تونس - أسماء خليفة
كشف الناطق الرسمي باسم اعتصام "طفح الكيل"، محمد عون، في تصريح خاص لـ"المغرب اليوم"، أن وفدًا حكوميًّا، الأربعاء، يستقبل وفدًا ممثلًا عن محافظة ڤابس، (جنوب شرقي البلاد)، والتي تواصل اعتصامها لليوم الخامس في ما يسمى "أسبوع الغضب"، موضحًا أن "هذا اللقاء كان ثمرة وساطة تقدَّم بها رئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، ورئيسة اتحاد الصناعة والتجارة، وداد بوشماوي".
وأعلنت منظمات المجتمع المدني، في المحافظة، (الاتحاد الجهوي للشغل، والاتحاد الجهوي للزراعة والصيد البحري، والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة، ورابطة حقوق الإنسان، وعمادة الأطباء)، السبت الماضي، في الدخول في أسبوع للغضب احتجاجًا على عدم تجاوب الحكومة مع مطلب المحافظة الداعي إلى إنشاء كلية للطب، وذلك بالرغم من مشاركة أكثر من خمسين ألف محتج في إضراب الأربعاء، كما يهدد أهالي المحافظة بنقل احتجاجهم إلى المنطقة الصناعية وشلّ حركتها من أجل الدفع نحو الاستجابة لهذا المطلب.
ورصدتْ "المغرب اليوم"، أن "حركة "النهضة" التي تقود الائتلاف الحاكم منذ نهاية العام 2011، تُدعِّم هذا الاحتجاج وترعاه بالرغم من أن المحتجين قرروا الغضب لمدة أسبوع، بسبب قرارات الحكومة، ويبدو أن المسألة تتجاوز مجرد إحداث مشروع كلية لتدريس الطب في المحافظة بقدر ما تعتبر محاولة من "النهضة" لاحتواء أكبر معاقلها الانتخابية، إذ ذكر متابعون للوضع في المحافظة، أن "ڤابس تُعرف على أنها خزّان انتخابي لحركة "النهضة"، وأن إضراب الأربعاء الماضي، الذي انضم إليه الآلاف من المحتجين بشكل عفوي، أربك الحسابات السياسية للحركة في المحافظة، وهو الأمر الذي دفعها إلى الالتصاق بالاعتصام لمحاولة احتواء المحتجين وللإبقاء على قاعدتها الانتخابيّة.
وارتباك الحركة في التعامل مع هذا الاحتجاج رصدته "المغرب اليوم"، من خلال سوء التفاهم بين المنظمين للاعتصام، (أساسًا المنظمين في خيمة الاعتصام المنتصبة قبالة المقر الرسمي للمحافظة) بشأن جمع توقيعات المحتجين؛ بهدف سحب ثقة نوّاب المحافظة في المجلس الوطني التأسيسي، إذ وقع جدل بين المنظمين بشأن جمع تلك التوقيعات من عدمه.
في المقابل علمت "المغرب اليوم"، أن "هذا الاعتصام لا يحظى بدعم تمثيلية جبهة الإنقاذ في المحافظة، وذلك لأن الجبهة ترفض التفاوض مع حكومة تعتبرها مستقيلة إلى حين إعلان خليفة لرئيس الحكومة الحالي علي العريض"


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر