قالت الفنانة منة شلبي إنّها تعيش مع الشخصيات التي تُقدّمها في أعمالها الفنية، وتحمل همومها خارج موقع التصوير، لأنّها تؤمن بأنّ الصدق في الأداء هو ما يجعل الناس تتأثر، موضحة أنّها تنتمي في أدائها إلى مدرسة «التمثيل المنهجي» التي تقوم على أن يعيش الممثل التجربة بكاملها، فيتوحّد مع الشخصية إلى درجة تلامس واقعه الداخلي، وهو ما يمنح الأداء عمقاً إنسانياً حقيقياً، لكنه في الوقت نفسه مرهق نفسياً.
وخلال ندوة تكريمها في مهرجان «الجونة السينمائي»، الجمعة، عقب منحها جائزة «الإنجاز الإبداعي» التي أدارها المخرج كريم الشناوي، أكّدت منة شلبي أنها أحياناً تجد نفسها غارقة في مشاعر الشخصية التي تؤديها حتى بعد انتهاء التصوير، لأنّها ترى أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل حالة من التقمص الكامل للروح الإنسانية.
وأضافت: «في بعض المشاهد الصعبة ألجأ إلى البساطة بوصفها وسيلة للتعبير الصادق»، مستعيدة أحد المواقف في فيلم «العشق والهوى» مع أحمد السقا، حين أمضت ليلتها تُفكر في كيفية أداء مشهد مؤثر، لتكتشف أنّ «الإحساس الحقيقي لا يحتاج إلى مبالغة، وأنّ القليل أحياناً يكون أكثر عمقاً وتأثيراً»، على حد تعبيرها.
وشهدت ندوة التكريم حضور عدد كبير من الفنانين، منهم حسين فهمي، وليلى علوي، ويسرا، وهالة صدقي، وإلهام شاهين التي تحدثت عن تجربتها مع منة شلبي في مسلسل «بطلوع الروح»، وحرص منة على تنفيذ توجيهات المخرجة كاملة أبو ذكري والتعرض للضرب بالكورباج الحقيقي خلال تصوير أحد مشاهد الفيلم.
وأكّدت إلهام شاهين أن «منة ممثلة جريئة في اختياراتها، وتعمل على إيصال الدور بمصداقية شديدة حتى مع الصعوبات التي تتعرض لها»، مشيرة إلى وجود كثير من المواقف الصعبة التي يتعرض لها الممثلون ولا يعرفها الجمهور.
وقالت منة شلبي إنّها شعرت بالخوف والتقدير في آنٍ واحد عند تكريمها، مؤكدة أن «أجمل ما في التكريم أن يشعر الفنان بأنّ تعبه لم يذهب سدى، وأن رحلته الطويلة بكل ما فيها من صعوبات قد تركت أثراً في قلوب الناس».
وأضافت أنّ «الجوائز عن مجمل الأعمال لا تأتي بسهولة، لأن طريق التمثيل مليء بالتحديات، والممثل الحقيقي يبذل جهداً هائلاً ليُقدّم لحظة صدق واحدة أمام الكاميرا»، ووصفت لحظة التقدير بأنها «لحظة جمال نادرة لا تُنسى».
وأوضحت منة شلبي أنّها لا تمتلك طريقة ثابتة في اختيار الأدوار، وتتعامل مع كل عمل بإحساس مختلف، مضيفة أنها قد تختار أحياناً بشكل خاطئ، أو تعتذر عن عمل فتجده لاحقاً يُحقق نجاحاً كبيراً، لكنّها تعدّ كل تجربة درساً جديداً في فهم الإنسان قبل الشخصية.
وأكدت أنّها لا تبحث عن الأدوار السهلة أو المتوقعة، بل عن تلك التي توقظ بداخلها الشغف والفضول، لأنّها ترى أنّ التمثيل الحقيقي يبدأ من الرغبة في الاكتشاف.
وتحدّثت عن مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أنّ جيلها كان محظوظاً بالعمل مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين، وأسامة فوزي، وأسامة بدران، الذين تركوا فيها أثراً كبيراً وأسهموا في تشكيل وعيها الفني، مؤكدة أنّ الاحترام والاحتراف هما الأساس في أي عمل ناجح، وأنّ الفنّ عمل جماعي لا يكتمل دون تعاون الجميع، قائلة: «حتى لو كنت البطل، لا يُمكنك أن تصنع مشهداً حقيقياً من دون الفريق الذي يقف خلف الكاميرا».
وأعربت منة عن سعادتها بتكريمها في «الجونة السينمائي»، عادّة أنها لحظة فخر وامتنان لبلدها ومهنتها، مضيفة «النجاح الحقيقي ليس في الألقاب أو الجوائز، بل في الاستمرار في تقديم فنّ يُشبه الناس، ويصل إلى قلوبهم بصدق».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
منة شلبي توضح مدى قرب شخصيتها في هيبتا من حياتها الواقعية
منه شلبي تتالق بالاحمر في العرض الخاص لهيبتا وتكشف سر حماسها للفيلم
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر