الجديدة ـ أحمد مصباح
سادت حالة استنفار لدى السلطات الأمنية والمحلية بمختلف تلويناتها، مساء الخميس 11 تموز/ يوليو 2013، عقب انهيار منزل سكنيّ، كان مصنفًا ضمن البنايات الآيلة للسقوط في عاصمة دكالة (الجديدة).
وعلمت "المغرب اليوم" أن مسكنًا مهجورًا يقع في زنقة تحمل رقم: 611، في حي للازهرة الشعبي، في الجديدة، انهار سقفا طابقيه السفلي والعلوي، في حدود الساعة الثامنة من مساء الخميس، تزامنًا مع وقت الإفطار الرمضاني، ما جنّب كارثة غير محسوبة العواقب، كانت ستخلّف حتمًا عشرات الضحايا، بالنظر إلى جسامة انهيار المنزل بطول حوالي 25 مترًا، وارتفاع بزهاء 20 مترًا، وكذا، اتّساع الرقعة الجغرافية التي تساقطت فوقها أطنان من الحجارة والأتربة، تعدت الرصيف اللصيق بالمنزل المنهار، إلى أقصى الشارع المجاور، واللذين كانا (الرصيف والشارع) لحسن الحظّ، فارغين تمامًا من مستعملي الطريق، من راجلين، وأصحاب العربات والدراجات النارية والهوائية، ومن باعة الخضروات والفواكه، الذين اعتادوا أن يتّخذوا من ذلك الرصيف والشارع، سوقًا فوضويًا لعرض بضاعتهم، على غرار أبناء الحي الشعبي، الذين يجالسون بعضهم بعضًا في لقاءات حميمية، في الأيام العادية، وكذا، قُبيل وبُعيد ساعة الإفطار الرمضاني، وإلى غاية ساعة متأخّرة من الليل.
وانتقلت "المغرب اليوم" إلى مسرح الحادث الكارثيّ، ووقفت عن كثب على هول الدمار الشامل، الحاصل في المنزل المنهار، والذي تسبّب في تصدُّع منزل سكني بالجوار، ما خلق حالة رعب لدى ساكنيه، والذين تمّ إحالة بعضهم على متن سيارة الإسعاف، على قسم المستعجلات لدى مستشفى محمد الخامس.
وواكب انهيار المنزل انفجارٌ مدوٍّ، خلف حالة هلع شديد، لدى الأُسَر التي كانت بصدد تناول وجبات الإفطار الرمضاني، والتي هيئ لبعضها أن "زلزالاً" ضرب حيَّهُم السكني.
وحسب الشهادات والارتسامات التي استقتها "المغرب اليوم"، فإن المنزل المنهار كان موروثًا على الشياع، الذين قاموا، منذ حوالي سنة، ببيعه إلى مالك جديد، وكان الأخير ينوي إصلاحه، حيث قام باستئجار عمال البنّاء، الذين شرعوا لتوِّهِم في عملية الترميم، قبل أن تتهاوى فوق رؤوسهم، الحجارة والأتربة داخل البناية المتصدعة. ما جعل المالك الجديد يوقف الأشغال، ويغادر مدينة الجديدة.
ويتساءل الرأي العام، والمتتبّعون للشأن المحلي، عن الجهة التي خوّلت للمالك الجديد مباشرة عملية الإصلاح والترميم، رغم كون المنزل كان آيلاً للسقوط، وبنايته لا تحترم البتّة معايير وشروط السلامة، سيّما أن كل شيء فيه، كان ينذر بانهياره الوشيك، من دون سابق إنذار.
وحسب سكان الحيّ، فإنهم قاموا، منذ حوالي 3 أشهر، بإشعار (إعلام) السلطة المحلية، ممثلة في قائد المقاطعة الحضرية الخامسة، وانتقل خليفة القائد وعون السلطة (المقدم)، إلى الزنقة رقم 611، حيث عاينوا عن كثب المنزل الآيل للسقوط، لكن مهمّتهم انتهت من حيث ابتدأت، ولا شيء تم اتخاذه لتجنيب كارثة، كادت تأتي على أرواح الأبرياء، لو أنها وقعت بيومين قبل حلول شهر رمضان، أو حتى بنصف ساعة قُبَيل وقت الإفطار، أو بعيده.
وتجدُر الإشارة إلى أن ثمّة بنايات سكنيّة في مدينة الجديدة قديمة جدًا، ومتصدّعة، وباتت آيلة للسقوط، فإلى متى سيطول انتظار الجهات الوصية، ومن يهمّه الأمر، للتدخّل، وتدارك الوضع الذي ينذر بـ "الكارثة" قبل فوات الأوان؟! فـ "العويل وراء الميت خسارة!"، كما يقول المثل الشعبي المغربي، ومن هذا المنبر ندق ناقوس الخطر.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر