المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا
آخر تحديث GMT 04:33:08
المغرب اليوم -

المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا

عبد اللطيف المنصوري
الرباط - المغرب اليوم

انخرط عبد اللطيف المنصوري في تجربة هجرة ساقته من مدينة مراكش المغربية إلى "فرانكفورت" الألمانية، نتيجة "شغب شبابي" أفلح في إنتاج شغف علميّ ومهنيّ متجدد.

إكمال المنصوري 30 سنة من الاستقرار في هذا البلد الأوروبي جعله موقنا بأن باحات النجاح الخاصة بالمغاربة تبقى أرحب من الفرص الفرنكوفونية، شريطة حضور النباهة اللازمة لالتقاط ذلك.

الانطلاقة المراكشية

لا ينسى عبد اللطيف المنصوري أيام النشأة بالتجمع السكاني الذي عانق فيه الحياة قبل عقود، معتبرا أن ما عاشه في "قاع المشرع"، بمدينة مراكش، يبقى الأسعد على مر حياته.

ويعلن المنصوري، في لحظة بوح صادقة، أن انتماءه إلى أسرة متواضعة من "عاصمة النخيل" المغربية قد وسم حياته بصفات دائمة، أبرزها الميل إلى البساطة، وفتح أمامه أبواب التجربة الدولية.

تدرّج تعليم عبد اللطيف بين مؤسسات تربوية في مراكش، وتحرك بين فصول دراسية من "ابتدائية العيادي" إلى "ثانوية ابن سينا" التي حصل فيها على شهادة الباكالوريا.

رهان خارجيّ

يقول عبد اللطيف المنصوري إن فكرة الهجرة لم تكن من بين مخططاته قبل إنهاء المرحلة الثانوية من الدراسة، ويشدد على أنها حضرت بناء على رهان جمعه بصديق كان يراسل مؤسسات خارجية دون نيل ردود.

ويشرح المراكشي نفسه: "انطلق الأمر من تعاط يميل إلى المزاح أكثر من استحضاره للجدّ، فقد استعنت بإتقاني للغتين الفرنسية والإنجليزية لتقديم طلبات تسجيل بجامعات أوروبية وأمريكية، وتلقيت ردودا إيجابية جاءت بينها ألمانيا".

يبتسم المنصوري حين يستحضر ما أتت به رسائل البريد في تلك المرحلة من شبابه، ويؤكّد أن "كسب الرهان الخارجي" قد أفضى إلى تغيّر مفصلي في مساره المستقبلي؛ خاصّة بعد قراره خوض "التجربة الألمانية".

في كولونيا

يعلن "ابن قاع المشرع" أن عيشه في مدينة مراكش، ذات الارتباط الكبير بالجنسيات العديدة التي تقصدها من أجل السياحة، قد أكسبه خبرة مسبقة في التعاطي مع أناس من غير المغاربة، واعتبر أنه سيستفيد في دراسته بألمانيا من هذه التجربة.

"وصلت إلى مدينة كولونيا سنة 1990، مسايرا موجة من المغاربة الباحثين عن إغناء تجاربهم بما توفره البلاد من تعليم عال، لكن المحك الحقيقي كان ضرورة تعلّم اللغة الألمانية التي لم يسبق لي أن درستها في مدينة مراكش"، يكشف المنصوري.

كما يعتبر عبد اللطيف، في السياق ذاته، أن صعوبات البداية كان لا مفر منها لإرساء دعائم اندماج حقيقي بالمجتمع الألماني، خاصة ضرورة البحث عن عمل بدوام جزئي لتدبر المصاريف اللازمة للعيش بكرامة والتركيز في الدراسة.

سنوات "الديداكتيك"

اختار عبد اللطيف المنصوري عند وصوله مرحلة الحسم في المسار الجامعي، التخصص في "الديداكتيك" بجامعة "كيسن"، معتبرا أن الاشتغال في التربية والتكوين، عقب التخرج، ملائم لطموحاته المستقبلية في "بلاد الجرمان".

أنهى الوافد على كولونيا من "عاصمة البهجة" المغربية مساره التعليمي الجامعي في مدة زمنية وصلت إلى 7 سنوات، ثم اتجه إلى استجماع تجربة ميدانية وازنة في مجال تخصصه، دون إغفال التعاطي مع المتغيرات الواقعية التي صادفها.

يقول المنصوري: "الشق النظري جعلني قادرا على تدريس اللسانيات والعلوم الديداكتيكية، وعلى هذا الأساس خضت تجارب تعليمية في عدد من المدارس والمعاهد الألمانية، إلى أن أتت مرحلة تغيير المسار مرّة أخرى".

احتراف الترجمة

القادم إلى ألمانيا دون إتقان لغتها، مستهل عقد التسعينيات من القرن الماضي، لم يكن يتوقع أن يتحوّل إلى مترجم محلّف من هذا اللسان وإليه، لكنّه يذكر أن "المستحيل يتم تذليله باغتنام الفرص والتحلي بمنسوب عال من الإصرار".

ويشرح عبد اللطيف المنصوري قائلا: "توجهت إلى مدينة فرانكفورت بعدما اخترت الاستثمار في إتقاني للألمانية والعربية والفرنسية، وبهذه الحاضرة خضعت إلى تكوين بديل أبعدني عن الديداكتيك وقربني من الترجمة".

يعد المراكشي عينه، في الوقت الحالي، مترجما محلّفا مقبولا لدى المحاكم العليا في دولة ألمانيا الفيدرالية، يقسم اشتغالاته بين مؤسسات رسمية، أهمها الأمن والقضاء، وبين أجانب يفدون على البلد الأوروبي لدواع مختلفة.

عرفان بالجميل

يعتبر عبد اللطيف المنصوري أنه شخص لا ينكر الجميل، سواء ذاك الذي يتعلق بفترة تكوينه الأساسية بالمملكة، أو نظيره الذي منحه تخصصا مزدوجا في بلد الاستقرار الذي اختار التوجه إليه طوعا.

ويقول المنتمي إلى صف الجالية: "مروري من المدرسة العمومية المغربية أكسبني المهارات التي شققت بها الطرق في ألمانيا، بينما الإمكانيات الثمينة المتاحة في هذه البلاد أعطتني مناخا إيجابيا ساهم في تطوري".

يؤكد المنصوري، في السياق ذاته، أن السمة الأساسية للمجتمع الألماني هي الترحاب بكل من توجّه إليه بغرض النهل من العلوم، كيفما كان نوعها، وتواكب ذلك معاملات وتشريعات تخدم طلبة العالم القادمين إلى ألمانيا.

عبد اللطيف يربط مستقبله بمحاولات لتنمية رصيده المهني والأكاديمي في "فرانكفورت"؛ إذ يراهن على مناقشة رسالة دكتوراه بعد مدّة يسيرة مع تطوير أداء مكتبه المتخصص في تقديم خدمات الترجمة للمقبلين عليها.

نهاية الفرنكوفونية

لا يتردّد عبد اللطيف المنصوري في التعبير عن تشجيعه لكل الشابات والشبان المغاربة الراغبين في نيل تكوينات أكاديمية بعيدا عن المؤسسات الفرنكوفونية، موردا أن زمن المراهنة على الخبرة الفرنسية قد انتهى منذ أمد.

ويرى الجامع ثلاثة عقود من الاستقرار في أوروبا أن الدراسة في ألمانيا قادرة على جعل المثابرين يلاقون النجاحات التي يبتغونها، شريطة أن تكون أهدافهم الأساسية واضحة المعالم، وأن يعملوا على استغلال الفرص التي يلاقونها صدفة.

"العيش في ألمانيا أثبت ملاءمته لشخصية المغاربة، وما تحقق من تراكم خلال السنوات الفائتة دليل على ذلك، حيث البلاد تمنح الخبرة وتفتح أبواب الفلاح نتيجة مساهمة نظامها التعليمي وبيئتها الاجتماعية في صقل الذوات الطموحة"، يختم عبد اللطيف المنصوري.

 

قد يهمك ايضا
أحمد أريوش خبير قانوني يتألق في ثوب المحاماة بـ"فرانكفورت"
القنصلية المغربية تعقد لقاءً تواصليًا مع رؤساء جمعيات ثقافية ودينية في فرانكفورت

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا المراكشي عبد اللطيف المنصوري يتقن الديداكتيك والترجمة بألمانيا



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 19:35 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

غوارديولا يوضح صعوبة انتصار مانشستر سيتي على "إيفرتون"

GMT 18:09 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرة الأهلي طرابلس تخطف الانتصار من بنغازي

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل صادمة عن قضية أب مارس الجنس مع ابنته

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 10:30 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

المغرب يطلب استضافة كأس العالم للأندية

GMT 02:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

كورتيز تنتقد غياب أصحاب البشرة السمراء في "سي بي أس"

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

السرعة المفرطة تؤدي إلى انقلاب شاحنة في وجدة

GMT 07:57 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

كاتبة مغربية تقارب "نساء - الإسلام والغرب"

GMT 20:16 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

جماهير عُمان تسقط على الملعب أثناء الاحتفال بلقب خليجي 23

GMT 12:53 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الصداقة سعادة

GMT 16:15 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

عارضة أزياء عالمية تظهر على شاطئ أغادير بملابس مثيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib