الرباط - المغرب اليوم
اعتبر عبد الفتاح الفاتيحي، المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء، أن تعيين وجوه تنتمي إلى الأقاليم الصحراوية في الحكومة الجديدة، التي يترأسها سعد الدين العثماني، من قبيل رقية الدرهم وامباركة بوعيدة، يعكس "التمثيلية التي تقوم بها المملكة المغربية بالنسبة إلى مصالح المواطنين، أيا كانت؛ وذلك يأتي في سياق التأكيد على أهمية الجهوية التي تقوم بالأساس على أن سكان مناطق الجهة هم الذين يدبرون شؤونهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية".
وشدد الفاتيحي، على أنه بهذا التعيين يتبين "أن مسألة التمثيلية اليوم ينتبه إليها المغرب، خاصة أنه كان هناك سجال حول من يمثل الأقاليم الجنوبية؛ ذلك أن جبهة البوليساريو كانت تدعي أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، إلا أنه اليوم هناك تغير بعد صدور حكم المحكمة الأوروبية الذي أكد أن الجبهة لا تمثل سكان الصحراء. ومن ثم، فإن مسألة تعيين شخصية من الأقاليم الصحراوية يحمل هذه الاعتبارات والدلالات" يضيف الفاتيحي.
وذهب المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء إلى أن المغرب "يمتلك التمثيلية الشرعية في علاقته بسكان الأقاليم الجنوبية، وفي سياق الجهوية التي تعني الاستقلال الذاتي في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكان الصحراء، ومن مدخل كذلك أن تمثيليتهم في الحكومة هي تمثيلية حتى لما يقوم به المغرب من مشاريع اقتصادية تتعلق بالبنيات التحتية وكذلك فيما يتعلق بشرعنة عملية التعاطي مع الثروات الطبيعية في الأقاليم الجنوبية، لا سيما أنه كان هناك من بين شروط اتفاق الصيد البحري وحتى الاتفاق الزراعي الحرص على أن عائدات هذه الاتفاقيات تكون من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية".
ولفت عبد الفتاح الفاتيحي إلى أن مسألة التمثيلية من هذه الناحية مهمة، مضيفا أن "تعيين شخصية صحراوية في الحكومة وتنتمي إلى حزب عريق ـ في إشارة إلى رقية الدرهم ـ ليس فيها تمييز خاص فرض على المغرب؛ لكن هي استثمار كافة الدلالات التي تمنح للحكومة المغربية لتكون قوية في إدارة النقاشات والسجالات المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة على المستوى الدولي".
وكان الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، قد ترأس، اليوم الأربعاء بقاعة العرش في القصر الملكي بالرباط، مراسيم تعيين أعضاء الحكومة الجديدة التي يرأسها سعد الدين العثماني.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر