي مكونتات أغلى عطر في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib