الرباط - كمال العلمي
قال فاعلون حقوقيون ومثقفون مغاربة إن تعاقب الحكومات في إسرائيل لا يمكن أن يؤدي إلى تغيير الوضع في فلسطين، طالما أن الحكومات التي تتشكل في تل أبيب، وإن اختلفت الأحزاب التي تقودها، يوحدها هدف واحد، هو عدم السماح بإقامة دولة فلسطين، مشددين على ضرورة استمرار دعم المقاومة إلى حين تحرير الأراضي المحتلة.وقال الشاعر محمد بنيس، في ندوة نظمتها حركة BDS المغرب، بمناسبة يوم الأرض، إن الهدف الوحيد لإسرائيل هو قتل الفلسطينيين، لافتا إلى أن هذا الهدف تم تسطيره منذ أن تقرر زرع الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1905.
وأضاف بنيس أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تنكر جميعا وجود الشعب الفلسطيني وأية إمكانية لقيام دولتين على أرض فلسطين كما هو مقرر من لدن الأمم المتحدة ومن لدن المجتمع الدولي.وأردف الشاعر المغربي قائلا: “كل حكومة تأتي يكون شرطها الأول هو لا وجود للشعب الفلسطيني ولا وجود لدولة فلسطينية”، منتقدا “توسع التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، بعدما كان هناك في السابق حاجز أخلاقي يجعل الدول العربية تلتف حول القضية”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها معها دول عربية.واعتبر بنيس أن حكومة نتنياهو المتطرفة “هي نسخة للحكومات السابقة؛ لأن إسرائيل لا توجد بذاتها بل بالقوة الغربية التي تساندها، منذ بداية الحركة الصهيونية”.وأردف أن “ما يجب أن نهتم به ليس هو حكومات الكيان الصهيوني، بل الشعب الفلسطيني، والأسْرى، والأطفال الشباب والشيوخ، والمقاومة، وكيف يجب تطويرها، ودعمها، وتطوير التضامن معها، ومساندتها بما يمكن أن يبقيها حية في هذا الأفق التحرري”.
عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حذر من أن الحكومة الإسرائيلية تستغل ما يجري من احتجاجات حالية في تل أبيب، من أجل اتخاذ سياسات أكثر تطرفا، ومن ذلك توجهها نحو إنشاء الحرس الوطني.واعتبر غالي “أن الخطة التي يشتغل عليها الكيان الصهيوني لإنشاء الحرس الوطني يعني العودة إلى عهد الميليشيات المسلحة وما قبل عام 48، من أجل التصدي للشباب المدافعين عن الأرض”، لافتا إلى أن “هذا يعني العمل على تصفية فلسطينيي 48″، منبها إلى ضرورة “ألا يجعلنا الضباب الكثيف في تل أبيب نغفل عمّا يتم التحضير له”.
وسجل الفاعل الحقوقي أن الكيان الصهيوني يعاني من عزلة متنامية ويتآكل، داخليا، بسبب المقاومة الفلسطينية، ويعاني من العزلة خارجيا، وبرز ذلك من خلال المواجهة مع روسيا والقرارات التي اتخذتها عدد من دول أمريكا اللاتينية في مواجهة إسرائيل.وانتقد المتحدث ذاته إقدام عدد من الدول العربية على تطبيع علاقتها بإسرائيل، معتبرا أن هذه الدول بذلك تقوم بفك العزلة التي يعاني منها الكيان الصهيوني في الوقت الذي تتزايد عدد الدول التي لم تعد ترحب به.
في السياق ذاته، اعتبر أنيس بلافريج، مناضل من أجل قضية فلسطين، أن التطورات المتسارعة التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط فاقمت عزلتها، لا سيما بعد المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران.وقال بلا فريج إن اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ماضية نحو الانهيار، داعيا المغرب إلى التراجع عن اتفاق التطبيع معها؛ “لأن إسرائيل هي دولة ناهبة، ولن تعطي المغرب أي شيء، سوى التشجيع على الحروب لكي تبيع له الأسلحة، وبالتالي فهي تعمل ضد أمن المغرب، وتعمل من أجل مصالحها الضيقة فقط”، على حد تعبيره.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دي ميستورا يُجري مُشوارات مع ممثلي المغرب والجزائر في الأمم المتحدة
النمو السكاني في العالم سيصل لذروة تقدر بـ8.8 مليار نسمة وقد يتوقف بحلول منتصف القرن


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر