عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إثارة الجدل بخصوص موقف تل أبيب من مغربية الصحراء من خلال إظهار خريطة المملكة منقوصة من صحرائها، الأمر الذي أشعل غضب المغاربة وعزز موقف القوى المناهضة للتطبيع بالبلاد، خاصة في سياق الفعاليات التضامنية المتواصلة مع الفلسطينية ضد المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين بقطاع غزة المحاصر.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي الليلة الماضية بالتعليقات الرافضة لموقف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مع مطالبات برد مغربي حازم وحاسم على الاستفزازات، بلغت حد مطالبة البعض بـ”إلغاء اتفاق التطبيع”.
في هذا السياق قال أوس رمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن “المغاربة العقلاء يعرفون أن الصحراء المغربية لن يردها تطبيع أو غيره، فالصحراء المغربية في بلادها والمغاربة في صحرائهم، وأي ربط للتطبيع بقضية الصحراء المغربية مرفوض”.
وأضاف رمال في تصريح“لم يسبق لإسرائيل أن كان لها موقف داعم للصحراء المغربية، وحتى في التوقيع الثلاثي كانت هناك في الحقيقة اتفاقات ثنائية، بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولم نعرف ما فيها. والصهاينة يصرحون بأنهم لم يكن لهم التزام بشأن الصحراء المغربية”.
وأكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن “اتفاق التطبيع لا يعول عليه المغاربة أساسا، وخرجوا قبل توقيعه ضد التطبيع”، مبرزا أن “المغاربة يعرفون أن السراب الذي يلهث وراءه البعض لا فائدة منه، وأن الصحراء لا يمكن أن يحافظ عليها إلا المغاربة المستعدون للتضحية بأرواحهم ودمائهم في سبيلها”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “استفزاز نتنياهو ليس جديدا”، مردفا: “يظنون أنهم سيستفزوننا بالصحراء، وأننا بتلوينها في الخريطة بلون مغاير سنلهث وراءهم”؛ كما أكد أن “طوفان الأقصى جرف إسرائيل نهائيا، وتحتاج إلى عقود من الزمن لتعود إلى القوة التي كانت تدعيها، وكان يأمل البعض أن تفيدنا في الصحراء أو أي شيء من هذا القبيل”.
وأشار رمال إلى أن “الدولة المغربية لا تتفاعل مع هذه الأحداث بشكل سريع، بل تشتغل بشكل إستراتيجي وتأخذ وقتها وتتخذ قراراتها في الأوقات المناسبة”، وزاد مستدركا: “لكننا نأمل أن نرى قريبا تراجع الدولة المغربية عن جميع الاتفاقات التي تمت بمناسبة التطبيع وإعادة فتح مكتب الاتصال”.
وختم رئيس حركة التوحيد والإصلاح بأن “التجربة بينت أن التطبيع لا يصلح مع دولة قاتلة تعتبر المسلمين حيوانات لا يستحقون العيش”.
من جهته قال جمال العسري، الأمين العام لحزب اليسار الاشتراكي الموحد، إن حزبه منذ البداية “اعتبر أن المغرب لن يجني أي ربح من اعتراف دولة منبوذة وكيان إرهابي واحتلالي بمغربية الصحراء”، وأضاف مبينا أن “كل من يراهن على ربح قضيتنا الوطنية بمساندة الكيان الصهيوني كمن يراهن على السراب”.
وشدد العسري، ضمن تصريح ، على أن “إسرائيل كيان لا يؤتمن وخائن وغدار، وبالتالي ربط التطبيع باعترافه بمغربية الصحراء كمن يوصي الثعلب على خم الدجاج”، مبرزا أن “تصرف نتنياهو يثبت مرة أخرى انتهازية هذا الكيان وحقارته وابتزازه، وأنه يعمل بأسلوب العصابات”، وزاد: “إنه يريد ابتزاز المغرب، وحتى بيان الناطق باسم وزارة الخارجية الذي تحدث عن خطأ تقني لا يمكن أن يصدقه إلا أهبل”.
وأشار السياسي اليساري ذاته إلى أن “الكيان الصهيوني يبتز المغرب لأنه صوت لصالح قيام دولة فلسطينية وندد ويندد بالمجازر وحرب الإبادة”، معتبرا أن “الموقف الرسمي المغربي بدأت تظهر عليه ملامح التغيير”، وما قام به نتنياهو “رسالة لكل المطبعين وكل الأصوات التي بررت التطبيع بأن تعود إلى صوت الشعب المغربي الرافض للتطبيع”.
ودعا المتحدث المغاربة إلى “التأكيد بصوت واحد على أن الصحراء كانت مغربية وهي مغربية وستظل مغربية، ولا حاجة لنا البتة بأي دعم من كيان منبوذ في العالم، يتابع بتهم جرائم الحرب والإبادة من طرف محكمة العدل الدولة ومحكمة الجنايات الدولية”.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر