الرباط - المغرب اليوم
خالد بركاوي، 25 سنة، طالب في سلك الدكتوراه بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض في مراكش. بعد اكتشاف وكالة ناسا في فبراير الماضي 7 كواكب صخرية شبيهة بكوكب الأرض، الإنجاز الذي تم تداوله على نطاق واسع، لم يسمع أحد عن مدى مساهمة بركاوي فيه، أو الدور الذي قام به حتى صار هذا الاكتشاف حديث المجتمع العلمي وعامة الناس.
الموقع الإلكتروني الأمريكي الشهير "أوزي" أعاد تركيب قصة مساهمة الشاب المغربي إلى جانب مؤطره، زهير بنخلدون، رئيس قسم الفيزياء الفلكية، في هذا الاكتشاف التاريخي. "30 باحثا، ضمنهم بركاوي ومؤطره بنخلدون، ساهموا في مقال علمي نشر بمجلة (نايتشر) التي نشرت تفاصيل هذا الاكتشاف"، يشرح المصدر ذاته.
واستنادا إلى تصريحات بنخلدون، المشرف كذلك على مرصد أوكيمدن، فإنه "بدون دور المرصد وعدد من المعطيات التي جمعها بركاوي، فإن عددا مهما من المعلومات بشأن 3 من أصل 7 كواكب المكتشفة كانت ستكون مفقودة، مثل حجم قطرها ودرجة حرارتها وفترة مدارها أو كتلتها وكثافتها، وهي المعطيات الحاسمة في معرفة مدى احتمال أن تتواجد عليها الحياة".
كما أفاد الموقع الأمريكي ذاته بأن ميشيل جيلون، الذي قاد الاكتشاف، صرحّ بأن الفريق المغربي قام بمساهمة مهمة في هذا الإنجاز، وأبدى تفاؤله بشأن مستقبل الباحث الشاب بركاوي.
وينحدر بركاوي من دوار أيت هكو الصغير، بمنطقة دادس، البعيدة بـ200 كلم جنوب مراكش، من أسرة تضم 6 أطفال تعيلهم والدته ربة البيت، بينما يشتغل والده في محل للبقالة. وبعد نجاحه في نيل شهادة الباكالويا من ثانوية سيدي بويحيى، قرر الرحيل إلى مراكش لمتابعة دراسته الجامعية.
غير أن مسار الشاب طبعته الكثير من الصعاب. فقد مرت سنته الأولى بشكل سيء، فقد فيها البوصلة، كما صرح بذلك لموقع "أوزي"، وطبعها حنينه المقلق إلى وطنه الأم، وإحساسه بالغربة داخل المدينة الحمراء، إلى أن التقى بمؤطره، ومنذ ذلك الحين وهو مسكون باكتشاف أسرار الفضاء ومدى وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض.
يقول بركاوي بعد كل هذا: "هذا الاكتشاف يفتح الأبواب لإيجاد مزيد من الكواكب الجديدة، ومرصد أوكيمدن أصبح الآن مشهورا على الصعيد العالمي".
ويقوم بركاوي بتصميم برنامج الأهداف الليلية لتلسكوب ترابست-نورث، بجامعة لييج البلجيكية حيث يكمل دراسته لمدة عام كامل، ويعمل على إنجاز دراسة جديدة تدعى "سبيكولوس"، للبحث عن مزيد من الكواكب الأرضية التي تمر عبر النجوم قرب "أولتراكول"؛ وذلك تحت إشراف جيلون، عالم الفلك البلجيكي، الذي يقول عن بركاوي: "إنه يحتاج إلى بناء معرفته العلمية قبل إكمال دراسته"، إلى جانب تحسين لغته الإنجليزية لأن "أطروحته وكل ما يليها من أبحاث تعتمد عليها".


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر