الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في جهة درعة تافيلالت
آخر تحديث GMT 12:32:46
المغرب اليوم -

الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في "جهة درعة تافيلالت"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في

الواحات المغربية
الرباط - كمال العلمي

تحظى الواحات بمكانة بارزة في المنظومة الترابية والجغرافية والبيئية في المغرب، وتعتبر القلب النابض للحياة الإنسانية في المناطق الواحية خاصة الجنوب الشرقي للمملكة، وتلعب الواحات دورا محوريا في الدفع بعجلة الاقتصاد المحلي والوطني، وفق إفادة أساتذة باحثين في المجالين البيئي والاقتصادي.

وتعتبر الواحات، خاصة بالجنوب الشرقي الذي يتميز بمناخ صحراوي حار، أكبر كنز يجب على الجميع (الساكنة والمسؤولين) الحفاظ عليه، وفق تصريح للفاعل الجمعوي الحسين أوحساين، من دوار تيمارغين بإقليم زاكورة، الذي أكد أن هذا “الإرث الثمين” يستدعي بذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ عليه.وكشفت معطيات رسمية، حصلت عليها هسبريس من مصادر داخل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، أن المجال الواحي بالمغرب يشغل 15 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد.

وأفادت المعطيات ذاتها بأن نسبة كبيرة من الواحات، خاصة واحات النخيل، توجد بجهة درعة تافيلالت وجزء من جهة سوس ماسة وجزء في جهة الشرق بكل من فكيك وبوعرفة.وأجمع عدد من سكان الواحات بالجنوب الشرقي على أن الواحة تلعب دورا أساسيا في تنشيط الحركة الاقتصادية بهذه المناطق الواحية، موضحين أن الجميع مطالب بحماية النظام الإيكولوجي للواحات من التغيرات المناخية والعامل البشري، خاصة الحرائق و”زحف الإسمنت”، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هوية مناطق الواحات عموما.

الحفاف يخنق الواحات
في ظل استمرار تسجيل انخفاض منسوب مياه السدود وطنيا وجهويا وانحباس المطر والحرائق المتتالية وزحف الإسمنت، أصبح جزء من الواحات التي تتميز بها جهة درعة تافيلالت والجنوب الشرقي للمغرب عموما مهددا بالزوال.

وفي هذا الإطار، قال عبد الله جبري، مهتم بالبيئة في إقليم الرشيدية، إن الجفاف أصبح يهدد الجميع وليس الواحة فقط؛ بل أيضا الإنسان الذي يسكن هذه الواحات، بسبب عوامل كثيرة؛ منها ما هو مرتبط بعامل التغيرات المناخية “انحباس الأمطار”، ومنها ما هو مرتبط بعامل البشر “توالي الحرائق، وزحف الإسمنت”، مضيفا: “يبقى الجفاف وندرة المياه من أخطر السرطانات التي تهدد الواحة بالزوال”.

ومن أجل تخفيف حجم معاناة سكان الواحة وإحياء الواحات وإعادة الأمل إليها، أكد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن على الدولة أن تبني أكبر عدد من السدود في هذه الواحات من أجل استغلالها أثناء التساقطات المطرية، لافتا إلى أن الجميع في مناطق الواحات خاصة بالجنوب الشرقي مهدد بالرحيل في أية لحظة بسبب عامل الجفاف.

وتواجه واحات الجنوب الشرقي للمغرب خطر الزوال، بسبب الجفاف والتصحر وتراجع الموارد المائية بشكل مقلق وتوالي حوادث الحرائق مجهولة المصدر؛ ما يستوجب تدخلا من المركز “الحكومة”، من أجل البحث عن حلول للمشاكل التي تتخبط فيها الواحات.

كوارث الحرائق
مع بداية كل فصل الصيف، تسجل واحات الجنوب الشرقي للمملكة اندلاع مجموعة من الحرائق التي تتوالى طوال فصل الصيف وتنتقل من واحة إلى واحة، بفعل ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي؛ ما يزيد من مخاوف سكان الواحة بشكل مقلق.

وتسببت الحرائق ذاتها، التي سجلتها جهة درعة تافيلالت على وجه الخصوص خلال السنوات الأربعة الماضية، في إتلاف مئات آلاف من أشجار النخيل وأشجار مثمرة أخرى التي تعد مورد الرزق الأساسي للفلاحين (سكان الواحات).

وكانت لهذه الحرائق المتتالية المسجلة بواحات الجنوب الشرقي، حسب الساكنة المحلية، تبعات اقتصادية واجتماعية وبيئية خطيرة.

وأوضح السكان، في تصريحات متطابقة، أن هذه الحرائق عمقت واقع الهجرة من الواحات إلى المدن هربا من جهيم الجفاف وتوالي الحرائق.

وفي هذا الإطار، كشف إبراهيم معرير، فاعل جمعوي ومن ساكنة واحة درعة (إقليم زاكورة)، أن السنوات المقبلة ستكون استثنائية وخطيرة بالنسبة لساكنة الواحات عموما، خاصة إن بقيت الأمور على ما هي عليها الآن، مشيرا إلى أن على الجهات المسؤولة البحث عن حلول لوقف الحرائق باعتماد خطة مسبقة تشارك فيه القطاعات المعنية “وزارة الداخلية ووزارة الفلاحة وغيرهما من الوزارات”.

وطالب المتحدث ذاته، في تصريح، الفلاحين بدورهم بالقيام بتنقية الواحة من الأعشاش والأعشاب اليابسة التي تسهل اشتعال النيران، داعيا إلى إحداث ممرات وطرقات وسط الواحات لتسهيل وصول شاحنات الإطفاء في حالة تسجيل اندلاع الحرائق، محملا أيضا المسؤولية للساكنة المحلية لكونها غير مهتمة بالواحة من خلال تنقيتها وفتح ممرات واحية؛ أولا لاستغلالها أثناء الحاجة، ثانيا يمكن للسياح استعمالها لاكتشاف ما تزخر به الواحات باعتبارها نظاما إيكولوجيا بيئيا وقلبا نابضا لهذه المناطق الصحراوية.

حلول حكومية
يرى عدد من المسؤولين والمهتمين بالفلاحة ومناطق الواحات أن الوضع الخطير والمقلق، الذي تتخبط فيه الواحة بالجنوب الشرقي خاصة والمغرب عموما، لا يمكن إصلاحه من قبل المسؤولين على المستوى الإقليمي وحتى الجهوي؛ لأن الموضوع يحتاج إلى إستراتيجية وميزانيات مهمة.

وفي هذا الإطار، قال مصدر مسؤول (من إدارة وزارة الفلاحة) بجهة درعة تافيلالت أن موضوع الجفاف وحرائق الواحات يجب أن تأخذه الحكومة على مستوى المركز بمحمل الجد، موضحا أن الحلول بيدها.

وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه الوقت حان لإحداث وكالة لتنمية مناطق الواحات هدفها تطوير وحماية الواحة وساكنتها، موضحا أن الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان أعطت اهتماما كبيرا لمناطق شجر الأركان فيما مناطق الواحات ظلت منسية ومهمشة.

وأوضح المصدر ذاته أن إحداث وكالة لتنمية مناطق الواحات أصبح من المطالب التي يرفعها سكان الواحات، وكان البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم زاكورة، الحسين أوعلال، وجه بهذا الخصوص سؤالا كتابيا إلى الوزارة المعنية.

وفي هذا الإطار، طالب عدد من المهتمين رئاسة الحكومة ووزارة الفلاحة بتنظيم لقاء بجهة درعة تافيلالت لدراسة الإشكاليات التي تواجه الواحة سواء إذا تعلق الأمر بالجفاف أو الحرائق، من أجل البحث عن حلول لهذه المشاكل في أقرب الآجال.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

خطة استباقية تحمي الواحات المغربية من اندلاع النيران في فصل الصيف‬

عزيز أخنوش يستعرض نتائج تنمية الواحات خلال إجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في جهة درعة تافيلالت الواحات المغربية تصارع قسوة الجفاف وتوالي الحرائق في جهة درعة تافيلالت



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 09:44 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة
المغرب اليوم - ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib