تعرف حالات الإصابة بفيروس “كورونا”، منذ أيام، ارتفاعا مستمرا؛ وهو الوضع الذي يجعل المختصين يشددون على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.
ارتفاع الحالات الجديدة بالفيروس المستجد قد ينتج عنه إنهاك للأطر الصحية، التي تستعد للاستفادة من الرخص السنوية للعطل بعد أن حرمت منها منذ أكثر من سنة ونصف السنة.
وفي هذا الإطار، قال حمزة الإبراهيمي، الإطار النقابي في القطاع الصحي: “اليوم وأمام التراخي المسجل في استعمال الوسائل الوقائية وتخلينا الشبه الكلي في الفضاءات العامة عن ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي واستعمال المعقمات، وجب التأكيد على أن الجائحة لم ترتفع بعد وأن أخطارها ما زالت قائمة”.
وأشار الإبراهيمي، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن “أوضح مثال على عدم زوال الجائحة هو أعداد الحالات الإيجابية المسجلة مؤخرا”، متوقعا أن المخاطر سترتفع حتما مع موسم العطل والاصطياف والسفر وما يرافقه من تجمعات وأعراس وأفراح.
وتابع الإطار النقابي في القطاع الصحي قائلا: “لا نريد أن تتحول الأفراح إلى مآتم وأقراح، وكلنا قد عشنا السنة الماضية انتكاسة العطلة الصيفية والعطلة الخاصة بعيد الأضحى؛ وهي الانتكاسة التي كلفتنا وبائيا واجتماعيا غاليا جدا. لذا، يتوجب على الجميع اتباع الإرشادات الخاصة بالحماية من الفيروس والتقيد بتعليمات السلطات المختصة؛ لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
وتحدث الإبراهيمي عن وضعية الأطر الصحية قائلا إنها “مجندة كما كانت وما زالت للتصدي للوباء، سواء داخل مسارات العلاج بالوحدات الاستشفائية وخلايا اليقظة الوبائية أو في محطات ومراكز التلقيح التي تسجل يوميا أرقاما مهمة في أعداد الملقحين”.
وأفاد المتحدث ذاته بأن الأطر الصحية ستستعد ابتداء من شهر يوليوز المقبل للاستفادة على دفعات من عطلها السنوية الموقوفة منذ سنة ونصف السنة، “خاصة عقب الإنهاك والاستنزاف المهني والاجتماعي والنفسي الذي أصابها طيلة المدة الماضية وغياب التحفيز الحقيقي والتشجيع من قبل وزارة الصحة على مواصلة مجهوداتها بعد تماطل الوزارة الوصية في صرف منح الشطر الثاني عن أعباء الجائحة التي وعدت بها سابقا”.
وقال الإبراهيمي إن الحالة الوبائية المتعلقة بتفشي مرض “كوفيدـ 19” تعرف، على امتداد شهر يونيو الذي يشارف على نهايته، حالة من الاستقرار؛ على الرغم من القرارات المتتالية التي اتخذتها الحكومة بناء على توصيات اللجنة العلمية والتقنية لمواجهة الجائحة، والتي لاقت استحسان جميع المواطنين وأدت إلى انفراج اقتصادي واجتماعي كان ينتظره الجميع.
وأورد أنه على مستوى الأرقام لا تزال المؤشرات الوبائية محتكما فيها على الرغم من ارتفاع الحالات الإيجابية اليومية والحالات النشطة التي ما زالت تخضع للعلاج، عازيا ذلك إلى ارتفاع عدد التحليلات اليومية من حوالي ثلاثة آلاف بداية الشهر إلى أزيد من 13 ألف تحليلة خلال الأيام الأخيرة؛ بينما ظل مؤشر العدوى مستقرا طيلة شهر يونيو في معدلات تتراوح بين 0,8 في المائة و1,1 في المائة. أما الحالات الحرجة التي تشكل عبئا وبائيا ومهنيا على العاملين بالقطاع، فإنها تقدر إجمالا في حوالي 200 حالة؛ فيما ينحصر فيها معدل ملء أسرة الإنعاش في 6 في المائة، ويبقى معدل الفتك مستقرا كذلك في حدود 1.8 في المائة.
وسجل الإطار النقابي في قطاع الصحة أن “الفضل في هذه الوضعية الوبائية المستقرة يرجع أساسا إلى التقدم الكبير الذي تعرفه علميات التلقيح ضد فيروس “كورونا” المستجد، التي تشارف اليوم على عشرة ملايين جرعة التي يبقى مفعولها وفعاليتها ثابتا علميا وعمليا وحمايتها أكيدة، وخير مثال على ذلك أن جل الحالات الحرجة أو التي توجد بأقسام الإنعاش رفضت أو لم تخضع للتلقيح؛ بينما كل الحالات الإيجابية للفيروس، بعد تلقيها اللقاح، تبدو عليها علامات طفيفة للمرض في جلها لا تتعدى أعراض الزكام الحاد، وتخضع للعلاج باستعمال البروتوكول العلاجي المنزلي”.
قد يهمك أيضا:
انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في طنجة
وصول أولى جرعات لقاح “سينوفارم” الصيني إلي فاس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر